سياسة عربية

الجزائر تدعو لـ"مفاوضات مباشرة" بين المغرب والبوليساريو

الصحراء الغربية تعتبرها الأمم المتحدة "منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي"- جيتي

دعت الجزائر، الاثنين، إلى استئناف "المفاوضات المباشرة" بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" لحل النزاع في الصحراء، بحسب بيان للخارجية الجزائرية.

 

وتأتي الدعوة الجزائرية، عقب لقاء المبعوث الأممي للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة الاثنين بالجزائر العاصمة.

وذكر البيان أن الطرفين ناقشا آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الصحراوية وآفاق تعزيز الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين.

وأضاف أن الحل المنشود يجب أن يضمن تمكين سكان الصحراء من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعقيدتها في مجال تصفية الاستعمار.

 

 

دي ميستورا يلتقي غالي
 

والأحد، التقى دي ميستورا، زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في تندوف بالجزائر في إطار جولته الثانية في المنطقة، بحسب "وكالة الأنباء الجزائرية".


وحصل "اللقاء المغلق" في مخيم للاجئين الصحراويين بين دي ميستورا وزعيم الجبهة بحضور ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة، عمر سيدي محمد، وفقا للوكالة.


والتقى المبعوث الأممي، السبت رئيس وفد مفاوضي البوليساريو خطري آدوه بالإضافة إلى سيدي محمد، وفقا لوكالة "فرانس برس".


وأكد سيدي محمد إثر اللقاء أن جبهة البوليساريو "ملتزمة بالسلام، ولكنها ملتزمة أيضا بالدفاع بكل الطرق المشروعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال".


وأضاف أن "جبهة البوليساريو مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي في جهودهما الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم يقوم على الاحترام الكامل لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال".

 

اقرأ أيضا: هذا ما قالته الصحف الجزائرية عن الأزمة بين تونس والمغرب

 

البوليساريو.. عراقيل مغربية

 

وأكد السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أن "جبهة البوليساريو فتحت أبوابها لمبعوث الأمم المتحدة، حيث التقى بقيادات صحراوية وممثلين للمجتمع المدني وزار بعض المؤسسات".


وأشار عمر في حديثه لموقع "الحرة"، إلى أن "قادة البوليساريو جددوا طلبهم المستمر منذ 4 عقود بتطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمكن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير".


وتحدث السفير عن "عراقيل مغربية" تهدف لوقف "الاستفتاء"، مطالبا الأمم المتحدة باتخاذ "إجراءات عاجلة في هذا الشأن".


وأشار إلى "التزام جبهة البوليساريو التام بالهدنة المنعقدة في عام 1991 بشأن وقف إطلاق النار"، لكن "المغرب فجر النزاع المسلح في الأراضي الصحراوية مرة أخرى"، على حد قوله.


ولفت إلى أن "الوضع المتأزم في الصحراء سوف يستمر" حتى تصل الأمم المتحدة إلى "قرارات تحفظ حقوق الشعب الصحراوي".


وتوقع تصاعد "الضغوط الدولية" التي تهدف لحل النزاع الذي طال أمده منذ سنوات، معتبرا أن "الكرة الآن في ملعب مجلس الأمن".

 

الصحراء "نظارة" المغرب

 

وتسيطر المغرب على ما يقرب من 80 في المئة من هذه المنطقة، وتقترح "خطة حكم ذاتي تحت سيادتها"، وفقا لـ"فرانس برس".

 

وفي خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لـ"ثورة الملك والشعب" التي تخلد "النضال ضد الاستعمار"، اعتبر العاهل المغربي، محمد السادس، ملف الصحراء "النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم والمعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".

 

في بداية تموز/يوليو، توجه دي ميستورا إلى الرباط للقاء مسؤولين مغاربة لكنه تخلى عن زيارة الصحراء الغربية، على أمل أن يتمكن من القيام بذلك في وقت لاحق. 

 

ومنذ تعيينه في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أجرى دي ميستورا أول جولة له في المنطقة في كانون الثاني/يناير حين زار الرباط وموريتانيا والجزائر وتندوف. 

الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تعتبرها الأمم المتحدة "منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي"، وهي موضع خلاف بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر منذ عقود. 
 
وقطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في آب/أغسطس 2021 بسبب الخلافات العميقة حول الصحراء الغربية والتقارب الأمني بين الرباط وإسرائيل.