قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "
الناتو" ليست مطروحة الآن على الطاولة، لكن يمكن مساعدتها بالنظر إلى نموذج تعامل الغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، من ناحية تقديم ضمانات للحصول على أسلحة وتكنولوجيا متقدمة.
وفي
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، ذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي تدخل فيه أوكرانيا مرحلة حرجة في
الحرب مع
روسيا، تجتمع
الولايات المتحدة وقادة الناتو حول رؤية تقوم على تعزيز الدفاعات الأوكرانية، وضمانات تضمن سيادة البلد في المستقبل.
وقارن القادة الغربيون -بمن فيهم جو بايدن- النموذج الأمني الذي يتمتع به الاحتلال الإسرائيلي اليوم. وعلى المدى الأشهر الماضية، ظل التركيز على الحرب الطاحنة في باخموت، التي دمرت بشكل كامل وسقطت بيد مقاتلي شركة المرتزقة "فاغنر" نهاية الأسبوع. ويتم التركيز الآن على التحديات القادمة: "كيف يتم تحويل البلد إلى حاجز ضد العدوان الروسي؟".
وأضافت أن اتفاقا أمنيا بحسب النموذج الإسرائيلي مع أوكرانيا سيعطي الأولوية لنقل الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، حسبما كشف الرئيس البولندي اندريه دودا مع "وول ستريت جورنال".
ويعني الاتفاق التحرك للانضمام إلى الناتو في المستقبل، لكنه لا يجعل الحلف طرفا في أي نزاع مستقبلي مع روسيا، وذلك حسب مسؤولين غربيين على معرفة بالمحادثات.
وقال دودا: "النقاشات مستمرة في الوقت الحالي". ولم يقدم دودا الذي تحول لأكبر متحمس في دعم أوكرانيا ضد روسيا أي تفاصيل حول الأسلحة والتكنولوجيا التي سيتم نقلها إلى أوكرانيا بناء على الاتفاق، لكن بولندا قدمت لكييف طائرات ميغ-29 من بين معدات عسكرية أخرى.
وفي الأسبوع الماضي، أخبر بايدن قادة مجموعة الدول السبع أن الولايات المتحدة ستدعم تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16، كخطوة ضرورية لتقديم المقاتلات المصنعة في أمريكا.
وحذر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر كروشكو، السبت الماضي، من مغبة إرسال مقاتلات إف-16 لأوكرانيا، وأنها قد تزيد من النزاع، قائلا: "نرى أن الدول الغربية تواصل الالتزام بسيناريو التصعيد، والذي يحمل معه مخاطر عظيمة".
ونظرا لأن انضمام أوكرانيا للناتو يحتاج إلى سنوات، فقد أصبحت مجموعة من الاتفاقيات الأمنية الملزمة الطريق الوحيد لمساعدة القوات الأوكرانية مباشرة، وهي تحضر لهجوم مضاد يهدف لدفع الروس من المناطق التي سيطروا عليها العام الماضي.
ويأتي التوجه نحو الاتفاقيات الأمنية في وقت زاد فيه الغرب من مساعداته لكييف، بما في ذلك الدبابات والأنظمة الدفاعية الألمانية والأمريكية المتقدمة، وإلى جانب زيادة الإنتاج للذخيرة التي يحتاجها الأوكرانيون على جبهات القتال. كل هذا جزء من مليارات الدعم العسكري الغربي، والتأكد من تحديد أن المستقبل أوكرانيا لا روسيا.
وقال دودا إن بايدن الذي زار وارسو في شباط/ فبراير، ناقش النموذج الإسرائيلي وتطبيقه على أوكرانيا. وقد حظي بدعم من الحلفاء الغربيين، وسيكون على أجندة الناتو في القمة التي ستعقد في تموز/ يوليو في عاصمة ليتوانيا، فيلونيس.
وتقوم الاتفاقيات الأمنية على ما أطلق عليه "ميثاق أمن أوكرانيا"، ويتوقع توقيعه بعد نهاية القمة، حسب مسؤولين على معرفة بالموضوع.
واعترف مسؤول أمريكي أن النموذج الإسرائيلي برز كوسيلة لحماية الأمن الأوكراني؛ نظرا لأن العضوية في الناتو لن تحصل قريبا. ومع أنه قام بشكل فضفاض على النموذج الإسرائيلي إلا أن مسار الدفاع الأوكراني لا يزال غير واضح، حسب المسؤول.
وقال: "لا نزال نتناقش مع أوكرانيا والحلفاء والشركاء بشأن النموذج وشكله". و"إسرائيل" ليست عضوا في الناتو، والولايات المتحدة ليست ملزمة بالدفاع أو مساعدتها، إلا أنها تمتعت خلال العقود الماضية بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة، وكونها الحليف الأقوى في الشرق الأوسط. وهي أكبر متلق للدعم الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية.
وتم تحديد الدعم الأمريكي لإسرائيل عبر اتفاقيات لعشرة أعوام، وهي تلزم واشنطن بتقديم 38 مليار دولار كمساعدات ما بين 2019 – 2028.
ويقول المسؤولون الغربيون إن اتفاقيات مماثلة مع أوكرانيا قد تغير حساباتها تجاه روسيا. وستمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شن الحرب، على أمل أن ينهي النظام السياسي في كييف، في وقت تحضر فيه الولايات المتحدة للسباق الانتخابي العام المقبل، وفي بعض العواصم الغربية، حيث يتم نقاش الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير.
وقال دودا: "يجب على روسيا أن تفهم أن أوكرانيا لديها ضمانات أمنية، ولن تنتهي مع الوقت أو بسبب تعب الغرب"، مؤكدا أن الضمانات ليست مرتبطة بأي خطط للتفاوض بين موسكو وكييف.
وقال الكرملين في عام 2021 إن انضمام أوكرانيا للناتو خط أحمر، ولم يصبح البلد عضوا في الناتو، ولكن روسيا غزته. وأكد الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي أن هدف بلاده هو استعادة كل الأراضي التي احتلتها روسيا، بما فيها شبه جزيرة القرم التي ضمت عام 2014، واستبعد فكرة وقف إطلاق النار؛ لأنها تعطي فرصة للروس لتجميع قواتهم وتنظيمها من جديد.
وبرزت فكرة نموذج أمني على غرار الإسرائيلي في أيلول/ سبتمبر من أندريه يرماك، المساعد لزيلنسكي، وأندريس فوغ راسموسن، الأمين العام السابق للناتو، وذلك حسب أشخاص على معرفة بالأمر.
وقال يرماك: "تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية دائمة"، مضيفا أن هذه الضمانات يجب أن تظل قائمة لحين انضمام بلاده للناتو.
وسيحضر زيلينسكي قمة الناتو في ليتوانيا، حيث سيعلن عن هيئة جديدة، وهي "مجلس أوكرانيا الناتو" التي ستشرف على مهمة انضمام البلد للناتو. وسيكون لدى أوكرانيا القدرة على دعوة المجلس للاجتماع، وطلب المساعدة من دول في الحلف.
وستكون الولايات المتحدة الضامن الأكبر للضمانات الأمنية، حسب فابريس بوثير، مسؤول السياسات السابق في الناتو ومساعد راسموسن الذي ساهم في إعداد المسودة للحكومات الغربية.
وقالت مصادر في باريس وبرلين، إن المسؤولين دعموا الخطة مبدئيا، والتي ستشتمل على لقاءات ثنائية ضمن إطار متعدد. وقال مسؤولو الناتو والأوكرانيون إنهم يتوقعون أن يكون في ميثاق الضمانات الأمنية أطراف، بمن فيهم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.