يبدأ، اليوم الثلاثاء، الرئيس
الجزائري عبد المجيد تبون
زيارة
دولة إلى فيدرالية
روسيا، تدوم ثلاثة أيام.
وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية، المنشور على صفحتها الرسمية:
"بدعوة من رئيس فيدرالية روسيا، السيد فلاديمير بوتين، يشرع اليوم، رئيس
الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في زيارة دولة إلى فيدرالية روسيا، تدوم ثلاثة
أيام، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين".
وأضاف البيان: "سيشارك السيد رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة
في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ الروسية".
وفي لندن رأى الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت، في
حديث مع
"عربي21"، أن هذه الزيارة التي تأجلت أكثر من مرة، تأتي في سياق
محلي وإقليمي ودولي له أكثر من دلالة.
وقال زيتوت: "هذه الزيارة كان من المفترض أن تتم قبل نهاية
العام الماضي، ولكنها لم تتم بسبب رفض غربي بالأساس.. وهي تأتي الآن بعد أن
استجابت للشروط الغربية تحديدا، وفي مقدمتها فتح الجزائر للشركات الأوروبية، وخصوصا
منها المتخصصة في التنقيب عن النفط الصخري المرفوض داخليا.. وأيضا تنويع مصادر
السلاح الجزائري ليشمل السلاح الغربي بعد أن كانت الجزائر تعتمد أساسا على السلاح
الروسي".
وأضاف: "أما داخليا فهي زيارة شكلية هدفها إعطاء انطباع للنظام
العسكري الذي يقوده شنقريحة وللشعب الجزائري بأن النظام الجزائري لم يتخل عن
علاقاته مع روسيا، لا سيما أن هناك نبرة شعبية معادية لأوكرانيا بالنظر إلى
علاقتها بالغرب، ومناصرة لروسيا".
وذكر زيتوت، أن "توقيت الزيارة خاطئ من الناحية الإقليمية، إذ إنها تأتي ردا على النظام المغربي الذي يعزز علاقاته المرفوضة شعبيا مع الاحتلال
الإسرائيلي، وبالتزامن مع مناورات الأسد الإفريقي التي تجري بالقرب من الحدود
المغربية الجزائرية".
وأضاف: "النظام الجزائري يريد الرد على الاستقواء المغربي
بإسرائيل وبالغرب بالذهاب إلى أصدقائه الروس، لكنه للأسف يذهب لهم في الزمن الخطأ،
فروسيا غريقة في أوكرانيا وهي تعاني الأمرين، بل إنها تستورد السلاح من كوريا
الشمالية وإيران وغيرهما من الدول"، وفق تعبيره.
وتأتي زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روسيا في ظل حركية
ديبلوماسية جزائرية زار خلالها تبون دولة البرتغال، ومن المرتقب أيضا أن يزور
فرنسا..
وتتزامن هذه الحركية الديبلوماسية مع استمرار تصاعد التوتر بين
الجزائر والمغرب على خلفية تطور العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية وصولا إلى
مناورات الأسد الأفريقي.