طالب زعيم الانفصاليين الجنوبيين، عيدروس الزبيدي، الأربعاء، بخروج قوات الجيش اليمني التابعة للحكومة المعترف بها، من المحافظات الجنوبية والشرقية، كشرط لعودته إلى طاولة مفاوضات استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، الذي رعته السعودية أواخر العام 2019.
جاء ذلك، خلال لقائه الزبيدي، الذي يرأس ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" (مدعوم إماراتيا)، بعدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي الذين وصلوا أمس الثلاثاء، مدينة عدن، جنوبا، وفق ما نشره الموقع الرسمي للمجلس الانفصالي.
وقال الزبيدي إن قيادة المجلس الانتقالي على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات لاستكمال ما تبقى من بنود الاتفاق، وفي مقدمتها خروج القوات الموالية لجماعة الإخوان -حسب زعمه- من محافظات أبين (جنوبا) وشبوة وادي حضرموت (شرقا)، بالإضافة إلى إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
ويتهم المجلس الانتقالي بعرقلة تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، وتحديدا الشق الأمني والعسكري من الاتفاق، الذي ينص على "إخلاء مدينة عدن من جميع التشكيلات العسكرية التابعة له، والتي تتحكم بالمدينة"، فيما لم يرد في الاتفاق خروج أي وحدة عسكرية من الجيش الحكومي من محافظات أبين وشبوة ووادي حضرموت التي وردت في تصريحه، اليوم، وفق مراقبين
وأشار رئيس المجلس الانتقالي -تشكل أوساط عام 2017 بدعم من أبوظبي- إلى "دعم جهود المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، للوصول إلى عملية سلام شاملة تُنهي الحرب في اليمن، مؤكدا على أهمية صياغة عملية سلام شاملة يكون المجلس الانتقالي طرفا رئيسيا فيها منذ البداية، بصفته ممثلا للشعب في الجنوب.
اقرأ أيضا: هل تسعى السعودية لاحتواء حلفاء الإمارات باليمن؟
وأكد زعيم الانفصاليين المدعومين من حكومة أبوظبي على "دعمه للحكومة التي يشارك فيها المجلس بـ5 وزارات، وعودة كافة الوزراء إلى مدينة عدن، لممارسة مهامهم، والقيام بواجبات الحكومة في تطبيع الوضع وتوفير الخدمات، داعيا سفراء الاتحاد الأوروبي إلى مساندة جهودها "لإنعاش الوضع الاقتصادي المتردي".
ونهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، عاد رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، إلى العاصمة المؤقتة عدن رفقة عدد من المسؤولين، بعد ستة أشهر من الغياب الإجباري، عقب اقتحام مقر إقامته من قبل محتجين رفعوا شعارات موالية للمجلس الانتقالي في مارس/ آذار من العام الجاري.
كما لفت إلى دور المجلس الانتقالي وقواته الأمنية كشريك دولي في مكافحة الإرهاب، وحماية ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر.
وكان رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، قد التقى بسفراء الاتحاد الأوروبي أمس، في عدن، مؤكدا أن الزيارة رسالة دعم من الأصدقاء والاتحاد الأوروبي للحكومة اليمنية، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وجهود الحل السياسي ضمن وحدة الموقف الدولي تجاه ما يجري في اليمن والمستند على المرجعيات الثلاث.
فيما رحب السفراء الأوروبيون بعودة الحكومة اليمنية إلى عدن، وعبروا عن دعمهم الكامل للحكومة لمعالجة التحديات الاقتصادية والأمنية، مؤكدين على أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق الرياض، والسماح للحكومة بأداء مهامها.. فاليمن يستحق السلام الدائم.
وتواجه الحكومة اليمنية تحديات وجودية في ظل اقتراب الحوثيين من مركز مدينة مأرب الغنية بالنفط، بعد سيطرته على المديريات الجنوبية من المدينة، وهي آخر معاقلها شمالا، بالتوازي مع تهاوي سعر العملة المحلية على نحو غير مسبوق، بعدما تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز 1300 ريال يمني، بمناطق سيطرة الحكومة، مقارنة مع 215 السعر الرسمي سابقا.