سياسة دولية

"الموسيقيون" يتمردون على الكرملين.. ما هي مجموعة فاغنر الروسية؟

هل تعود فاغنر لحضن الدولة قريبا؟- (حسابات فاغنر على مواقع التواصل)
يسلط فتح قائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجن، النار على الجيش الروسي السبت، واتهامه وزارة الدفاع بقصف قواته، الضوء على هذه المجموعة وتاريخها، ونطاق عملياتها والموقف العالمي منها.

وأعلن بريغوجن التمرد على الجيش، وطلب النزول إلى الشارع وحمل السلاح ضد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي توعده بشنقه في الميدان الأحمر وسط موسكو ودفنه في ضريح لينين.

وهدد بريغوجن بالانتقام من الجيش الروسي، وقال إن لديه 25 ألف مقاتل على الأراضي الروسية، مستدركا بأن ما يقوم به ليس محاولة انقلاب عسكري، بل محاولة لتصحيح الأوضاع.

نشأة فاغنر

بدأت مجموعة فاغنر تظهر على المشهد في روسيا عام 2014، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم، واستيلاء الموالين لروسيا على مناطق دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا، ودار حديث عن أشخاص وصفوا بـ"الخضر الصغار" وهم جنود بزي عسكري دون شارات تحدد دولتهم بحسب موقع "vox".

ووصف مارك جاليوتي مدير مركز "ماياك للاستخبارات" والخبير بالشؤون الأمنية الروسية، مجموعة فاغنر بأنها "متجر شامل للمستبدين من كافة أنحاء العالم".

وقال موقع "إيه بي سي" الأمريكي، إن إحدى المهام التي نشأت لأجلها فاغنر، كبح جماح الانفصاليين الروس، الذين أرادوا إنشاء ما يعرف بـ"نوفوروسيا" أو روسيا الجديدة.

وفي ظل أن الشركات العسكرية الخاصة هي تشكيلات غير قانونية في روسيا، فقد قيت فاغنر مجموعة عسكرية غير موجودة على الورق بصورة رسمية، من أجل سهولة التخلص من أي جرائم أو انتهاكات تقدم عليها، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية "CSIS".

مقر رسمي

وعلى الرغم من أن بدايات فاغنر ظهرت عام 2014، إلا أنها افتتحت رسميا أول مقر لها في مدينة سان بطرسبرج الروسية، بتاريخ 4 تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2022، وقال بريغوجن في الافتتاح إن مهمة مركز فاغنر الرئيسي، توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة لتحسين القدرة الدفاعية لروسيا وفقا لـ"يورونيوز".

قيادة فاغنر

رغم أن الاسم الأبرز لقيادة فاغنر حول العالم هو يفيغيني بريغوجن، وهو سجين جنائي سابق إبان حقبة الاتحاد السوفييتي، فإن هناك شخصية أخرى تشكل اسما كبيرا في المجموعة وهو ديميتري أوتكين، القائد السابق للقوات الخاصة في المخابرات العسكرية الروسية.

وتقاعد أوتكين من مفرزة سبيتسناز (قوة الاستخبارات الخاصة) رقم 700 عام 2013، واتجه إلى العمل الخاص في مجموعة موران للأمن، إضافة إلى شركة سلاف الأمنية.

التسليح

تتنوع القدرات القتالية لعناصر مجموعة فاغنر، ورغم أنهم مقاتلون خفيفو الحركة، إلا أنهم في الحرب بأوكرانيا ظهرت معهم أسلحة ثقيلة.

ويمتلك عناصر فاغنر الرشاشات الخفيفة من طراز كلاشينكوف، وبنادق رشاشة متوسطة، وقاذفات الهاون وبطاريات مدفعية خفيفة ومتوسطة وثقيلة خاصة في أوكرانيا، وفقا لموقع "سمول وور جورنال".

وخلال الحرب في أوكرانيا امتلك عناصر فاغنر، أسلحة دفاع جوي محمولة على الكتف من طراز ستريلا الروسية ودبابات مدرعة وناقلات جنود مجنزرة.

كما أن المجموعة طورت قوات باستخدام الطائرات المسيرة المفخخة الانتحارية، وأخرى لإلقاء قنابل على القوات الأوكرانية.

تعداد القوات

في أوائل عام 2016، كان لدى فاغنر 1000 موظف، لكن العدد تصاعد على مدى السنوات، فوصل إلى 5000 في 2017 ومع نهاية عام 2017 وصل إلى 6000.

لكن خلال حرب أوكرانيا تضخم عدد مقاتلين فاغنر، وقال منسق الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن فاغنر تمتلك 50 ألف مقاتل في أوكرانيا، منهم 10 آلاف متعاقد و 40 ألف سجين روسي جرى تجنيدهم مقابل نيل حريتهم، في حين قالت تقارير إن عدد السجناء المجندين 20 ألفا.

وكشف بريغوجن في رسالته الهجومية على وزارة الدفاع الروسية، عن وجود 25 ألفا من قواته في روسيا، بخلاف المقاتلين على الجبهة في أوكرانيا.

نشاطات خارجية

نشطت مجموعة فاغنر خارج روسيا، ووظفت عناصر من المقاتلين المحترفين في صفوفها كمرتزقة، في العديد من الدول الأفريقية، وسجلت نشاطات لفاغنر في سوريا، لدعم قوات النظام السوري، إضافة إلى وجود واضح لقواتها في ليبيا لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

واتهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان مقاتلي فاغنر بارتكاب جريمة وحشية للغاية، ضد رجل سوري عام 2017، بعد اعتقاله وتعذيبه بشده قبل أن يقوموا بقطع أطرافه وثم سكب الوقود على جسمه وحرقه، كما أنهم وثقوا ذلك بمقطع مصور بحسب "إيه بي سي نيوز".

ومن بين النشاطات التي قامت بها فاغنر في ليبيا، المشاركة الفاعلة في الهجوم الكبير لحفتر على طرابلس عام 2018، وقيامها بعمليات زرع ألغام واسعة في المناطق التي وصلت إليها على أطراف العاصمة طرابلس، إضافة إلى تأمين الطرق المتجهة نحو مناطق سيطرة حفتر.

وكشفت العديد من التقارير عن نشاطات في أفريقيا، لمساعدة أوليغارشيين روس، على التنقيب عن الذهب وتهريبه إلى خارج تلك الدول، إضافة إلى دعم أنظمة بعض الدول الأفريقية القريبة من روسيا.

أفريقيا الوسطى

يتواجد بجمهورية أفريقيا الوسطى، المئات من عناصر فاغنر تحت ذريعة تقديم خدمات التدريب العسكري للقوات النظامية، وتقديم خدمات أخرى، وذلك على حساب نفوذ تقليدي للقوات الفرنسية.

وتشرف فاغنر على أمن المؤسسات المختلفة، وتلعب دورًا رائدًا في تدريب الحرس الرئاسي والجيش، حيث يشرف عناصرها على تدريب أفراد الحرس الرئاسي والجيش، ويحرسون الرئيس فوستين أرشانغ تواديرا، من المجموعات المتمردة التي تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.

ويحمي عناصر فاغنر مناجم الذهب والماس، ويحصلون على نسبة من العائدات، حيث تقع معظم هذه المناجم شمال شرق البلاد، منها مناجم قرب مدينة بامباري.

ويتركز انتشارهم في قصر الرئاسة في العاصمة بانغي ومناطق المناجم في شمال شرق البلاد قرب مدينة بامباري.

السودان

بدأت فاغنر نشاطها في السودان منذ 2017، تحت غطاء عدة شركات منها "ميروغولد" و"أم إنفست" للتنقيب عن الذهب، بحسب وسائل إعلام سودانية وغربية.

وتولت فاغنر تدريب أفراد من الجيش السوداني، وأيضا قوات الدعم السريع في إقليم دارفور.

ويتركز وجودهم حاليا في مناطق تعدين الذهب في منطقة العبيدية الغنية بالذهب على بُعد 320 كيلومتراً شمالي الخرطوم

الموقف الأمريكي

توعدت الولايات المتحدة في عدة مناسبات، بالعمل بلا هوداة ضد مجموعة فاغنر، ومن يسهل لها مهامها حول العالم.

وفرضت الخزانة الأمريكية في شباط/ فبراير الماضي، عقوبات على المجموعة والكيانات المتصلة بها، ووصفتها بالمنظمة الإجرامية العابرة للحدود، واتهمتها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وفرضت الخزانة الأمريكية، عقوبات على 9 أشخاص، و14 كيانا روسيا وصينيا وفي أفريقيا الوسطى والإمارات، على صلة بمجموعة فاغنر.