تقارير

مخيم قلنديا في فلسطين.. سكانه ينحدرون من 52 قرية مهجرة

يقع مخيم قلنديا شرقي وغربي الشارع الرئيسي، ما بين مدينة القدس ومدينتي البيرة ورام الله
يعاني مخيم قلنديا، كباقي مخيمات فلسطين، من ظروف معيشية صعبة متراكمة على مدى سنوات طويلة، زاد من حدتها وتعمقها وقوعه تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي الذي يصعد من اقتحامه لزقاق وشوارع المخيم بشكل يومي، فدمر الاستقرار والحياة الآمنة للسكان.

وقد لعبت طبيعة إنشاء هذا المخيم دورا في معاناته المستمرة، فقد أُقيم عام 1949 شرق مطار القدس (المعروف أيضا باسم مطار قلنديا) لإسكان 3000 لاجئ فلسطيني كانوا يسكنون في تجمعات غير إنسانية حول مدينة رام الله والبيرة، وارتفع عددهم عام 1967 إلى 4800 نسمة، وفي عام 2005 بلغ عدد السكان نحو 15,500، وأصبح اليوم أكثر من 25 ألف نسمة.


                                                    صورة جوية لمخيم قلنديا

وينحدر أبناء المخيم من 52 قرية مهجرة منها: بير ماعين، وساريس، وقشوع، وبرفيليا، ومدن: اللد، ويافا، والرملة، والقدس، بالإضافة إلى عائلة لبنانية "البيروتي" التي كتب لها أن تحتجز قسرا في المخيم، بعد أن قدمت لزيارة أقاربها بعد النكبة.

ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) من الحكومة الأردنية، ويعد حرب عام 1967 وقع المخيم تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي.

وتعتبر السلطات الإسرائيلية منطقة المخيم جزءا من "بلدية القدس الكبرى"، وقد تم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار وفق اتفاقيات "أوسلو" عام 1995، ولا يزال واقعا تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اليوم.

ويقع المخيم شرقي وغربي الشارع الرئيسي، ما بين مدينة القدس ومدينتي البيرة ورام الله، وسط قرى: الرام من الجنوب، وأراضي مخماس من الشرق، وكفر عقب من الشمال، وقلنديا من الغرب. وبلغت مساحة الأراضي التي أُقيم عليها المخيم عند الإنشاء حوالي 230 دونما ثم ازدادت حتى وصلت إلى 353 دونما.

ويمر الطريق الرئيسي الواصل بين القدس ورام الله في المخيم.


                                               أحد شوارع مخيم قلنديا

يواجه المخيم بحسب "الأونروا" العديد من المشاكل كسوء نظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، ما يجعله غير ملائم لاحتياجات اللاجئين.

كما أنه يعاني من سوء التنسيق بين الجهات ذات الطابع الخدمي، ما أثر على حياة السكان كما حدث عندما قامت شركة كهرباء القدس باستبدال شبكة الكهرباء داخل المخيم.

وقد قامت شركة مياه القدس، عام 2007 باستبدال الشبكة من دون أن تعمل على التنسيق مع "أونروا" ما تسبب في إتلاف الطرق المعبدة والعمل على زيادة الوضع السيئ في المخيم بدرجة أكبر.

كما أن المنازل الموجودة في المخيم، وبحسب طريقة تصميمها، تسببت في مشكل آخر، وهو الافتقار إلى منافذ التهوية المناسبة، ما يزيد من صعوبة العيش فيها.

أما في ما يخص البطالة، فإن كل شخص من بين خمسة أشخاص في مخيم قلنديا عاطل عن العمل، خصوصا أن سلطات دولة الاحتلال تقيد فرص عمل الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها.

ولا يزال المخيم يشهد مصادمات مع جنود الاحتلال بشكل مستمر، تتصاعد مع الأحداث الساخنة التي تشهدها فلسطين.

وبالتزامن مع الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فقد شن جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من عمليات اقتحام مخيمات ومدن وقرى أخرى في الضفة الغربية، كان مخيم قلنديا في طليعة هذه الاقتحامات.


                                                 الاحتلال يقتحم مخيم قلنديا

وقدم المخيم عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ تأسيسه وحتى العدوان الحالي على غزة، حيث يعتبر المخيم بؤرة ساخنة في المواجهات مع الاحتلال.

المصادر

ـ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا).
ـ مخيم قلنديا، موسوعة المخيمات الفلسطينية، 2020.
ـ مخيم قلنديا للاجئين، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الاونروا).
ـ عوني فارس وحسن قدومي، اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية ديمومة الحياة وإصرار على العودة، أكاديمية دراسات اللاجئين ومركز العودة الفلسطيني، 2013.
ـ أديب محمد زيادة ، دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية، دار العودة للدراسات والنشر، 2010.
ـ يعيش فيها السكان تحت سيطرة الاحتلال..كل ما تريد معرفته عن مخيم قلنديا شمال القدس، عربي بوست، 5/12/2023.