صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: نتنياهو يريد إسرائيل إمارة خليجية هو أميرها

جيتي
 سخر كاتب إسرائيلي، من اتفاقيات التطبيع التي يحتفي بها رئيس الحكومة الإسرائيلية المتهم بالفساد، بنيامين نتنياهو، حيث يجسد حكام الإمارات والبحرين المملكة التي يراها في أحلامه.

فبركة تاريخية

وأوضح الكاتب الإسرائيلي ب. ميخائيل، في مقال له بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن مراسم توقيع اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، "ليست سوى دعاية انتخابية مزدوجة لشخصين نرجسيين؛ وهما يعانيان من ذعر انتخابي، لهذا فقد قاما بفبركة حدث تاريخي ليفرحا قاعدتيهما الانتخابية".

وأضاف: "بلدان ديكتاتوريان، ظلاميان يخرقان حقوق الإنسان، تم إقناعهما بمساعدة المحفظة ودكان السلاح للعم سام، بالكشف عن علاقتهما الخفية مع دولة ظلامية ثالثة (إسرائيل)، الأمر الذي تم إخفاؤه لسنوات تحت البساط، تم استلاله الآن ويتم عرضه في واجهة العرض، وهذا هو سبب الاحتفال".

وأكد ميخائيل، أن "التوقيع على هذه الاتفاقيات، لن يخرج منه أي فائدة مهمة، ولن يؤدي لأي تغيير مهم، ولن يجد حلا لأي مشكلة، فقط سيزداد ثراء عدد من أرباب المال قليلا، وعدد من تجار السلاح سيحصلون على أموال أكثر، إضافة لبضع عشرات الآلاف من السياح الإسرائيليين، الذين سيحصلون على مكان آخر للهرب إليه من إسرائيل التي تحتضر".

وتساءل: "هل توجد سعادة أكثر من ذلك؟"، مضيفا: "باختصار، هذه الاتفاقات مهمة؛ مثل اتفاق التطبيع الذي سيتم التوقيع عليه بين إسرائيل والمجمع التجاري عزرائيلي، ورغم ذلك، كان هناك شيء ممتع في هذا الأمر، فنتنياهو، كما تعلمنا في السابق، شخص متهكم، لا توجد أي قطرة رطبة في روحه، وكل شيء هناك مظلم وبارد ومتعرج وأناني، وتشهد على ذلك النزهة العائلية التي نظمها لنفسه في الوقت الذي فيه الجمهور الإسرائيلي يصارع على لقمة عيشه وصحته".

وقال: "رغم كل هذا التهكم والمؤامرات والألاعيب وسلسلة الخداع، يمكن أن نلاحظ أمرا إنسانيا، تقريبا يفطر القلب، في تطرق نتنياهو لأصدقائه الجدد، فقد ظهر عليه بأنه يحبهم ويحترمهم حقا، وربما حتى يحسدهم قليلا، كما ظهر أنه يحب ممالكهم أكثر".

جرائم حرب 

وذكر الكاتب، أنه "ليس من الصعب أن نفهم لماذا؟ ففي نهاية المطاف، هؤلاء الحكام ودولهم يجسدون حلمه، بالضبط مثل المملكة التي يراها في أحلامه، هكذا هو يريدها؛ مزرعة عائلية ضخمة احتلت دولة بأكملها، ونظام حكم محفوظ إلى الأبد في أيدي عائلة واحدة، ومملكة فيها "شعب مختار" يشكل أقلية ويسيطر على أكثرية فلسطينية مقموعة ومسلوبة الحقوق".

وبلغة ساخرة، لفت إلى أنه "على رأس إسرائيل، يقف أمير متهم بالفساد قادر على كل شيء، يقوم بتعيين القضاة ويعطي الصلاحيات لرجال الشرطة ويختار جنرالات ويسيطر على وسائل الإعلام ويختار معظم أعضاء البرلمان، كما أن كل الخزائن متاحة للأمير وعائلته، ويمكنهم أن يقوموا بشراء اليخوت والطائرات، وبناء القصور الفاخرة وشراء السيجار والبوظة كما يشتهون".

كما أنه "ليس من الغريب، أن أعين نتنياهو يكتنفها الإعجاب والحسد عند التحدث عن شركائه الجدد في التطبيع، الذين تتعرض دولهم لتحقيقات حول دورها في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، متسائلا: "أليس هؤلاء هم الذين يدمرون ويخفون معارضيهم في الداخل. ويستخفون بمن ينتقدونهم في الخارج؟".

وتابع ميخائيل: "هكذا الأمر في أبو ظبي والمنامة، التي يراها نتنياهو في أحلامه؛ الأمير ابن يمين، الحاكم الفعلي لإمارة أبو يئير"، لافتا أن "هذا الواقع غير مضحك، بل هو المكان الذي نتوجه إليه".