هدد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، الأربعاء، بفضح الخونة والعملاء في الدولة، دون
أن يسميهم صراحة، وذلك في كلمه له خلال أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية،
الأمر الذي أثار ضجة في الرأي العام حول من يقصد الرئيس بكلامه.
وأحدثت تهديدات سعيّد اليوم، خلال أداء حكومة هشام المشيشي اليمين الدستورية ،
بلبلة في الرأي العام الوطني، حيث كان الانفعال والغضب جليا على سمات وكلام رئيس
الدولة .
ووجه قيس سعيّد رسائل شديدة اللهجة فهمت من كثيرين على أنها "دق طبول
الحرب". وفي تعليق على ما ورد من تصريحات خلال جلسة منح الثقة للحكومة، قال سعيّد: "تابعت من صدح بالحق وتابعت من كذب وادّعى وافترى، وما أكثر المفترين في هذه
الأيام، ولكن هناك دائما رجال صادقون إذا اؤتمنوا لم يخونوا الأمانة".
وتوجه سعيّد بالحديث لأطراف لم يسميها: "أعرف الصفقات التي أبرمتموها، وسيأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن كل ما حصل في الأشهر الماضية، سأتحدث بكل صراحة عن
الخيانات وعن الغدر، وعن الوعود الكاذبة، وعن الارتماء في أحضان الصهيونية
والاستعمار"، قائلا: "فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدى".
وأكد رئيس الجمهورية: "احترمت الدستور الذي أقسمت على احترامه، وأقسم
ألا أتوانى لحظة عن الوفاء بالعهد الذي عاهدت الشعب عليه.
واعتبر قيس سعيّد أن "البعض لا يستحق الاحترام، وإنما يستحق الاحتقار
والازدراء، وأنا على يقين أنه سيأتي يوم ليكون القانون مطابقا لإرادة الأغلبية التي
حاول البعض سحق إرادتها ".
وقال: "من يعتقد أنه فوق القانون فهو واهم، ومن يعتقد أنه قادر على شراء
الذمم فهو واهم، لن أتسامح مع أي كان افترى وكذب وادعى وفتح دارا للفتوى، ليفتي في
الدستور، ويتحدث عن تركيبة جديدة للحكومة".
وفي رده على الانتقادات واتهام البعض له بأنه لم يفعل شيئا، قال سعيد: "ماذا
فعلتم أنتم في الأشهر الماضية باستثناء المشاورات تحت جنح الظلام وفي الغرف
المظلمة".
وختم قيس سعيّد قائلا: "أتمنى أن نقف جبهة واحدة في مواجهة الخونة
وأذيال الاستعمار، الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم، وتصوروا أنهم قادرون على إعطائنا
الدروس، سنكون بالمرصاد لكل من يحاول أن يتحايل على الدستور".
تعليقات على كلمة سعيّد
وتواترت التعليقات مباشرة إثر كلمة سعيّد، التي فهمت عند الأغلبية بأنها
رسائل موجهة بالجملة لرئيس حزب "قلب تونس" نبيل القروي، وعقب النائب عن
الحزب عياض اللومي في تصريح للقناة الرسمية: "لا نعلم من يقصد بالضبط، ولكن
رئيس الجمهورية يواصل في حالة الهيستريا والخطابات غير المسؤولة، ومحاولة الاستحواذ
على السلطات، عليه احترام نفسه والناس".
وكتب رئيس كتلة "قلب تونس" أسامة الخليفي، على صفحته الرسمية: "استعمار
وإلا حماية، هل من توضيح بربي خلي نفهموا على شكون متغشش سيادتو وفي شكون
يهدد..".
وعلق المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة قائلا: "لأول مرة في تاريخ القصر
الرئاسي يصدر خطاب عن رئيسه، متهما
الاستعمار والصهيونية بالتدخل في الحياة السياسية الداخلية.. من يقللون من خطورة
ما سمعناه يغرسون رؤوسهم في الرمل، نحن أمام منعرج سياسي".
وتابع الحبيب بوعجيلة: "رئيس الجمهورية يوجه الخطاب مباشرة إلى نبيل
القروي.. دوليا سيكون للخطاب ما بعده".
فيما دون السياسي والمستشار السابق للرئاسة عدنان منصر: "خطاب رئيس
الجمهورية في موكب تأدية الحكومة الجديدة اليمين هو خطاب حرب، حسب ما فهمت أنه
يفقد أوراق بقيت بين يديه".
وكتب المحلل السياسي أبولبابة سالم: "خطاب متشنج.. واتهامات بالعمالة
للصهيونية والاستعمار.. غضب رئيس طال أكثر من جهة انتقدته وليس القروي فحسب.. لكن
ما كان ينبغي أن يسقط الرئيس في ردود الفعل.. كان يجب أن يكون الخطاب مفعما بالأمل
والطمأنة ".
حكومة التونسي هشام المشيشي.. أي مصير ينتظرها؟
حكومة المشيشي تؤدي اليمن بعد نيلها ثقة البرلمان التونسي
المشيشي يواصل المشاورات.. هل يخترق جدار الأحزاب؟