ملفات وتقارير

هل يتأثر التنسيق الأمريكي- الروسي في سوريا بتطورات أوكرانيا؟

لا يستبعد مراقبون أن تصل آثار النزاع إلى سوريا- الأناضول

طرحت العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا، والتوتر الروسي – الغربي الذي ساد على أثر هذه العملية، تساؤلات عن مدى تأثر التنسيق الحاصل بين واشنطن وموسكو في سوريا، حيث تتواجد قوات على الأرض من الجانبين.

وبينما تتواصل العمليات العسكرية في أوكرانيا، لا يستبعد مراقبون أن تصل آثار النزاع إلى سوريا، وهو ما أشارت إليه صحف روسية.


وفي تقرير عن صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، ذكرت أن احتمالات تسوية الخلافات بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا ستقل، ولا يمكن استبعاد إمكانية استخدام الاتجاه السوري في لحظة ما من قبل أحد الأطراف لممارسة الضغط على الطرف الآخر أو تشتيت انتباهه.

ومن المعلوم أن القوات الروسية والأمريكية التي تقود "التحالف الدولي" في سوريا، تنسقان فيما بينهما عسكريا، وخصوصاً حول الطلعات الجوية.

الاحتمالات مفتوحة

وتعليقاً، يرى الكاتب والمحلل المختص بالشأن الروسي بسام البني، أن كل الاحتمالات مفتوحة، لا سيما أن روسيا ماضية في حربها.

ويضيف لـ"عربي21"، أن روسيا تبدو عازمة على الانتهاء من الملف الأوكراني، للانتقال منه إلى الضغط شرق ووسط أوروبا، لأجل سحب المنظومات الصاروخية التي تهدد روسيا من هناك.

 

اقرأ أيضا: الغارديان: يجب على الغرب ألّا يعيد ما فعله مع سوريا بأوكرانيا

ويعني ذلك حسب البني، أن التوتر الروسي- الأمريكي إلى زيادة في كل المناطق، وسوريا ستكون إحدى ساحات التصعيد، وهذا سيؤدي حكماً إلى جعل التنسيق بين واشنطن وموسكو في سوريا في حدوده الدنيا.

ثلاثة سيناريوهات

أما المحلل السياسي ومؤلف كتاب "الصراع في سوريا" فراس علاوي، فيجزم خلال حديثه لـ"عربي21" بتأثر التنسيق الروسي- الأمريكي في سوريا.

وفي قراءته لكيفية تأثر الملف السوري بما يجري من تطورات في أوكرانيا، يأتي علاوي على ذكر 3 سيناريوهات، الأول، استمرار التصعيد في أوكرانيا سيقود حكما لتوتر العلاقات الأمريكية- الروسية في سوريا، ما يعني انقطاع التنسيق بينهما.

أما السيناريو الثاني، ففي حال حصول مواجهة شاملة بين روسيا والغرب، حينها ستكون سوريا إحدى ساحاتها، كما يقول علاوي.

السيناريو الثالث والأخير، هو انتهاء التصعيد في أوكرانيا، بعد حصول تفاهم سياسي بين أوكرانيا والغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى، ووقتها سيكون الملف السوري ضمن هذا الاتفاق، حسب تأكيد علاوي.

 

اقرأ أيضا: ما علاقة زيارة وزير الدفاع الروسي لسوريا بالأزمة الأوكرانية؟

صفيح ساخن

في المقابل، يرى رئيس مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية"، العميد عبد الله الأسعد، أن الملف السوري والتنسيق الأمريكي- الروسي فيه، من أكبر المتأثرين بما يجري في أوكرانيا.

ويوضح لـ"عربي21" أن تطورات أوكرانيا، تؤثر على مستوى التنسيق الروسي – التركي، وأيضاً على التنسيق الروسي- الأمريكي.

ويضيف الأسعد، أن الغزو الروسي والتهديدات الأمريكية والغربية مقابله، ينذر بانفجار العالم كله، وليس فقط سوريا التي ترقد على صفيح ساخن أصلاً.

وحسب رئيس المركز البحثي، فإن مفاعيل التفاهمات الروسية التي عقدتها موسكو مع الأطراف الإقليمية والدولية بسوريا، قد تتلاشى في حال استمرار المواجهة في أوكرانيا، وخصوصاً أن واشنطن كانت قد زودت أوكرانيا بالأسلحة، وكذلك فعلت أنقرة حين زودت كييف بالمسيرات (بيرقدار).

وفي الاتجاه ذاته، أشار الأسعد إلى الحوادث "الاستفزازية" التي شهدتها سوريا قبل أيام، عندما تجرأت طائرات روسية للمرة الأولى على اختراق المجال الجوي للقاعدة الأمريكية في منطقة التنف عند المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي.

وأنشأت روسيا قواعد عسكرية لها في أكثر من محافظة سورية، وكذلك تسيطر على قاعدة حميميم في الساحل السوري، وقاعدة في طرطوس، في حين تتوزع القواعد الأمريكية في شرق وشمال سوريا في محافظتي الحسكة ودير الزور.