نشر موقع "فالداي كلوب" الروسي تقريرا سلّط من خلاله الضوء على السيناريوهات المنتظرة في إيران عقب فوز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو الماضي.
وقال الموقع في تقريره الذي
ترجمته "عربي21"، إن دول الغرب، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، لم
تركّز بالشكل المطلوب على هذا الحدث بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتبعات جائحة
كورونا.
ويؤكد الموقع أن إبراهيم رئيسي
المنتخب حديثا، يمثّل التيار المحافظ والمتطرف داخل النظام الإيراني، وهو ما يجعل الوضع
مختلفا كثيرا مقارنة بفترة حسن روحاني الذي ينتمي للتيار المعتدل.
وحسب الموقع، فإن سيناريوهات
التوجهات الإيرانية في عهد رئيسي ستكون مرتبطة إلى حد بعيد بالسياسة التي تنتهجها واشنطن
في الملف النووي.
سيناريو العودة للاتفاق النووي
يفترض السيناريو الأول استئناف
العمل بالاتفاق النووي وإقامة علاقات طبيعية مع دول الخليج. في هذا الإطار، كان رئيسي
قد تبنى موقفا مماثلا للمرشد الأعلى علي خامنئي ومسؤولين آخرين، بمن فيهم الرئيس السابق
حسن روحاني، مشيرا إلى ضرورة إحياء الاتفاق النووي، لكن بشرط مسبق وهو رفع العقوبات
الأمريكية أو تخفيفها.
وتعيش إيران وضعا اقتصاديا صعبا،
وهو ما يجعل العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات الدولية أولوية قصوى، لا سيما
أن حل مشاكل إيران الاقتصادية هو مفتاح تجاوز المشاكل السياسية، وفقا للموقع الروسي.
ومن المتوقع في الفترة القادمة
أن يركز رئيسي على تحسين علاقات إيران مع دول الخليج العربي. وخلال مؤتمر صحفي عُقد
في 21 حزيران/ يونيو الماضي، تطرق رئيسي إلى المفاوضات الأخيرة التي جمعت مسؤولين إيرانيين
وسعوديين، مستبعدا في ذات الوقت تقديم أي تنازلات بشأن برنامج الصواريخ الباليستية.
وبشأن نقاط الاختلاف المحورية
بين رئيسي وسلفه روحاني، يقول الموقع إن الرئيس الجديد هو أحد أبرز مساندي خامنئي،
ويمثل المعسكر الأكثر تطرفا داخل الجناح المحافظ، ومدعوم بالكامل من الحرس الثوري.
ويسيطر المحافظون حاليا على مجلس مصلحة النظام والسلطة القضائية وجل مؤسسات السلطة.
وفي عهد روحاني، كانت إيران
قد عملت بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات جديدة، على تحسين العلاقات
الاقتصادية مع عدد من دول الشرق الأوسط بما في ذلك تركيا. لكن السياسة المعتدلة التي
اتبعها فريق روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف لم تحقق فوائد ملموسة، حسب الموقع الروسي.
وقد كشفت تسريبات صوتية أن جواد
ظريف يعتبر أن المؤسسة العسكرية هي التي تحدد سياسات إيران وتنفذها، ما يجعل وزارة
الخارجية معزولة تماما.
سيناريو التصعيد
يقوم السيناريو الثاني على انتهاج رئيسي سياسة معادية للغرب بعد انتقاده سلوك الولايات المتحدة وأوروبا، وتأكيده أن سياسة إيران الخارجية لا تقتصر على برنامجها النووي.
اعتمادًا على فحوى خطاب رئيسي،
قد تؤدي سياساته القادمة إلى تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة. ورغم أن بايدن قد أدان
سياسة ترامب فيما يتعلق بإيران، غير أنه لا يبدو متعجلا لإحياء الاتفاق النووي، ويظهر
ذلك من خلال شن غارات جوية ضد الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق.
إلى جانب ذلك، يفترض هذا السيناريو
أن تكون أولوية الرئيس الجديد محلية، أي العمل على تحسين مستوى المعيشة وزيادة الدخل
ومحاولة التغلب على الأزمة الاقتصادية الخانقة.
ويتابع الموقع أن رئيسي، على
خلاف روحاني، غير مستعد للقاء بايدن، لكنه يتطلع في الآن ذاته إلى التعايش السلمي،
وقد يعزز رفع العقوبات الأمريكية والعودة إلى الاتفاق النووي من احتمالات تخفيف التوتر.
وتبدو الولايات المتحدة منغمسة حاليا في مشاكلها الداخلية، بسبب تعمق الانقسامات السياسية وأزمة كورونا والتركيز على التهديدات الروسية والصينية.
وخلال الحملة الانتخابية، اتصل
مكتب رئيسي بالعديد من المعارضين للنظام طالبا منهم إرسال برامجهم وأفكارهم للوصول
إلى حل يُخرج البلاد من أزمتها، لكن وعوده بمزيد التعاون مع المعارضة في حال الفوز
بالانتخابات، لم تتضح إلى الآن ما إذا كانت مجرد شعارات شعبوية، وفقا للموقع.
كيف ستؤثر انتخابات إيران الرئاسية على مصير الصفقة النووية؟
بوليتكو: الرئيس الإيراني الجديد يشكل معضلة أمام بايدن
الغارديان: رئيسي مرتبط بمقتل 3 آلاف إيراني معارض بالثمانينيات