مقابلات

ممثل عباس يتحدث لـ"عربي21" عن التطبيع وموقف "العرب"

أكد شعث أن الإدارة الأمريكية الحالية "هي الأسوأ منذ بداية القضية الفلسطينية"- وفا

- خيارنا الوحيد الصمود في فلسطين

 

- لا يمكن الاعتماد على الجامعة العربية الآن

 

- لا ضمانات لعدم تطبيع المزيد من الدول العربية

 

- ترامب هو أسوأ من حكم أمريكا ولن نكرر النكبة 

 

- نتوقع تغير موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية


تحدث الممثل الشخصي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عن الموقف الفلسطيني من اتفاقيات تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وضعف جامعة الدول العربية، والخيارات الفلسطينية المتاحة في هذا التوقيت.


وعن اتفاقيات تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي التي ستوقع الثلاثاء في البيت الأبيض، أكد الدبلوماسي الفلسطيني نبيل شعث، وهو مستشار رئيس السلطة للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، أن "هذا عار، وسكين في ظهر الشعب الفلسطيني، وتحد لمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية، وخيانة لمدينة القدس المحتلة".


وأكد شعث في حوار خاص مع "عربي21" أن "تطبيع الإمارات والبحرين، يعكس الضعف والهوان العربي والهيمنة والسيطرة الأمريكية، حيث نعيش اليوم في عالم القطب الواحد الذي تحكمه الولايات المتحدة، في الوقت الذي تمارس فيه الضغط على الدول العربية المنتجة للبترول؛ حيث ينتج معظم البترول عبر شركات أمريكية".


وشدد شعث على أنه "لا مصلحة للإمارات أو البحرين في التطبيع مع الاحتلال، في حين يتسبب التطبيع بالإضرار بالقضية الفلسطينية".  

 

اقرأ أيضا: "يوم غضب" فلسطيني تزامنا مع مراسم التطبيع بواشنطن


وردا على سؤال حول تطبيع السلطة الفلسطينية مع الاحتلال، قال الدبلوماسي: "نحن كنا على استعداد للتطبيع مع إسرائيل، على أساس انسحابها من غزة وأريحا، يتبعه انسحابات من بقية أجزاء الضفة الغربية، مع مفاوضات نهائية تصل فيما لا يزيد على 5 سنوات إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وحل مشكلة اللاجئين والإفراج عن كافة الأسرى".


وأضاف: "هذا كان الاتفاق، وعلى هذا الأساس قبلنا التطبيع مع إسرائيل، لكن الأخيرة هي التي خالفت واغتصبت المزيد من الأرض، واعتدت على غزة"، مؤكدا أن "إسرائيل لا تريد حل الدولتين ولا حتى الدولة الواحدة، ولا أي حل".


ونبه إلى أن "الموقف الفلسطيني واضح؛ لا تطبيع إلا عندما تنسحب إسرائيل من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها مدينة القدس، إضافة إلى حل مشكلة اللاجئين؛ على أساس حقهم في العودة والتعويض".


الخيارات الفلسطينية 


وقال: "عندما تقوم الإمارات والبحرين، بتطبيع علاقاتها مع أسوأ من حكم إسرائيل وأسوأ من حكم أمريكا في تاريخ علاقاتنا، هي بذلك تخالف عملية السلام العربية والتزاماتها تجاهنا وتجاه قضية فلسطين، وبالتالي فإنه لا يمكن لنا قبول ذلك، سواء من البحرين أو الإمارات".


وأكد أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب، "هي الأسوأ منذ بداية القضية الفلسطينية، وذات الشيء بالنسبة لبنيامين نتنياهو في إسرائيل".


وحول الخيارات الفلسطينية في زمن التطبيع، لفت إلى أن "الخيار الوحيد الذي لا يمكن الحياد عنه هو صمودنا على هذه الأرض، وموقفنا واضح للجميع، وقضيتنا نحملها على أكتافنا، وشعبنا مستعد للنضال، ونحن هنا على أرضنا من يقرر، ولن نكرر ما حدث في 1948 أو 1967".


وأفاد بأن "الشعب الفلسطيني في لحظات عديدة كان وحده، ومر في ظروف كانت أمتنا فيها فاشلة ومنهزمة عن القيام بمهامها، ومع ذلك صمد شعبنا على أرضه"، منوها إلى أن عدد الفلسطينيين بلغ 1.5 مليون نسمة عام 1948، هجر مليون، ومن بقي وصل تعدداهم اليوم في فلسطين إلى سبعة ملايين، وهناك أكثر من 6.5 مليون فلسطيني خارج فلسطين التاريخية".

 

اقرأ أيضا: ممثل عباس لـ"عربي21": لا يحق للإمارات التدخل بشؤون الأقصى


وعن ما يتردد من أنباء حول إمكانية انسحاب فلسطين من الجامعة العربية، رأى ممثل عباس، أن "هذا كلام فارغ، فلتنسحب البحرين والإمارات من الجامعة العربية، موقف فلسطين هو الصواب والواضح، وهو الأصل"، منبها إلى أنه "لا توجد أي حكومة أو شعب آخر في الكون، تمثل الحق الفلسطيني في أرضنا وفي القدس غيرنا".


ورأى أن "صمود وثبات الشعب الفلسطيني في أرضه، يتطلب تحقيق الوحدة الفلسطينية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل المستمر لإعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني رغم تفشي كورونا"، مقدرا أن "العالم يتجه نحو تعدد الأقطاب مع بروز الصين وأوروبا وروسيا، وعلينا الصبر 4- 5 سنوات، كي نستطيع أن نجد من يقف معنا، وعندئذ يتغير الموقف العربي، ونحن على أرضنا".


يعكس الضعف والهوان


وحول موقف جامعة الدول العربية من التطبيع مع الاحتلال، أعرب مستشار رئيس السلطة للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، عن أسفه الشديد لإسقاط مشروع القرار الفلسطيني بإدانة التطبيع، وأكد أن هذا الموقف "يعكس الضعف والهوان العربي".


وقال شعث في حواره مع "عربي21": "للأسف الشديد، هذه القرارات تحتاج إلى إجماع، وللأسف هناك عدة دول عربية وقفت ضد مشروع القرار الفلسطيني، كما أن الدول العربية التي وقفت بجانب القرار، لم تكن على استعداد للضغط أو العقاب بالنسبة للإمارات حتى تتراجع عن موقفها بالتطبيع مع الاحتلال".


وتابع: "هذا هو الموقف العربي والتوازنات العربية اليوم، في زمن ما؛ كانت مصر، العراق وسوريا لديها مواقف قوية، أما اليوم فلم تعد هناك القوة العربية الكبرى التي تستطيع أن تلجأ إليها وتمارس الضغط بجانبك في الجامعة العربية"، منوها إلى أن "الضغط الحالي الأوضح، هو ضغط دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي)".


وتساءل باستغراب: "كيف يمكن للجامعة أن تؤكد التزامها بمبادرة السلام العربية، وفي ذات الوقت تقبل بأن تقوم إحدى الدول الأعضاء لديها بمخالفة هذا الالتزام، وتقوم بتطبيع علاقاتها مع الاحتلال؟!".


ولفت الممثل الشخصي لعباس، إلى أن "الكثير من القرارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به، للأسف من يقرر هو توزان القوى، والسعودية للأسف التي أعلنت أنها لن تطبع سمحت لطائرات الاحتلال بالمرور فوق ترابها".

 

اقرأ أيضا: وزير خارجية الإمارات يدافع عن تطبيع بلاده مع الاحتلال


ونبه إلى أن "حساب القوى الآن لا يعطي لفلسطين حجمها ولا وزنها، ولا لشعبها كذلك- الذي بذل التضحيات الكبيرة، ولكننا صابرون وصامدون ولن نغير موقفنا".


وعن دلالات رفض الجامعة العربية لمشروع القرار الفلسطيني، بمنحها الضوء الأخضر للدول الأعضاء لمن يريد أن يطبع مع الاحتلال، قال شعث: "من لم يطبع حتى الآن، لا ينتظر قرار الجامعة العربية، وهم يدركون، أن للموقف الفلسطيني تأثيرا على الجمهور العربي، ولكن ليس لدينا أي ضمان لعدم قيام أي دولة أخرى بالتطبيع".


وردا على سؤال: "هل يمكن المراهنة على الجامعة العربية في المستقبل؟"، قال: "الجامعة تعكس موازين القوى، وعندما تكون موازين القوى بهذا الشكل فإنه لا يمكن الاعتماد على الجامعة العربية الآن، ولكن هذه الموازين تتغير، وأنت عليك أن تبقى متيقظا حتى تجد الفرصة السانحة"، مضيفا أن "هذه الأنظمة تجري حساباتها، وتدرك أنه في يوم ما ستتغير الأمور، والشارع العربي المهتم بالقضية الفلسطينية، سيكون له نفوذ أكبر".


عبث المطبعين بالقدس


وبحسب هذا الوضع، نبه شعث إلى أن "الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار، وهو الذي يستطيع أن يحدد مستقبل قضيته وحقوقه"، معربا عن حزنه الشديد لما يحدث، وقال: "حساباتنا دائما مع إسرائيل، كانت دائما عربية وليست فلسطينية فقط، ومرت علينا العديد من الأيام الصعبة وكنا وحدنا وخرجت بعض الدول العربية عن الخط، ولكننا تحملنا وصمدنا، وكانت الانتفاضة الأولى والثانية التي ثبتت صمودنا على الأرض، وتحول الاعتراف الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية".


ومضى بقوله: "لا توجد إمكانية لتغيير الواقع، ولكن هناك إمكانية لتصعيد الأمور، وتخلي بعض الدول العربية عنا، ولكن الانتماء للأمة العربية لا يمكن أن يؤثر عليه سلوك الشيح ابن زايد"، منوها إلى أنه "لا توجد دولة عربية على استعداد لأن تدخل في حرب مع دولة عربية أخرى بسبب تغير موقفها من القضية الفلسطينية".


وعن اتفاقات تطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال وما تتضمنه من عبث في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، شدد الدبلوماسي الفلسطيني على أنه "ليس من حق الإمارات أن تتحدث في ما يخص شؤون المسجد الأقصى المبارك".


ونبه إلى أن السلطة الفلسطينية تواصل جهودها لمنع تطبيع المزيد من الدول العربية، ونحن لا نريد أن ندخل في حرب مع العرب، مشيدا بموقف الكويت "المتميز"، وموقف الأردن "الجيد" من التطبيع العربي مع الاحتلال، وفي ذات الوقت أعرب عن أسفه من موقف مصر بزعامة عبد الفتاح السياسي "المؤيد في اليوم الأول" للتطبيع مع الاحتلال.


وعن محاولات الإمارات والسعودية ضعضعة الوصاية الأردنية على المقدسات في مدينة القدس، قال: "أعتقد أن المؤامرة لم تتضح للإمارات، ولكن للأسف الشديد كانت هناك استهانة إماراتية بالشروط الإسرائيلية مقابل رضا الأمريكان، ولكن للأسف ليس مقابل أرض احتلت مثل سيناء أو الجولان"، مضيفا أن "أمريكا مستمرة بتخويف الإمارات من إيران، وتزعم أن لا أحد يمكن أن يحميكم سوى إسرائيل".


ونبه شعث، إلى أنه "ليس من حق الإمارات كدولة مستقلة أن تخالف مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، أو قرارات قمة بيروت، ولا حتى من حقها أن تخالف القانون الدولي، وليس من حقها كدولة مستقلة أن تعبث بالقانون الدولي وبالاتفاقات، وبحق الشعب الفلسطيني وأرضه المقدسة؛ فلسطين"، مضيفا أن "هذا كلام مرفوض تماما".


وعن شعوره إزاء نزول الطائرة الإسرائيلية في مطار أبوظبي بشكل علني، قال ممثل عباس الذي رافق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبا عمار"، في نهاية حديثه مع "عربي21": "شعرت بالخجل مما فعله الأشقاء، وبالعار مما فعله الحكام".