قال خبير عسكري
إسرائيلي؛ إن يوسي
كوهين رئيس
جهاز
الموساد ينهي فترة ولايته الصاخبة بكثير من العمليات الأمنية والسرية في
العديد من دول العالم، وفي الوقت ذاته ما أنشأه من علاقة حميمة مع حكام بدول
الخليج العربي، بحيث أنهم رأوا مغادرته خسارة فادحة لهم".
وأضاف نير دفوري في مقاله على
القناة 12،
ترجمته "عربي21" أن "عملية السطو على الأرشيف النووي الإيراني في
2018 تمثل ذروة عمليات كوهين خلال ترؤسه للموساد، حيث تدرب العملاء عشرات المرات
على كيفية كسر الخزائن، وجمع آلاف الوثائق في صناديق، والصعود إلى السيارات،
وعملوا على التعتيم على مواقع الكاميرات الأمنية، وروتين الحراس، وطرق الهروب".
وأشار إلى أن "ما تمت سرقته كان أكثر بكثير من
مجرد أرشيف نووي، لأنه احتوى على كل أسرار التطوير النووي الموجودة هناك، وكشف
خطوة بخطوة عما كانت إيران تحاول إخفاءه لسنوات عديدة عن العالم، وكان كوهين
ورجاله يشاهدون في الوقت الحقيقي، وعلى بعد آلاف الأميال كل حركة تحصل في قلب
طهران، وحتى الآن ما زال من غير المعروف كيف نجا عملاء الموساد، وتمكنوا من الوصول
لمكان آمن مع المسروقات".
وأوضح أن "كوهين ينهي خمس سنوات ونصف من
ترؤوس الموساد، وقد نفذ العديد من عمليات الاغتيال لعملاء نوويين إيرانيين، آخرهم
رئيس البرنامج النووي محسن فخري زادة، الذي وصفت صحف طهران اغتياله بأنه فيلم خيال
علمي، سيارة يتم التحكم فيها عن بعد، بمدفع رشاش يقترب من القافلة التي يسافر فيها
مع حراسه الأمنيين، فضلا عن تدمير معمل نطنز من خلال ضغط أحدهم على زر في مقر
الموساد على بعد آلاف الكيلومترات".
وأشار إلى أن "الموساد واجه جملة من
التحديات التشغيلية والعمليات المعقدة والمهمات الحساسة، في ظل عام صعب بسبب
كورونا، وأصبح سفر العملاء وتنقلهم إلى الخارج معقدا وخطيرا على صحتهم، فيما أقام
الموساد علاقات تعاون مكثفة مع منظمات استخباراتية حول العالم، على رأسها
الأمريكيون، الشركاء السريون الكبار، وفي أوروبا وأفريقيا وجميع أنحاء الشرق
الأوسط".
وأضاف أن "الموساد لاحق في السنوات
الأخيرة محاولات المنظمات المسلحة لتجهيز نفسها بأسلحة متطورة، وبذلك تم اغتيال
عالمين تابعين لحماس في تونس وماليزيا، طور أحدهم طائرات بدون طيار والغواصات
الصغيرة الأخرى، رغم أن معارضي كوهين يتهمونه بأنه أحب الإعلام، وفضح الموساد كما
لم يجرؤ أحد قبله، مع العلم أن تعيينه جاء بسبب علاقاته مع
نتنياهو وزوجته سارة".
وأكد أن "كوهين صاغ المسودات الأولى
للاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع مع الدول العربية، ومنذ سنوات ساعد في تمهيد
الطريق لقصور الإمارات والحكام السعوديين، وكذلك لقلوبهم، رغم أنه يشعر بفشل كبير؛ لأن السعودية لم توافق بعد على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مع أنه ونتنياهو
زاراها، وهو يعترف بأنه لو حدث ذلك
التطبيع، لكان الأمر هائلا، لكنه يعتقد أن ذلك
سيحدث مرة أخرى، ربما في عهد خليفته ديفيد برنياع".
وأشار إلى أن "كوهين هو المسؤول
الإسرائيلي للتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والوحيد الذي قابل جو بايدن في
البيت الأبيض، وكشف له آخر المعلومات وأكثرها حساسية التي حصلت عليها إسرائيل حول
المشروع النووي الإيراني، خاصة من خلال الأطروحة الاستخباراتية المطورة".
وأكد أن "الموساد في عهد كوهين حاول تأخير
المشروع النووي الإيراني، فاستهدف سفنا إيرانية تحمل أسلحة ومهربي وقود في الخليج
العربي والبحرين المتوسط والأحمر، مما أدى لرد إيراني سريع بضرب سفن إسرائيلية
مبحرة في الخليج، وتهريب الأسلحة، وتمركزها في سوريا ولبنان، والعمل الوثيق مع
الجيش وجهاز الأمن العام-الشاباك، وسلسلة طويلة من العمليات السرية والضربات
الجوية التي أضرت بمحاولات إيران تسليح حلفائها في المنطقة، عبر الصواريخ الدقيقة
وأنظمة الدفاع الجوي".
وقال؛ إن "كوهين حرص على تجنيد الأشخاص ذوي الإعاقة في الموساد،
وتأكد من دمج جميع الإسرائيليين فيه: الأرثوذكس المتشددون، المهاجرون الجدد، وسكان
الأطراف والجنسيات المختلفة، كما أكد تجنيد النساء كمقاتلات وضابطات جمع
وخبراء في الإنترنت وعملاء، من أجل "إثراء الحمض النووي للموساد"، وهناك
توجه لتوسيع مشاركة النساء في قيادة الموساد".