صحافة إسرائيلية

ذرائع إسرائيلية لرفض الحراك الأمريكي الداعم لـ"حل الدولتين"

GettyImages- نفتالي بينيت

مع زيادة الحديث الأمريكي عن إمكانية استئناف العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما قيل عن ضغوط تمارسها إدارة الرئيس جو بايدن على رئيس الحكومة نفتالي بينيت بالعودة التدريجية إلى العلاقات مع السلطة الفلسطينية، تبدي المحافل اليمينية الإسرائيلية قلقها من عودة المطالبة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.


ويثير هذا المطلب الأمريكي لدى الإسرائيليين سلسلة من ردود الفعل الرافضة حول عودة اللاجئين، وانفصال فلسطينيي 48، وترسيخ الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.


الأكاديمي الإسرائيلي شموئيل ترينيو ذكر في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أنه "مع عودة موظفي الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى البيت الأبيض، تُسمع مرة أخرى تعويذة (’دولتان لشعبين‘)، رغم أن هذا الشعار يخفي كذبة، لأنه لم يحدد المقصود بالشعب الفلسطيني، وأي نوع من الشعب الفلسطيني يستحق دولة تسمى فلسطين".


وتساءل الكاتب عن طبيعة "الفلسطينيين الذين سيكونون مواطني هذه الدولة المستقبلية، وهل يقتصرون على سكان المنطقة "أ" في الضفة الغربية، وإلى أي مدى سوف تتمتع السلطة الفلسطينية بالفعل بحكم شبه ذاتي فقط، دون الوصول إلى مشروع الدولة المستقلة، وهل يجب إضافة غزة لهذه الدولة، وماذا عن الخمسة ملايين لاجئ فلسطيني الذين ينتظرون منذ 73 عامًا للتمتع بحق العودة، لكن العودة لأي منطقة؟".


ويستند اليمين الإسرائيلي في رفضه لحل الدولتين، على أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين سيكون داخل حدود عام1967، وفي الوقت ذاته، فإن هناك فرعًا آخر من الشعب الفلسطيني الذي يشكل 70% من سكان الأردن، وبالتالي فإن إلقاء نظرة على هذا المشهد يثير مشكلتين جيو-استراتيجيتين بالنسبة لإسرائيل، أولاهما كيف ستتواصل الضفة الغربية مع قطاع غزة، مع أن أي رابط بينهما سيقطع إسرائيل إلى قسمين، ويعرضها لخطر الاقتحام.

 

اقرأ أيضا: عباس: أمام الاحتلال عام واحد لينسحب من أراضي 67 (شاهد)

أكثر من ذلك، فإن الذريعة الإسرائيلية تعتمد على فرضية مفادها بوجود 70 كيلومترا بين الأردن والبحر، ما يعني أنه إذا تم إنشاء الدولة الفلسطينية، فستعود إسرائيل إلى عمق استراتيجي يبلغ 15 كيلومترًا في المنطقة الوسطى، وهذه نقطة ضعفها، بحيث ستكون في مرمى نيران الصواريخ من الجبال.


في هذه الحالة، يستذكر الإسرائيليون الواقع الناجم في غزة عقب الانسحاب منها، وتراجع مقدار الأمن الذي يجب أن يتوقعه الإسرائيليون، في حين فتحت عملية "حارس الأسوار" الأخيرة في غزة نافذة أمنية على عامل مهم لم يؤخذ في الحسبان حتى الآن: الخريطة الجيو-استراتيجية.


ونقطة ثالثة تتعلق بفلسطينيي 48، باعتبارهم تهديدا للأمن الإسرائيلي، وحجة جديدة يسوقها اليمين الإسرائيلي لرفض مشروع الدولة الفلسطينية، ورغم أنهم حاصلون على الجنسية الإسرائيلية الكاملة، لكنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم أبناء الشعب الفلسطيني، ويطالبون باستمرار، حتى في داخل الكنيست الإسرائيلي، بتفكيك الدولة التي يملكون جنسيتها، وبدلا منها يطالبون بأن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية.


وما يعزز هذه الهواجس الإسرائيلية أنه خلال المواجهة الأخيرة خلال حرب غزة، شهدت المدن الفلسطينية داخل أراضي الـ48 قفزة في المواجهات بين الفلسطينيين واليهود، مما شكل اختراقا للجبهة الداخلية الإسرائيلية، واعتبر الإسرائيليون أنفسهم يعيشون في لحظة حرب، وبالتالي فمن الممكن أن يكون السيناريو الخاص بالمواجهة التالية تمت كتابته بالفعل.


الخلاصة أن مجمل الذرائع الإسرائيلية اليمينية في رفض الحراك السياسي الأمريكي نحو استعادة حل الدولتين، تتهم الحكومة الحالية وتقيد يديها وأقدامها في كل قرار سياسي وحكومي، وبالتالي فإن النتيجة المتوقعة تتمثل بتناسي حلم الدولة اليهودية، ورفض صيغة الدولتين للشعبين.