قال
رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، الأحد؛ إن جماعة الحوثي مصرة على إفشال
جهود إحلال السلام والاستقرار في البلاد، متعهدا بإجبارها على "سداد مرتبات موظفي
الدولة في مناطق سيطرتها"، وفتح الطرق إلى محافظة تعز (جنوبا)، سلما أو بإرادة
عارمة.
وأكد
العليمي في كلمة له، بمناسبة الذكرى السنوية الـ 60 لثورة 26 سبتمبر (أيلول) ضد نظام آل حميد
الدين 1962، أنها ثورة لم تكن موجهة فقط ضد نظام الحكم المتخلف، بل كانت من أجل الحياة
والكرامة، والتفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر، بناء على تاريخنا العريق، متهما الحوثيين
الذين سمّاهم بـ" الإماميين الجدد" بإعادة كتابته على أوجاع شعبنا، وتجريف
هويتنا، حيث الإمام هو الدولة، وظل الله على الأرض، والقرآن الناطق كما يدّعون، وفق
تعبيره.
وقال
وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ": "سنذهب بكل ثقلنا نحو خيار
السلام، ولكن دون تفريط بالثوابت الوطنية ومبادئ النظام الجمهوري، ومرجعيات الحل الشامل
المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية
ذات الصلة، وخصوصا القرار 2216".
وأشار
رئيس المجلس الرئاسي اليمني إلى أنه خلال جولته الخارجية الجديدة، أوضح للمجتمع الدولي
أي سلام تريده المليشيات في القرن الواحد والعشرين.
وقال؛ إن الحوثي تريد سلاما على نهج ولاية الفقيه ونظام الملالي في طهران، بما يضمن مكانة
فوق الدولة لقادتها الذين يدّعون الاصطفاء الإلهي، ويتبنون تصدير العنف، ونهجا عدائيا
ضد السلام والتعايش المدني.
"خلافات"
واعترف
رئيس المجلس الرئاسي بوجود "خلافات وتباينات في الأولويات بين أعضاء المجلس (عددهم 7 أعضاء)"، لكنه قال أيضا إنه على الرغم من كل هذه الظروف العصيبة، فإنه
وإخواني في مجلس القيادة الرئاسي أكثر تفاؤلا اليوم من أي وقت مضى، إذ إن الحرية والمستقبل
الأفضل هي قدرنا جميعا.
وكان
العليمي قد غادر مدينة عدن، مقر إقامة المجلس، منتصف آب/ أغسطس الماضي، على إثر نشوب
أزمة داخلية بين أعضائه، بعد استهداف قوات الجيش والأمن في محافظة شبوة ( جنوب شرق)
بهجمات متزامنة من الطيران الإماراتي ومليشيات مسلحة تديرها أبوظبي، أجبرت القوات
الحكومية على الانسحاب من معسكراتها في مدينة عتق، المركز الإداري للمحافظة.
اقرأ أيضا: كرمان تدعو لمواجهة "الحوثي" وأطماع المحتلين الجدد باليمن
"
الهدنة والحوثي"
وتطرق
إلى مسألة "الهدنة"، وقال: "لم تكن الهدنة هي الغاية، وإنما استجابة إلى نداءات شعبنا والتخفيف
من معاناتهم، بينما تصر قيادة المليشيات الحوثية على إغلاق طرق تعز؛ ضمن عقابها الجماعي
للمحافظات الرافضة لمشروعها الهدام.
وتابع: لقد أمضينا الأشهر الماضية لإثبات زيف المليشيات
الحوثية وواجهنا كذبها بالحقيقة وتحديناهم بالانحياز للناس، وها هو العالم بات مقتنعا
أكثر من أي وقت مضى، أن السلام لا يمكن له أن يأتي من عباءة هذا النوع من البشر.
ولفت
رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن المليشيات رفضت تنفيذ أي من التزاماتها المتعلقة
بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات الموانئ، لتكشف لكم وللعالم أجمع، وجهها الحقيقي تجاه معاناة شعبنا التي باتت توصف كأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ولكنه،
عاد ليؤكد أن طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلا أم آجلا بالسلم أو بالإرادة
الشعبية العارمة.
كما
تعهد العليمي بـ"دفع المليشيات الحوثية بدعم من الأصدقاء والأشقاء للتعاطي الإيجابي مع المبادرات
الحكومية السابقة لسداد رواتب الموظفين في جميع أنحاء البلاد، وفقا للكشوفات التي كانت
ما قبل الانقلاب عام 2014".
وقال:
"لقد نصحنا شركاءنا الدوليين بتعلم الدرس وتفادي فداحة التكاليف، التي يمكن أن
تتسبب بها المليشيات عندما لا تجد ردعا حاسما لانتهاكاتها وتحديها لإرادة المجتمع الدولي".
يأتي
ذلك في وقت تنشط مساع أممية وإقليمية على تجديد "الهدنة الأممية" التي اقتربت
من نهايتها مطلع الشهر القادم، لأطول فترة ممكنة والدفع بالحكومة المعترف بها دوليا
وجماعة الحوثي للقاءات مباشرة؛ للتوصل إلى حل سياسي للصراع وإنهاء الحرب المستمرة منذ
العام 2015.
مقتل 21 عسكريا يمنيا بهجوم لتنظيم القاعدة في أبين
أزمة وقود بمناطق سيطرة الحوثي.. واتهامات بـ"افتعال الأزمة"