سياسة دولية

إيران تعلن تعرض والد مهسا أميني لمحاولة اغتيال.. نفي لأنباء اعتقاله

اعتبرت طهران العقوبات الغربية الجديدة بذكرى وفاة مهسا أميني مجرد "استعراضات عبثية ومنافقة" - الأناضول
أعلن مسؤول إيراني السبت، أن والد الناشطة الراحلة مهسا أميني، تعرض إلى محاولة اغتيال في ذكرى وفاتها الأولى.

وذكر المساعد السياسي والأمني لمحافظ كردستان في إيران، مهدي رمضاني، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عدة أشخاص ينتمون لجماعةٍ إرهابية، كانوا يسعون لاغتيال والد مهسا أميني على طريق المقبرة التي دُفنت فيها الشابة العام الماضي. 

ونفت وسائل إعلام إيرانية ما تم تداوله صباح السبت، حول اعتقال والد مهسا أميني، مشيرين إلى أنه جرى استدعاؤه فقط لإبلاغه بمحاولة اغتياله.

وبحسب شبكة حقوق الإنسان في محافظة كردستان غربي إيران، فإن والد الشابة الكردية، أمجد أميني، كشف لوسائل إعلام تصدر بالفارسية خارج إيران عن نيته إحياء ذكرى وفاة ابنته السبت في مسقط رأس العائلة بسقز، ما أدى إلى استدعائه بعد هذا الإعلان "4 مرات خلال أسبوعين"، وفقا للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر.

وأفاد شهود عيان وجماعات حقوقية بانتشار قوات الأمن الإيرانية بشكل واسع في مسقط رأس أميني، ومناطق أخرى في غرب البلاد، للتعامل مع أي اضطراب محتمل.

وتسببت وفاة الشابة أميني، في 16 أيلول /سبتمبر 2022، بعدما اعتقلت بتهمة انتهاك قواعد اللباس الإلزامية بطهران، باندلاع احتجاجات واسعة ضد الحكومة استمرت لأشهر قامت نساء خلالها بحرق الحجاب أمام رجال الشرطة كما رفعن شعارات تطالب بحقوق المرأة وبالحرية.

وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 551 محتجا بينهم 68 طفلا و49 امرأة، على يد القوى الأمنية بحسب "منظمة حقوق الإنسان الإيرانية" ومقرها في النرويج.

كما تم إيقاف أكثر من 22 ألفا آخرين وفقا للعفو الدولية، التي اتهمت السلطات في إيران بارتكاب "سلسلة من الجرائم بموجب القانون الدولي للقضاء على أي تحد لقبضتها الحديدية على السلطة".



وقالت ديانا الطحاوي نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة إن "الذكرى الأولى لوفاة أميني تشكل تذكيرا صارخا للدول عبر العالم بالحاجة إلى مباشرة تحقيقات جنائية في الجرائم الحاقدة التي ارتكبتها السلطات الإيرانية".

في المقابل، أفادت السلطات الإيرانية بأن "العشرات من رجال الأمن قتلوا بدفع من حكومات أجنبية ووسائل إعلام مناهضة" خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي.

إيران تندد بالعقوبات الغربية

وفرضت دول غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات جديدة على مسؤولين ووسائل إعلام إيرانية بالتزامن مع ذكرى وفاة مهسا أميني.

وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بالعقوبات الغربية الجديدة، معتبرا أنها "استعراضات عبثية ومنافقة".

وأضاف: "للأسف بعض الأطراف الذين فشلوا على صعيد حقوق الإنسان والنساء، يصدرون تصريحات سياسية لا قيمة لها ويستمرون بفرض عقوبات غير فعالة".

كما دعا القادة الأوروبيين إلى "الاقتناع في أقرب وقت ممكن بأن مواصلة هذه التصرفات غير البناءة لا تصب أبدا في مصلحتهم".

والجمعة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تشديد العقوبات الغربية المفروضة على إيران، مشددا "على التزام بلاده حيال الشعب الإيراني الشجاع الذي يكمل مهمة أميني".

كما أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنها أدرجت 25 مسؤولا إيرانيا إضافيا وثلاث منصات إعلامية وشركة أبحاث على قائمتها السوداء للعقوبات، مشيرة إلى ارتباط جميع هؤلاء الأفراد والكيانات بقمع طهران الاحتجاجات بعد وفاة أميني.

وشملت العقوبات الجديدة عناصر في الأجهزة الأمنية الإيرانية وفي الحرس الثوري فضلا عن محطة "برس تي في" العامة باللغة الإنجليزية ووكالتي "تسنيم" و"فارس" للأنباء.

بدورها، أعلنت المملكة المتحدة فرض مجموعة من العقوبات على "كبار صناع القرار الذين يطبقون قانون الحجاب الإلزامي في إيران".



وطالت العقوبات البريطانية وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، إضافة للمتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن "العقوبات المفروضة على المسؤولين عن القوانين القمعية الإيرانية تبعث برسالة واضحة مفادها أن المملكة المتحدة وشركاءها سيواصلون الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات وفضح القمع الذي تمارسه على شعبها".

وذكر بيانا الخارجية الأمريكية والبريطانية أن العقوبات الجديدة جاءت في إطار التنسيق بينهما إضافة إلى كندا وأستراليا.