صحافة دولية

"لوموند": الأوروبيون يقفون صفا واحدا للدفاع عن فكرة حل الدولتين

لا يزال الاتحاد الأوروبي غير قادر على الاتفاق على المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة- جيتي

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن التحالف الأوروبي وجهوده في دعم فكرة الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال دعم فكرة إرساء دولتين.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه لا يمكن أن يكون هناك حل آخر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني غير حل الدولتين، مع بناء دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال.

وأضاف أنه في 22 كانون الثاني/ يناير، أكد وزراء الخارجية الأوروبيون إجماعهم على هذه الرؤية، في حين أكد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت 20 كانون الثاني/ يناير، معارضته للسيادة الفلسطينية.
 
وبينما لا يزال الاتحاد الأوروبي غير قادر على الاتفاق على المطالبة بشكل جماعي واحد بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، التي لا تزال تحت نيران قوات الاحتلال بعد أكثر من ثلاثة أشهر، إلا أنها أظهرت وحدة وتوافقا نادريْن حول حل لا يزال بعيد المنال، لكن أوروبا دافعت عنه منذ سنة 1980، وفقا للتقرير.

وحسب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فـ"إن الحاجة الملحة اليوم هي وقف قصف غزة، وتحرير الرهائن، وإدارة الوضع الإنساني الكارثي، حيث  تدخل في الوقت الراهن حوالي مئة شاحنة يوميا، في حين كانت تدخل هناك 500 شاحنة قبل أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر"؛ مضيفا "أنه ينبغي علينا أن نعمل على المدى الطويل ونفكر في الفرضيات التي من شأنها كسر دائرة العنف".


وأضافت الصحيفة أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لم يعد يرغب في الحديث عن "عملية السلام" في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، يؤكد أننا "بحاجة إلى البدء في الحديث بشكل ملموس أكثر عن عملية حل الدولتين". وعلى الرغم من قربها من إسرائيل، فإن ألمانيا دعمت هذا المنظور من خلال وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك.

"جلب إسرائيل إلى طاولة المفاوضات"


وقالت الصحيفة إن بوريل تساءل عن الحلول الأخرى التي تفكر فيها تل أبيب، هل يجبرون كل الفلسطينيين على الرحيل أو يقتلونهم؟ وأكد الوزير الإسباني السابق أن الإسرائيليين "يزرعون بذور الكراهية لأجيال قادمة".

وأضافت أن  المسؤول الدبلوماسي الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورنيه، الذي حضر أول مجلس له في بروكسل، كان أكثر تهذيبًا بكثير، حيث صرح: "تصريحات بنيامين نتنياهو مثيرة للقلق"، مؤكدًا أن "الوضع يتطلب دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية للجميع".

ومن أجل مناقشة هذا المنظور، دعا جوزيب بوريل وزراء خارجية الاحتلال والسعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية إلى بروكسل لعقد اجتماعات منفصلة مع  الاتحاد الأوروبي.


وتابعت الصحيفة قائلة إن سفين كوبمانز، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط، وضع خطة من اثنتي عشرة نقطة، والتي تحدد "نهجا عالميّا" من أجل المضي قدما نحو التعايش بين البلدين.

في السياق ذاته؛ أوضح إكزافييه بيتيل، وزير خارجية لوكسمبورغ، أن "هذه الخطة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وأن هذا من شأنه أن يجمع البلدين حول الطاولة. وليس الأوروبيين فقط".

ويتمثل الهدف من هذه الخطة ليس في تنظيم تجمع كبير، بل جلب دولة الاحتلال إلى طاولة المفاوضات، فمن دونها لا يمكن أن يكون هناك نقاش، بحسب الصحيفة.
 
وبينت الصحيفة أن الأوروبيين يدركون أن مثل هذا الحل من الصعب بشكل خاص إقناع الدولة اليهودية بقبوله، وأن فرضه عليها، كما اقترح بوريل مساء الجمعة في إسبانيا، يبدو وهميا، نظرا لتصريحات السيد نتنياهو الأخيرة.

علاوة على ذلك، في بروكسل، لم يطمئن رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية الجديد، إسرائيل كاتس، الأوروبيين، على العكس تماما؛ اقتصرت تصريحاته على شكر مضيفيه على دعمهم المستمر منذ هجوم حماس، لكنه لم يذكر فترة ما بعد الحرب، خاصة المشاريع الأوروبية. 

في الختام، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي أوروبي قوله، إنه "في الغرفة، أصر كاتس على أن الولايات المتحدة هي الحليف الوحيد لإسرائيل؛ في محاولة للإشارة إلى أن الحل، أيا كان شكله في المنطقة، سوف يمر عبر واشنطن أكثر من بروكسل".