التقت
"عربي21" بالأكاديمي والمفكر الأمريكي اليهودي، البروفيسور نورمان
فينكلشتاين، وحاورته حول موقف
المجتمع الدولي من ما
يجري في معركة طوفان الأقصى.
وتناولت
معه كذلك الجدال بين الجمهوريين والديمقراطيين حول ما إذا كانت أموال إيران
المُفرج عنها مؤخرا في صفقة تبادل السجناء هي التي مولت المعركة التي بدأتها حركة
حماس في بداية الأسبوع الماضي.
وحول
اتهامات المجتمع الدولي لحركة حماس بأنها انتهكت القانون الانساني وأنها قامت
بجرائم ضد المدنيين، قال فينكلشتاين لـ"عربي21"، إنه "لا يعتقد أن
المجتمع الدولي في أفضل مكان أخلاقيًا لإلقاء المحاضرات على الفلسطينيين حول
القانون الدولي، لأنه بالتواطؤ مع المجتمع الدولي، تصرفت إسرائيل دون عقاب في
انتهاك القانون الدولي دون الدخول في كل قانون خرقته".
وأضاف:
"يقتصر الأمر على شيء واحد على وجه الخصوص، وقد مكّن المجتمع الدولي
إسرائيل منذ كانون الثاني/ يناير 2006
من فرض حصار إجرامي غير قانوني وغير إنساني على شعب غزة، علما بأن نصف السكان هم من
الأطفال، أي مليون طفل".
وأوضح أنه
"لذلك في هذا الوقت من الزمن فإن قيام المجتمع الدولي بإلقاء دروس للفلسطينيين
حول القانون الدولي هو أمر حقير للغاية، ومثير للازدراء لدرجة أنه مهما كان حجم
قاموس أكسفورد الإنجليزي، فإنه لا يحتوي على كلمة ترقى إلى مستوى الازدراء، ونفاق
المجتمع الدولي الذي يلقي دروسًا على الفلسطينيين حول القانون الدولي".
وفي ما يتعلق
باتهام الجمهوريين للرئيس جو بايدن بأنه مول معركة حماس الحالية، عبر الـ 6
مليارات دولار الإيرانية المُفرج عنها في صفقة تبادل الأسرى بين إيران وأمريكا قال
فينكلشتاين: "إنه نقاش حول لا شيء، هذا النوع من النقاش يتباين بين الفراغ
والخواء، بمعنى أنه غير ذي صلة على الإطلاق، وهو في اللغة الإنجليزية يصطلح عليه
"ذريعة حمراء" والمرغوب فيه تغيير الموضوع وتحويل الانتباه عن الحقيقة
الوحيدة ذات الصلة والحقيقة هي أن 2.1 مليون شخص تم احتجازهم في أكبر معسكر اعتقال
على الإطلاق، وهذه هي الحقيقة الأساسية، والآن أصبح لديهم سبب قاموا بالتمرد لأجله
بشكل كبير".
وتابع:
"إن ما فعله أهل غزة لا يختلف على الإطلاق عن ثورة العبيد في التاريخ
الأمريكي، ولديك الوقت للبحث عن "Nat Turner" وما ستقرؤه
هو قصة العبد الأسود الذي كان متعصبًا دينيًا وقام بتنظيم تمرد العبيد وخلال هذا
التمرد، قتلوا العديد من البيض الأبرياء".
واستدرك
بالقول: "ولكن هنا خلاصة القول، أن لثورة نات ترنر مكانة مشرفة في التاريخ
الأمريكي، واسمحوا لي أن أكرر ذلك، ثورة العبيد التي تم فيها ذبح 50 مدنيًا من
البيض، وما فعله أهل غزة هو مجرد نسخة طبق الأصل من ثورة نات ترنر ".
وعن موقف
الرأي العام اليهودي في أمريكا من إسرائيل بشكل عام ومن المعركة الأخيرة بشكل خاص
قال: "ليس لدي أي فكرة، ويبدو لي أن الأجيال الشابة من اليهود أكثر ترددا في
إدانة الفلسطيني، لكنني لا أعرف رأيهم العام، عموما لقد كتبت كتابًا حول هذا
الموضوع، قبل 15 عامًا، بعنوان "معرفة الكثير: لماذا تقترب الرومانسية
اليهودية الأمريكية مع إسرائيل من نهايتها؟".
وعن تأثير
معركة طوفان الأقصى على مستقبل نتنياهو السياسي، فقد أكد
نورمان فينكلشتاين، أنه
"لا يعرف.. ولا يهتم بذلك إطلاقا".
وقال:
"إن المؤسسة الحاكمة في إسرائيل عبارة عن مرآة للمجتمع أو لسان حال المجتمع
الإسرائيلي، والذي اعتاد أن لا يعير أي اهتمام للفلسطينيين أو حقوقهم ومطالبهم
العادلة، وقد صرح منذ يومين أحد ساستهم الكبار بأن الفلسطينيين ليسوا سوى حيوانات
بهيئة بشر، وهذا يعكس موقف المجتمع الإسرائيلي".
وخلص إلى القول:
"إذا أخذنا بعين الاعتبار أن نتنياهو صاحب أطول مدة كرئيس للوزراء وفي حال
استمر في الفوز بالانتخابات فإن هذا يعني أن المجتمع الإسرائيلي يرى نفسه في
نتنياهو".