نشرت صحيفة الغارديان البريطانية
مقالا للكاتبة غايا فينس، يتناول
موجة الحر والفيضانات الحالية في العالم، متسائلة: "هل بإمكاننا إنقاذ الكوكب لأطفالنا؟".
وقالت الكاتبة؛ بالإمكان القول؛ "إن الوضع الاعتيادي قد انتهى، هذا هو عالمنا الجديد"، بالنظر إلى المستجدات
المناخية الأخيرة.
وأضافت, أن حقبة الهولوسين "انتهت"، وهي حقبة بدأت قبل حوالي 12 ألف عام في نهاية العصر الجليدي الأخير، وهي الفترة الزمنية التي اخترع فيها البشر الزراعة، وبنوا المدن، واخترعوا الكتابة، وأصبحوا حديثين، في هذه الحقبة، التي تميزت بمناخها المتجانس الذي يمكن التنبؤ به نسبيا، حيث تراجعت الصفائح الجليدية من أوروبا وأمريكا الشمالية، وارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بما يكفي لتمكين ازدهار الحبوب.
وبحسب الكاتبة، فإن البشر غادروا الآن ظروف الهولوسين إلى الأنثروبوسين "حقبة التأثير البشري" المجهول، وهو عصر أحدثته الأنشطة البشرية ويتميز بفوضى المناخ العالمي والتدهور البيئي.
واعتبرت الكاتبة أننا نعيش حقا في أوقات استثنائية، إذ تمتد معظم الحلقات الجيولوجية لملايين السنين، ما يجعل الهولوسين وميضا نسبيا في نهاية العصر الجليدي.
وردا على السؤال حول مدة حقبة "التأثير البشري"، قالت الكاتبة؛ إن هذا الأمر يعتمد على المدة التي يستمر فيها البشر، بالإضافة إلى اهتمام من سيأتي بعدنا بعلم الأحياء القديمة.
وقالت؛ إن فترة هيمنة الإنسان "ستظهر أيضا في السجل الأحفوري مستقبلا، حيث إن البصمة الوراثية موجودة على كل شيء من تراكم البلاستيك والخرسانة إلى انفجار أشكال الحياة التي تم التلاعب بها، مثل الدواجن وبذور الذرة، مشيرة إلى أن الإنسان غيّر المناظر الطبيعية للكوكب، من تدفق المياه في الأنهار، ونسب العناصر الكيميائية في الهواء والمحيطات، إلى إنشاء المدن وإعادة تشكيل الطبيعة، حتى إن 4 بالمئة فقط من الثدييات في العالم اليوم برّية.
وأشارت إلى أن "مجموعة عمل الأنثروبوسين المخصص اختارت البلوتونيوم المعدني المشع كعلامة على الحدود الفاصلة بين الهولوسين والأنثروبوسين؛ لأن تلوث البلوتونيوم ارتفع عالميا خلال تجارب الأسلحة النووية في خمسينيات القرن العشرين، حتى معاهدة حظر التجارب الدولية في عام 1963".
وتساءلت فينيس إذا كان "تصنيف عصر الأنثروبوسين يساعد في نقلنا من الإنكار، المرحلة الأولى من الحزن إلى القبول؟ مؤكدة أن "المرحلتين الأخيرتين اللتين نحتاج إلى الوصول إليهما، هما القبول وإعادة الإعمار، إذا أردنا بناء أنثروبوسين صالح للعيش".