سياسة دولية

ردا على ماكرون.. الولايات المتحدة تنفي نيتها إرسال قوات للقتال في أوكرانيا

القوات الروسية حققت تقدما ملحوظا خلال الأيام الماضية- جيتي
أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، في بيان، "إن الرئيس بايدن كان واضحا بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".

وأكدت أن بايدن يعتقد أن "الطريق إلى النصر" هو أن يوافق الكونغرس على المساعدات العسكرية العالقة، "حتى تحصل القوات الأوكرانية على الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها للدفاع عن نفسها" ضد الغزو الروسي.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين، إن هناك جنودا أمريكيين فقط في السفارة الأمريكية لدى كييف، وهم "يقومون بعمل هام" يتعلق بمراقبة الأسلحة التي يتم تقديمها لأوكرانيا.


وأكد كيربي عدم إمكانية إرسال قوات أمريكية لإزالة الألغام أو إنتاج الأسلحة أو تنفيذ عمليات سيبرانية، وفق ما أشار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عن مهام القوات الغربية التي قد يتم إرسالها.

وأوضح أن إرسال قوات إلى أوكرانيا سيكون "قرارا سياديا" بالنسبة لفرنسا أو أي دولة أخرى في حلف شمال الأطلسي.

وردا على سؤال عما إذا كان بإمكان الولايات المتحدة إرسال قوات لأغراض أخرى مثل التدريب، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، أن إدارة بايدن تعارض أي نشر للقوات في أوكرانيا. 

وذكر ميلر للصحفيين: "لن نرسل قوات إلى الأرض في أوكرانيا. الرئيس كان واضحا للغاية".

وأكد البيت الأبيض ووزارة الخارجية، أن الأولوية هي أن يوافق الكونغرس على مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. 

وقال ميلر: "نعتقد بشكل أساسي أن الطريق إلى النصر بالنسبة لأوكرانيا الآن يقع في مجلس النواب الأمريكي". 

ورفض رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، حليف الرئيس السابق دونالد ترامب ورئيس الغالبية الجمهورية الضئيلة في المجلس، التصويت على مشروع قرار بطلب من الرئيس جو بايدن لتخصيص نحو 60 مليار دولار لأوكرانيا.


والاثنين، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، "أن إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا لا يمكن استبعاده، خلال استضافته مؤتمرا في باريس بشأن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، حيث ناقش الزعماء الأوروبيون إمكانية إرسال قوات لمساندة الجيش الأوكراني".

وأضاف ماكرون للصحفيين: "لم يتم التوصل إلى اتفاق لإرسال قوات، لكن لا يمكننا استبعاد أي شيء".

وأكد "أن المؤتمر  ضم ممثلين عن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك 21 رئيس دولة وحكومة.

وتابع: "سنفعل كل ما في وسعنا لمنع روسيا من الفوز في هذه الحرب، وأقول ذلك بتصميم، ولكن أيضا بتواضع جماعي نحتاج إليه، في ضوء العامين الماضيين".

وأردف "أن الأشخاص الذين قالوا أبدا أبدا اليوم هم نفس الأشخاص الذين قالوا أبدا أبدا لإرسال طائرات، وكذلك أبدا أبدا لإرسال صواريخ طويلة المدى، قالوا كل ذلك قبل عامين، والآن يقولون إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للحصول على الصواريخ والدبابات، علينا أن نكون متواضعين، وندرك أننا كنا نتأخر دائما من 6 إلى 8 أشهر".

وأعلن الرئيس الفرنسي تشكيل تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بصواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى.

والشهر الماضي، أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي عن خطط لإنتاج وتسليم ما لا يقل عن 1.3 مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا، بحلول نهاية العام الجاري.

وأوضح عضو مفوضية الاتحاد الأوروبي ومسؤول الأسواق الداخلية، تييري بريتون، أن الاتحاد يخطط لإنتاج وتسليم 1.3 مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا، من أجل تعزيز مخزونها من الذخائر.

وقال بريتون في تصريح للصحفيين خلال زيارته العاصمة الإستونية تالين، إن الاتحاد الأوروبي بكل إمكاناته يقف إلى جانب أوكرانيا في حربها المستمرة ضد روسيا.

ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف إنتاج قذائف المدفعية، من أجل تزويد أوكرانيا بمزيد منها.

يشار إلى أن الاتحاد تعهد بإرسال مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا حتى نهاية عام 2023، غير أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن الاتحاد أرسل 300 ألف قذيفة فقط. 

وأطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.

ومنتصف الشهر الجاري، أكدت روسيا سيطرتها الكاملة على أفدييفكا في شرق أوكرانيا، بعدما أعلنت كييف انسحاب قوّاتها منها، فيما حمّل الرئيس جو بايدن تقاعس المشرّعين الأمريكيّين مسؤوليّة السيطرة الروسيّة على هذه المدينة.


وكان الجيش الأوكراني أعلن قبلها  انسحابه من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد؛ "حفاظاً" على حياة أكبر عدد من جنوده، ما يمنح روسيا أكبر انتصار رمزي لها بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزير سيرغي شويغو أبلغ بوتين السبت في الكرملين، بالسيطرة على هذه المدينة التي كانت "موقعاً دفاعياً قوياً للقوات المسلحة الأوكرانية".