سياسة عربية

جهود درزية بالسويداء لوقف تجنيد الشباب لليبيا.. هل تنجح؟

الدعوة لوقف التجند أطلقها شيخ الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة- جيتي

سجلت محافظة السويداء (جنوبا) السورية، تراجعا في وتيرة التسجيل للقتال في ليبيا، وذلك في استجابة سريعة لنداء الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في فلسطين، الشيخ موفق طريف، لأبناء السويداء بالامتناع عن تعريض أنفسهم للموت مقابل المال، وفق تأكيد مصادر متطابقة لـ"عربي21".

وعزت ذلك، إلى دعوة طريف التي أدت إلى زيادة الرفض الشعبي للتعامل مع الشركات الأمنية الروسية، والشبكات المحلية التي تقوم بدور الوساطة.

وكان طريف قد دعا، قبل أيام، حسب صفحته الرسمية "فيسبوك"، إلى محاسبة كل من يتعامل ويعمل مع شبكات التجنيد الخفية، كونه يعرض الشباب لخطر الموت لقاء حفنات من المال، مهيبا بالهيئات الدينية والشعبية في السويداء بالتصدي لها بكل الوسائل المتاحة.

وبالمقابل، كشف عن اتصالات بينه والجانب الروسي، على خلفية الأنباء عن تجنيد شباب السويداء للقتال في ليبيا، معربا عن قلقله البالغ إزاء الوضع الذي آلت إليه الأمور في السويداء، معتبرا أن "عمل هذه الشبكات يمس بالأمن والأمان ويعرض السويداء للخطر في حال هجوم مباغت للعناصر الإرهابية".

وأضاف أن "الشركات تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في سوريا ونسبة البطالة المرتفعة جدا، وعدم توفر فرص العمل، لتعمل على جذب شباب دروز لمهام قتالية في ليبيا لقاء أجور مرتفعة".

وقال مسؤول التحرير في موقع "السويداء24" ريان معروف، إن عمليات التجنيد مستمرة في محافظة السويداء وبقية المحافظات السورية، ولكن في السويداء تراجعت وتيرتها بشكل ملحوظ نتيجة رفض الأوساط الدينية الدرزية لهذه الظاهرة التي تعد بعيدة عن أعراف وتقاليد الطائفة التي يعد شعار "نحرم التعدي منا ونحرم التعدي علينا" من أبرز شعاراتها.

وأضاف لـ"عربي21"، أن مواقف صريحة وأخرى ضمنية لمشايخ الطائفة الدرزية ولفعاليات اجتماعية وفصائل مسلحة، تشجب وتندد بعمليات تجنيد الشباب كمرتزقة للقتال في ليبيا والتي تشرف عليها شركات أمنية سورية وروسية، برزت مؤخراً في السويداء، أسهمت في تناقص وتيرة التجنيد.

كما أشار معروف إلى إدانة "قوات الفهد" وهي فصيل محلي مسلح ينشط في محافظة السويداء، لعمليات التجنيد، واعتباره أن الحرب في ليبيا شأن داخلي ولا علاقة للسوريين بها.

من جانبه، أشار الصحفي نورس عزيز من السويداء، إلى تورط "حزب الشباب السوري الوطني" المرخص لدى النظام، بعمليات التجنيد في السويداء، موضحا أن "الحزب يقوم بالدعاية للتجنيد، من خلال الحديث عن أجور مالية مرتفعة".

 

اقرأ أيضا: طرابلس: هذه رحلات أسلحة ومرتزقة لليبيا.. إحداها من الأردن

 

وقال خلال مداخلة تلفزيونية، إن "الحزب الذي بدأ بالنشاط الترويجي للتجنيد، يتلقى الأوامر من النظام السوري".

وعن وتيرة التجنيد، أكد عزيز أنه "نتيجة للرفض الشعبي، تم إعادة عدد من شباب السويداء من قاعدة "حميميم" الروسية، بعد نقلهم لها تمهيداً لترحليهم جوا إلى الأراضي الليبية".

مصدر ثان من السويداء، أكد لـ"عربي21"، أنه رغم الفقر في السويداء، فإن وتيرة التجنيد تسجل تراجعا، بسبب النقمة الشعبية، والعادات والتقاليد السائدة، التي تعيب على الشباب القتال في سبيل المال، أو "الارتزاق".

ورجح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن تشهد المحافظة عمليات محدودة تصعيدية ضد مكاتب التجنيد والشخصيات المحلية التي تقوم عليها، كإجراء عقابي لوقف هذه الأنشطة المعيبة، على حد تعبيره.

وكانت مصادر قد أكدت زيادة في الإقبال في السويداء على التجند للقتال في ليبيا، وهو ما عزته مصادر في حينها إلى عودة قسم من المقاتلين من ليبيا بعد مضي أشهر على ذهابهم إلى هناك، وبحوزتهم المال، في الوقت الذي يسود فيه الفقر المدقع في المدينة، وذلك على الرغم من النفي الروسي الذي جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف.

ولا تقتصر عمليات التجنيد على محافظة السويداء، ففي وقت سابق أكدت مصادر متطابقة قيام الشركات الروسية بتجنيد أبناء ريف حماة، ودير الزور، بعد تجنيد المئات من أبناء الجنوب السوري (درعا، القنيطرة، السويداء)، وإرسالهم إلى ليبيا.

وكانت حكومة الوفاق الليبية، قد أكدت مرارا، وصول عدد من الرحلات الجوية إلى مدينة بنغازي، وعلى متنها عدد من المقاتلين السوريين من المليشيات من شركة "فاغنر".

وأوضحت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، أن المقاتلين تم نقلهم عبر شركة طيران "أجنحة الشام" (سورية خاصة) المملوكة لأقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد.