سياسة عربية

ولايات أمريكية تستدعي قوانين من الخمسينات للسيطرة على احتجاجات الطلاب.. ما علاقة الكمامات؟

تحاول السلطات الأمريكية قمع الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الجامعات - جيتي
بدأت ولايات أمريكية عدة جهودا تشريعية من أجل حظر ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، وإعادة العمل بقوانين عمرها أكثر من 70 عاما، ووقف إلزامية ارتداء الكمامات في التجمعات خوفا من انتشار فيروس كوفيد-19، وذلك في محاولة لاستهداف الطلاب المعتصمين في الجامعات نصرة للفلسطينيين.

ويرتدي الطلاب المتظاهرون في الجامعات الأمريكية، وحول العالم، كمامات لحجب هوياتهم بسبب تهديدات طالتهم من الجامعة وجهات خارجية، وخوفا من المرض في ظل التجمعات الطلابية الكبيرة.



وهدد حساب على منصة إكس، يتبع الموساد الإسرائيلي، المتظاهرين في الجامعات، قائلا إنهم سيتم معرفتهم عبر تقنية التعرف على الوجوه، وإنهم لن يجدوا وظائف بسبب "تأييدهم للمقاومة الفلسطينية".

كما هددت الجامعات، وسياسيون أمريكيون، الطلاب بالفصل، وإلغاء تأشيراتهم، واعتقلت السلطات المئات منهم وفضت عددا من الاعتصامات.

Embed from Getty Images

وأقر مجلس الشيوخ في ولاية نورث كارولينا الأسبوع الماضي إجراء من شأنه وقف العمل بقانون ارتداء الكمامة في الأماكن العامة لأسباب صحية.

وقال المشرعون في المجلس إن الولاية تريد من وراء هذا الإجراء "كشف الغوغاء والمجرمين".

وفي ولاية نيويورك، قدم أحد المشرعين تشريعًا يحظر تغطية الوجه أثناء الاحتجاج أو التجمع أو المشاركة في أي تجمع عام آخر.

وأرسل المدعي العام في ولاية أوهايو، ديف يوست، خطابًا إلى رؤساء الجامعات العامة بالولاية يحذر فيه من أن الطلاب الذين يرتدون قناع الوجه أثناء الاحتجاجات قد يواجهون اتهامات جنائية بموجب قانون عام 1953 الذي يبدو أنه لم يتم تطبيقه من قبل.

وقال يوست في رسالة إلى الجامعات العامة الـ 14 في الولاية إنه يمكن اتهام المتظاهرين بارتكاب جناية بموجب قانون مكافحة الأقنعة الذي يعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين ستة إلى 18 شهرًا.

ويواجه بعض المتظاهرين الذين تم القبض عليهم خلال المظاهرات في جامعة فلوريدا اتهامات بارتداء قناع في الأماكن العامة.



كما دعا حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، مسؤولي جامعة تكساس إلى تفريق احتجاجات مناصرة لفلسطين، لأن الطلاب المحتجين لديهم نية لاستهداف القواعد والقوانين في الولاية، وأحدها "قانون حظر تغطية الوجه".

ودعا رئيس رابطة مكافحة التشهير، جوناثان غرينبلات، النشطاء المحتجين إلى خلع الكمامات تماما، قائلا إن تغطية الوجه ليس لها أي تأثير على كورونا، أو على حرية التعبير، ويجب حظرها في الحرم الجامعي على الفور.



وتعود القوانين القديمة التي تخص تغطية الوجه إلى حقبة الأربعينات والخمسينات، وسنتها الولايات المختلفة لمكافحة الأقنعة لعدة أسباب، بما في ذلك تحديد أعضاء مجموعة "كو كلوكس كلان" العنصرية التي كانت تشن هجمات "مقنعة".

وبعد سن القوانين، أصبح أعضاء كو كلوكس كلان يتظاهرون بوجوه مكشوفة.

Embed from Getty Images

وتعود أقدم القوانين التي تحظر  قناع الوجه إلى عام 1845، حيث جعلت نيويورك من غير القانوني الظهور بمظهر "مقنع ومسلح".

وفي أيام جائحة كورونا، سنت الولايات المختلفة استثناء من هذه القوانين من أجل الحماية من الإصابة بفيروس كورونا.

لكن مجموعات طلابية قالت إن ارتداء الكمامة يهدف في الأساس إلى حماية الطلاب، لا سيما ضعاف المناعة منهم، من الإصابة بالأمراض، وإن منع ذلك من شأنه منعهم من المشاركة في الاحتجاجات.



ونقل "أكسيوس" عن الطالبة في جامعة نورث كارولينا، صوفيا براون، قولها إن المحتجين يحاولون الحفاظ على سلامة المجتمع خلال مشاركتهم في الأنشطة المناصرة للفلسطينيين.

وتابع آخرون للموقع بأنهم لاحظوا المزيد من كاميرات المراقبة في حرم الجامعة في الأيام الأخيرة، فيما حذرتهم جامعة نورث كارولينا من ارتداء الأقنعة بحجة أنها تخالف قوانين الجامعة والولاية.