أسباب الانسحاب
وتعليقا على أسباب انسحاب الحلبوسي من المحور الإماراتي السعودي، قال
الباحث في الشأن السياسي العراقي، الدكتور سعدون التكريتي، لـ"عربي21"، إنه
"يمكن النظر إلى هذا الموضوع بأكثر من زاوية، أهمها يتعلق بشخصية الحلبوسي
نفسه، وهو الباحث عن بقاء الزعامة، وتفرده في الساحة السياسية".
ورأى التكريتي أن "الحلبوسي يدرك أن المرحلة المقبلة لن تكون كما
سبقها، لذا يحاول التشبث بأي وسيلة، ومنها محاولات ترضية القوى الشيعية، والإصرار
على اعتماد البطاقة الإلكترونية وليست البايومترية، لأنه متهم بإخفاء عشرات الآلاف
منها لاستخدامها في الانتخابات المبكرة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "التحول عن المحور الإماراتي مرتبط بما قدم له
من المحور المقابل (التركي- القطري)، وأن إدارة الساحة السنية الأهم له من الأموال
الطائلة التي يمول فيها حملته وحربه الإعلامية ضد منافسيه (والتي ابتدأت من
الآن)".
وأردف قائلا: "ربما يستغرب البعض أن الحلبوسي يضحي بمحور الإمارات، لكن الاستغراب يزول مع شخصية مثل الحلبوسي، الذي يضيق ذرعا بمنافسيه، ويتملكه
الرعب من قوتهم واحتمالية غيابه عن الساحة السياسية".
تحويل المسار
وفي السياق ذاته، كشف رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، خلال لقاء
تلفزيوني الأحد الماضي، أن "لقاء الخنجر والحلبوسي كان برعاية الجانب
التركي، ويوحي بأن الأخير قام بتحويل مسار علاقاته من محور الإمارات إلى محور قطر
وتركيا".
وأضاف: "مؤكد أن اللقاء حدث، لكن هناك اختلاف روايات حول النتيجة
النهائية، وبعض الأطراف التي حضرت اللقاء كشفت بعض التفاصيل، التي تشير إلى
إستراتيجية انتهجها الحلبوسي، تتلخص بتحويل مسار علاقاته من الإمارات نحو قطر
وتركيا".
اقرأ أيضا: متظاهرو بغداد يمهلون الكاظمي شهرا لتنفيذ مطالبهم
وتابع الجبوري قائلا: إن "اللقاء يوحي بذلك، فالراعي للاجتماع بين
الطرفين كان الجانب التركي، لكن ربما حصل استدراك من الحلبوسي بعد اللقاء، حيث لم
يرد التفريط بعلاقته الأخرى".
ولفت رئيس البرلمان العراقي السابق إلى أن "الخنجر تحدث بشكل مباشر
حول مجريات الاجتماع، وأوضح أنه دعي إليه، ولم يكن هناك تنسيقا، وقد واجه حديث
الحلبوسي بعدم الرضا والتفنيد".
وأكد أنه "من الصعب الحديث عن محاور واضحة ضمن التشكيلات السياسية،
خاصة في المحافظات السنية، لأن النخبة السياسية لم تتبلور فيها حتى الآن، فهناك
تحالف القوى العراقية الذي اختطف وصير إلى توجه محدد لا يحمل رؤية واضحة".
يذكر أن الجبوري كان قد كشف خلال مقابلة تلفزيونية، في أيار/ مايو 2019، عن
تدخل الإمارات في الانتخابات العراقية التي جرت في أيار/ مايو 2018، بالقول:
"كنت فائزا بالانتخابات النيابية، وفق جميع المعطيات بالشواهد والأدلة، وكذلك
تلقيت اتصالا من الإدارة الانتخابية تؤكد فوزي".
وألمح الجبوري إلى إقصاء الإمارات له من الفوز بالانتخابات، قائلا: إن
"خميس الخنجر أبلغه قبل أسبوعين من الانتخابات بتدبير أمر معين في الإمارات
يتعلق بوضع الانتخابات، لأن السيرفرات الخاصة بالاقتراع كانت هناك"، مشيرا
إلى أن "الخنجر أكد أن النتائج ستكون صادمة بالنسبة له".
قاآني ببغداد قبل زيارة الكاظمي لواشنطن.. أسباب ودلالات
لماذا تتصاعد الهجمات ضد أمريكا قبل زيارة الكاظمي لترامب؟
لإعادة مليارات.. هل تعقد حكومة العراق "صفقة" مع الفاسدين؟