سياسة دولية

الغرب يتوعد موسكو بالعقوبات.. والروبل الروسي ينخفض

ماكرون يدين قرار بوتين الاعتراف بالمناطق الانفصالية شرقي أوكرانيا ويدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن- جيتي

توالت ردود الفعل الغربية الغاضبة ضد اعتراف روسيا بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين.

 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة متلفزة وجهها للشعب الروسي، الاثنين، إن روسيا قررت الاعتراف بـ"دونيتسك ولوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.

 

ووقع الرئيس الروسي قرار الاعتراف بالإقليمين الانفصاليين عقب انتهاء الكلمة، التي اعتبر خلالها أنه من الضروري اتخاذ قرار الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.

 

وقال الكرملين، في تحد لتحذيرات الغرب من عواقب مثل هذه الخطوة، إن بوتين أعلن قراره في مكالمتين هاتفيتين مع زعيمي ألمانيا وفرنسا، اللذين عبرا عن خيبة أملهما.


وقد ينسف تحرك موسكو جهودا في اللحظات الأخيرة لعقد قمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بهدف منع روسيا من غزو أوكرانيا.

 

وواصل الروبل خسائره، في الوقت الذي تحدث فيه بوتين عن المسألة، حيث تراجع في مرحلة ما إلى ما دون 80 مقابل الدولار.

 

وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع اليوم الاثنين لبحث قضية أوكرانيا.


وذكر الدبلوماسيون أن ألبانيا وأيرلندا والنرويج والمكسيك، أعضاء المجلس، أيدت أيضا الاجتماع.
وروسيا مسؤولة عن تحديد موعد للاجتماع، باعتبارها الرئيس الحالي لمجلس الأمن.

 

 

الناتو

 

وندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، الاثنين، بالاعتراف الروسي باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، واتهم موسكو باختلاق ذريعة لغزو جديد.


وقال ستولتنبرج: "تواصل موسكو تأجيج الصراع في شرق أوكرانيا؛ من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري للانفصاليين. كما تحاول اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا مرة أخرى".

وأضاف: "هذا يقوض سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، ويقوض الجهود المبذولة لحل الصراع، وينتهك اتفاقيات مينسك، وروسيا طرف فيها".

 

ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي، الذي روسيا عضو فيه، أكد سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها عام 2015، مؤكدا أن " الناتو يدعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها داخل حدودها المعترف بها دوليا".

 

وحث ستولتنبرج روسيا على اختيار طريق الدبلوماسية، والانسحاب العاجل لحشودها العسكرية وقواتها من داخل أوكرانيا ومحيطها، وفقا لالتزاماتها وتعهداتها الدولية.

 

المفوضية الأوروبية

 

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في بيان مشترك اليوم الاثنين، إن اعتراف روسيا بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا ككيانين مستقلين سوف يؤدي إلى فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي.


وأضافا: "هذه الخطوة انتهاك صارخ للقانون الدولي، وكذلك لاتفاقيات مينسك... وسيرد الاتحاد بفرض عقوبات على المتورطين في هذا العمل غير القانوني".

 

أمريكا

 

وقال البيت الأبيض، الاثنين، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيوقع أمرا تنفيذيا يمنع الاستثمار والتجارة والتمويل في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في أوكرانيا.


وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في بيان، أن الولايات المتحدة "توقعت خطوة من هذا القبيل" من موسكو، وتعهدت بالرد الفوري على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


وقالت بساكي: "سيصدر الرئيس بايدن قريباً أمراً تنفيذياً يحظر الاستثمار والتجارة والتمويل الجديد من قبل الأشخاص الأمريكيين من وإلى أو في ما يسمى مناطق دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا".


وأوضحت أن "الأمر التنفيذي سيوفر أيضا سلطة فرض عقوبات على أي شخص مصمم على العمل في تلك المناطق في أوكرانيا، الواقعة على طول حدود البلاد مع روسيا".


وأضافت: "ستحصل وزارتا الخارجية والخزانة على تفاصيل إضافية قريبا، وسنعلن عن إجراءات إضافية تتعلق بالانتهاك السافر اليوم لالتزامات روسيا الدولية".

بريطانيا

 

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن بوتين انتهك القانون الدولي باعترافه هذا، فيما قالت وزيرة خارجيته، ليز تراس، إن بلادها ستعلن عقوبات على روسيا غدا الثلاثاء.

 

فرنسا

وفي باريس، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاعتراف الروسي، ودعا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي؛ لبحث أحدث التطورات المتعلقة بأوكرانيا.

 

ألمانيا

 

وقالت برلين، إن موسكو نكثت بعهودها للمجتمع الدولي باعترافها باستقلال الانفصاليين الأوكرانيين.

 

الأمم المتحدة

 

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى تسوية سلمية للنزاع في شرق أوكرانيا وفقا لاتفاقيات مينسك.

 

وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إنه يعتقد بأن روسيا انتهكت وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها؛ من خلال الاعتراف بمنطقتين منفصلتين في شرق أوكرانيا كيانين مستقلين اليوم الاثنين.

وأضاف في بيان: "الأمم المتحدة، تماشيا مع قرارات الجمعية العامة ذات الصلة، تظل تؤيد تماما سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا".

وعمد بوتين إلى الخوض في التاريخ، بدءا من عهد الإمبراطورية العثمانية، وحتى الأيام الأخيرة التي تشهد توترا متصاعدا حول توسع حلف شمال الأطلسي شرقا، وهو مصدر إزعاج كبير لموسكو في الأزمة الحالية.

ولم يعبأ بوتين بالتحذيرات الغربية من أن مثل هذه الخطوة ستكون غير قانونية، وستقضي على مفاوضات السلام، وستؤدي إلى فرض عقوبات على موسكو.

وقال بوتين: "أرى أنه من الضروري اتخاذ قرار كان ينبغي اتخاذه منذ فترة طويلة، وهو الاعتراف الفوري باستقلال وسيادة جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية".

وعمل بوتين لسنوات على استعادة نفوذ روسيا على الدول التي نشأت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مع احتلال أوكرانيا مكانة مهمة في طموحاته.

وتنفي روسيا وجود أي خطة لديها لمهاجمة جارتها، لكنها هددت باتخاذ إجراء "عسكري تقني" غير محدد ما لم تحصل على ضمانات أمنية شاملة، بما يشمل التعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي على الإطلاق.

ويمكن أن يمهد الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك، اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون الطريق لموسكو لإرسال قوات عسكرية إلى المنطقتين الانفصاليتين بشكل علني، والتذرع بأنها تتدخل كحليف لهما لحمايتهما من أوكرانيا.

وقال عضو البرلمان الروسي والزعيم السياسي السابق في دونيتسك، ألكسندر بوروداي، إن الانفصاليين سيتطلعون بعد ذلك إلى دعم روسيا؛ لمساعدتهم في السيطرة على أجزاء لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية في المنطقتين.