نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن تأثير جائحة كورونا على الحملات الانتخابية بالولايات المتحدة الأمريكية، والآثار المتوقعة على طقوس الانتخابات الرئاسية التي تجرى كل أربعة أعوام.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21": "لن يكون هناك
مؤتمرات للحزب الديمقراطي أو الجمهوري هذا العام. ولن تتاح الفرصة لمرشحي الرئاسة
لقبول ترشيحاتهم أمام حشود جماهيرية ضخمة. ولن يكون هناك تجمع للصحفيين السياسيين
والاستراتيجيين لبدء المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية لعام 2020".
وتوضح الصحيفة أن جائحة كورونا قلبت
خطط مؤتمرات الترشيح رأسا على عقب، والتي ستنكشف خلال الأسبوعين القادمين. وسيلقي
المرشحان -دونالد ترامب وجو بايدن- خطابات قبول الترشيح عن بعد، وقد تم تقييد عدد
الحضور في كلا المؤتمرين بشدة.
وفي مؤتمرات 2016 كان عدد الحضور
حوالي 50 ألف شخص، لكن هذا العام من المتوقع أن يكون العدد بسيطا جدا.
وبدلا من الحزن على العادات
والتقاليد، فقد اقترح بعض المعلقين أن الطبيعة الفريدة لانتخابات هذا العام قد
تمثل فرصة لإعادة تقييم تقاليد عفا عليها الزمن، رغم أن كلا الحزبين يصران على أن هذه
المؤتمرات تخدم غرضا حيويا، يتمثل في إعلام الناخبين بمرشحي الرئاسة وبرامجهم.
اقرأ أيضا: بايدن يفوز رسميا بترشيح الديمقراطيين لـ"الرئاسية" (فيديو)
وقالت كاثرين براونيل أستاذة التاريخ
في جامعة بوردو: "بدأت المؤتمرات بشكل فعلي في فترة ما قبل الحرب في القرن
التاسع عشر، كفرصة لقادة الأحزاب ونشطائهم للالتقاء وإجراء مناظرات"، لافتة
إلى أن عمل المؤتمرات الآن بشكل أساسي، يتمثل بموافقة الحزب على المرشح المختار.
وأشارت براونيل إلى أنه "بمجرد أن
تقوم بتقديم أولى العلمليات لاختيار المرشحين، فإن المؤتمرات تصبح حول تقديم حزب
أكثر توحدا للجمهور الأمريكي، بالإضافة إلى من سيحاربون من أجله بالانتخابات".
وتابعت الصحيفة: "هذه
الديناميكيات المتغيرة أدت إلى تناقص الاهتمام على الأقل بين شبكات التلفزيون. لقد
ولت أيام تغطية الأحداث من البداية إلى النهاية منذ زمن بعيد، وخصصت الشبكات في
السنوات الأخيرة ساعة واحدة فقط من التغطية في الأوقات التي تبلغ فيها الذروة كل
ليلة".
وقد جادلت هيئة تحرير "Pittsburgh
Post-Gazette" في مقال افتتاحي، وقالت إن المؤتمرات
قد تحولت إلى "مشهد فاتر لعدد كبير جدا من الخطب الباهتة، والعديد من
المتحدثين الذين يثرثرون بكثرة".
وعلى الرغم من هذا الاهتمام
المتضائل، فإن قادة الأحزاب يرفضون الادعاءات بأن المؤتمرات هي بقايا حقبة سياسية ماضية.
وقال رئيس اللجنة الوطنية
الديمقراطية توم بيريز، الأسبوع الماضي: "أعتقد أنه لا تزال هناك أهمية
ملحوظة للالتقاء في مدينة، وأعتقد أن هناك أهمية قيمة من ذلك".
اقرأ أيضا: ميشيل أوباما تهاجم ترامب بشدة.. والأخير يرد ساخرا
أما بالنسبة للمدن المستضيفة، فإن هناك
قيمة اقتصادية فعلا. حيث حققت مؤتمرات عام 2016 ما يقرب من 200 مليون دولار من
العائدات لكليفلاند وفيلادلفيا. لكن مدن هذا العام -شارلوت وميلواكي- لن تشهد نفس
العائدات في الغالب.
وجادل بيري أيضا بأن المؤتمرات
التقليدية تمثل فرصة لا تقدر بثمن لأعضاء الحزب للاجتماع ومناقشة أولوياتهم،
قائلا: "غالبا لا يوجد بديل عن هذا التفاعل الذي تحصل عليه".
وقال العديد من الاستراتيجيين
السياسييين إنهم يتوقعون عودة المؤتمرات إلى شكلها التقليدي، بمجرد عودة الحياة
إلى طبيعتها.
ورأى مايكل ستيل الرئيس السابق للجنة
الوطنية للحزب الجمهوري أنه "لا بديل عن إثار المرشحين الذين يلقون خطابات قبولهم
لآلاف المشجعين المبتهجين".
ويفقد الديمقراطيون على وجه الخصوص
الفرصة للاحتفال بالإنجاز التاريخي لسيناتور كاليفورنيا كاملا هاريس، حيث أصبحت أول
امرأة سوداء وأول أمريكية آسيوية تنضم إلى بطاقة رئاسية لحزب كبير.
ومع ذلك، فإنها حتى إذا عادت المؤتمرات
الشخصية في عام 2024، فلا يزال هذا العام يمثل فرصة لإعادة النظر في كيفية عقدها.
فالديمقراطيون على سبيل المثال سمحوا بالتصويت الافتراضي للمندوبين لأول مرة، ما
قد يوسع المشاركة في المؤتمرات المستقبلية أيضا.
وقالت ليا داتري التي أدارت مؤتمر
2008 و2016 للديمقراطيين: "أعتقد أنه في السنوات القادمة ستقتصر المؤتمرات على
يوم أو يومين وليس أربعة، لأن أعمال المؤتمر يمكن حقا إنجازها في غضون ساعات
قليلة".
وجادل ستيل بأن وسائل التواصل
الاجتماعي يمكن أن تساعد في جعل الأحداث تبدو أقل رتابة، قائلا: "أنا أشاهد كيف تولد وسائل التواصل
الاجتماعي العفوية وتخلقها، وقد تساهم في إعدادات المؤتمرات المستقبلية".
وعلى الرغم من بعض الدعوات لإنهاء
التقاليد السياسية، أعرب ستيل عن تفاؤله بأن الأحزاب يمكن أن تجد طرقا لإحياء
الإهتمام الذي أثارته المؤتمرات السابقة، مضيفا أنها "مملة، لكنها
ضرورية"، بحسب تقديره.
كيف يمكن لترامب تحويل انتخابات الرئاسة المقبلة إلى كارثة؟
مؤيد لـ"إسرائيل" يواجه إلهان عمر في الانتخابات القادمة
MEE: دول الخليج بين أكبر الخاسرين لو خسر ترامب الانتخابات