لا تزال
بريطانيا الدولة الوحيدة في
أوروبا التي تتوج ملوكها في احتفال ديني داخل الكنيسة، وآخرهم
تشارلز الثالث الذي
توج في كنيسة وستمنستر في مراسم دينية مسيحية تعود إلى قرون.
وهذه الطقوس، هي تقليد تحافظ عليه
الملكية البريطانية من قرون من خلال تنصيب الملك رأساً للكنيسة الأنغليكانية.
ويمنع القانون في بريطانيا، تتويج أو
توريث العرش لأي شخص غير بروتستانتي، وبحسب قانون التسوية الصادر عن البرلمان
الإنجليزي عام 1701، تحصر ولاية التاج بالبروتستانت أتباع المذهب الأنغليكاني.
حارس العقيدة
ويعتبر الملك في بريطانيا "حارس
العقيدة" وهو لقب منحه بابا الكنيسة الكاثوليكية ليو العاشر للملك هنري
الثامن عام 1521، وبقي الملوك من بعده يحملونه حتى بعد انفصال كنيسة إنجلترا عن
الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي" وبعد الانفصال، فقد أقرّ البرلمان البريطاني تعيين الملك كرأس
لكنيسة إنجلترا، وهو لقب حمله كلّ الملوك المتوجين منذ ذلك الحين، ويحمله تشارلز
الثالث أيضاً.
وفي التسعينيات، أثار الأمير تشارلز
حينها جدلاً حين قال إنه عند اعتلائه العرش كوريث لوالدته، لن يكون "حارس
العقيدة" فحسب، بل "حامياً لكل المعتقدات".
في الواقع، لم يتخلّ تشارلز الثالث عن
ألقابه الدينية، "كحارس للعقيدة ورأس لكنيسة إنجلترا"، لأن ذلك يتطلّب
تعديلاً للقانون. لكن طقوس التتويج شهدت مشاركة ممثلين عن مختلف الأديان، وذلك ما
يفهم على أنه رغبة في احتضان العقائد والشعائر كافة.
ويعرف عن
الملك تشارلز الثالث أنه
ممارس دينياً.
وبحسب القانون البريطاني، فإنه مطلوب من
الملك تشارلز التعهّد بأن يحافظ على القانون وكنيسة إنجلترا خلال فترة حكمه.
وبعد أداء القسم على الإنجيل، مسح رئيس
الأساقفة على الملك بزيت الزيتون المقدس الذي جرى تقديسه في كنيسة القيامة بالقدس
المحتلة بحضور بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث والأسقف الأنغليكاني في القدس حسام
نعوم. وقد سكب من قارورة ذهبية، ودهن شكل صليب على رأسه وصدره ويديه، في طقس يشبه
سيامة الكهنة.