قال ضابط إسرائيلي في جهاز الاستخبارات العسكرية– أمان، إن "المواجهات الفلسطينية الأخيرة في شرق القدس أتت عفوية بسبب مجموعة من الأحداث، لكن منظومة التحريض والتعبئة التي قامت بها السلطة الفلسطينية وحركة حماس قامت بتغذيتها، وفي هذه الحالة يمكن للسلوك الإسرائيلي أن يمنع الوضع من التدهور إلى انتفاضة شعبية، واستئناف ظاهرة السكاكين، من خلال الاعتماد على الإجراءات الأمنية المناسبة".
وأضاف يوني بن مناحيم
محرر الشؤون العربية في الإذاعة الإسرائيلية في مقاله على موقع "نيوز ون"، وترجمته
"عربي21" أن "وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية أطلقت في الأيام
الأخيرة على موجة الاحتجاجات في شرق القدس "انتفاضة باب العامود"،
كما أنها روجت لمقاطع فيديو لشبان عرب يضربون اليهود، ويتم تداول هذه المقاطع على شبكات "تيك توك" و"فيسبوك"، ويرددون شعارات ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".
وأشار إلى أن
"المؤشرات تتحدث عن أن المواجهات اندلعت عفوياً، لكنها خرجت عن السيطرة لتراكم
الأحداث التي كان يمكن تفاديها، مثل قطع الشرطة لمكبرات الصوت بمساجد الحرم
القدسي، وإغلاق الدرج عند باب العامود -وهو يستخدم في شهر رمضان كمكان لقاء ليلي وتجمع
شباب القدس-، وإخلاء عائلات عربية من منازل مجمع "كرم الجاعوني" في حي
الشيخ جراح، ودخول عدة عائلات من المستوطنين للعيش بمنازل في قرية سلوان".
وأكد أن "الإحباط
والغضب من الغرامات الباهظة التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين، والغضب من
السلطة الفلسطينية، ومشاعر التمييز من قبل البلدية والشرطة تجاههم، فضلا عن تغذية
الجيل الفلسطيني الشاب على أجواء التحريض ضد إسرائيل، يضاف لذلك الوضع الاقتصادي
الصعب والبطالة المرتفعة، فكثير منهم يبحثون عن عمل دون جدوى".
وأوضح أن "الأحداث
الأخيرة محاولة لتقليد المواجهة التي قادها جيل مقدسي شاب ضد البوابات
الإلكترونية، وهذه الأحداث العنيفة في القدس تمثل بداية خروج الفلسطينيين من صدمة
إعلان الرئيس ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول/ ديسمبر 2017، وهذه الأحداث تعني
نجاح حملة حركة حماس القائلة بأن "القدس خط أحمر"، وأن المواجهات الأخيرة
تقدم احتجاجا مشروعا لمنع تهويد القدس، واستعادة كرامة القدس العربية".
وأضاف أن
"احتجاجات القدس ستستمر حتى نهاية رمضان، وتم توثيق مجموعات الشباب المقدسي
يهتفون بمديح محمد ضيف رئيس أركان الجناح العسكري لحماس، وفي المقابل فإن قرار
محمود عباس تأجيل الانتخابات، قد يؤدي إلى مواجهات في القدس والضفة الغربية، وإطلاق
صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، ويمكن للسلوك الإسرائيلي منع الجيل الفلسطيني الشاب
من الانجراف إلى انتفاضة ثالثة، واستئناف ظاهرة السكاكين".
وختم بالقول إنه
"من الأهمية بمكان أن تعزز الشرطة الإسرائيلية قوة الردع، ومن أجل عدم تكرار
هذه الأحداث فإن من المتوقع أن تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية باعتقال العديد من
الشبان الفلسطينيين المشاركين في موجة الاحتجاجات الفلسطينية الأخيرة، وفرض غرامات
باهظة على كل من شارك فيها".
خبير عسكري إسرائيلي
زعم أن "الأداء الميداني لحماس عقب أحداث القدس قد يشعل المنطقة، صحيح أن
استمرار الهدوء في غزة مفيد للحركة، ولكن في نفس الوقت من المهم تصويره كمدافع عن
القدس في أعقاب الأحداث الأخيرة، ما يعني أن الحركة تنتهج سياسة خطرة، وتوافق على
الإطلاق اليومي للصواريخ باتجاه إسرائيل، لكنها في الوقت نفسه ترسل رسائل مفادها
أنها غير معنية بالتصعيد، وهذا سيف ذو حدين لحماس".
وأضاف يوآف ليمور في
مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "التصعيد الأخير
في غزة يجعل حماس تحمل لواء القدس، وتعتبر نفسها ملتزمة بحمايتها، لهذا السبب سمحت
في الأيام الأخيرة بإطلاق الصواريخ من غزة من أجل إعطاء كتف للنضال الإعلامي لسكان
شرق القدس، دون التسبب بأن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة، مع التأكيد على أن غزة
تعني القدس".
وأشار إلى أن "الجيش
الإسرائيلي في المقابل سيزيد من تكثيف الضغط على حماس بإجراءات مثل إغلاق المجال
البحري أمام الصيد، وهو أمر مهم بالنسبة للاقتصاد الفلسطيني، وهناك احتمال ضئيل
للانتقال من عملية محدودة للغاية، إلى عملية واسعة تتضمن أيضًا خيارًا برياً، التي
اكتسبت زخما كبيرا في الأشهر الأخيرة من الهدوء، ومن الصعب أن تجد في إسرائيل أي
شخص متحمس لإمكانية التصعيد".
وختم بالقول إن
"القرار على المحك، والمفهوم أنه في أي سيناريو، سيصل الطرفان، حماس
وإسرائيل، في النهاية إلى نقطة البداية، وتعودان للحديث عن التهدئة بانتظار اندلاع
الجولة القادمة".
اقرأ أيضا: حماس تدعو لتشكيل قيادة موحدة بالقدس لمواجهة الاحتلال
ما حكاية الأوراق المطلوبة من الأردن لحماية منازل الشيخ جراح؟
باب العامود... "وسط البلد" وقلب القدس المحتلة
هل بات تأجيل الانتخابات الفلسطينية السيناريو الأقرب؟