صحافة دولية

بلومبيرغ: ميزان الحرب بليبيا تغيّر والمعركة لم تنته

ليبيا الوفاق طرابلس- جيتي

قال موقع "بلومبيرغ" إن موازين الحرب الأهلية الليبية قد تغيرت لكنها لم تنته بعد. وأضاف أن الحرب مهيأة لقتال جديد ولا يوجد لدى أحد النفوذ لوقفها حتى الولايات المتحدة.

وأشار في مقال للكاتب بوبي غوش، ترجمته "عربي21"، إلى أن ليبيا ولوقت طويل لم يكن فيها ما يدعو إلى التفاؤل إلا أن حكومة الوفاق الوطني المحاصرة لديها ما يمكن أن تفرح له. فلم يعد العدو خليفة حفتر يزعج نواحي العاصمة لأن جيشه في تراجع منذ أسابيع. فقد انتهت محاولة الجنرال الخارج للسيطرة بقوة السلاح على شمال- غرب ليبيا فيما دعا حلفاؤه إلى وقف إطلاق النار.

ورفضت حكومة الوفاق وتركيا التي تدعمها دعوات وقف النار وتتقدم قواتها نحو الهلال النفطي، وهو مجموعة من الموانئ النفطية المهمة لصادرات الطاقة الليبية.

ولفت الموقع إلى أنه وبالإضافة إلى الفرح والتوقعات، فإن سكان طرابلس سيشعرون بالشماتة من الأخبار التي كشفت عن عملية خداع تعرض لها حفتر على يد مرتزقة ورجال أعمال غربيين، ضحكوا عليه وأخذوا منه 50 مليون دولار، على أسلحة لم يوفروها له بالمعايير المطلوبة. 

لكنه أشار في الوقت ذاته، إلى أن الحرب الأهلية لم تنته بعد. ورغم دعوة معظم الدول المنخرطة فيها إلى وقف إطلاق النار إلا أنها لا تستطيع جلب المتحاربين إلى طاولة المفاوضات، فكل من حكومة الوفاق الوطني وقوات حفتر لديهما أهداف ومكاسب يجب تحقيقها.

 

اقرأ أيضا: المونيتور: تركيا ستعمل على إزاحة حفتر قبل دعم التفاوض

 

وتدخل الرئيس دونالد ترامب في الحوار حول ليبيا من خلال الإتصال بالرئيس التركي والمصري الداعمين الرئيسيين لكل من حكومة الوفاق وحفتر على التوالي.

إلا أن ترامب لن يتدخل في الحرب في أجواء انتخابية. وبدون قوات على الأرض فلا تستطيع واشنطن أو بروكسل- عاصمة الاتحاد الأوروبي التأثير بقوة على المتحاربين في ليبيا. وتأثيرهما محدود على داعمي الحرب الخارجيين. وجاء التذكير أن الحرب لم تنته هذا الأسبوع عندما قام مسلحون بإغلاق حقل نفطي لم يعد للعمل لعدة أيام. وتم إغلاق أنبوب غاز إلى إيطاليا لفترة قصيرة.

وتوقفت الصناعة النفطية الليبية بشكل كامل تقريبا منذ كانون الثاني/يناير عندما أوقفت قوات حفتر العمل في المنشآت النفطية، وهو ما أدى لخسائر بالمليارات لشركة النفط الوطنية.

وانحرف تركيز الحرب الآن إلى ميناء سرت، وهو البوابة الرئيسية للهلال النفطي. ويبدو أن الجيش الوطني الليبي التابع لحفتر يحضر لمعركة طويلة، بشكل يعيد ذكريات حرب الشوارع عام 2011 في مدينة مصراتة. ولا يعرف إن كان حفتر سيكون قادرا على استدعاء المرتزقة الروس والسوريين الذين نقلوا إلى مناطق الشرق. ولا حتى الطائرات الروسية التي وصلت إلى قاعدة الجفرة.

ويبدو أن حلفاء الزعيم المتمرد، روسيا والإمارات ومصر راغبون بنوع من التسوية التي تؤدي إلى تقسيم فعلي للبلاد. وفي حديثه مع ترامب استطاع عبد الفتاح السيسي الحصول على دعم أمريكي لوقف العمليات القتالية.

إلا أن تركيا الداعمة الرئيسية لحكومة الوفاق تخشى من حيلة، ولهذا وصفت المبادرة بأنها محاولة لإنقاذ حفتر. ويريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حفتر خارج اللعبة ليس من سرت ولكن من العملية السياسية كلها.

وتمثل ليبيا بالنسبة لأردوغان نقطة مضيئة، بحسب الموقع، وسط فضاء اقتصادي وجيوسياسي بائس. وبعد مكالمته مع ترامب قال أردوغان: إنه توصل إلى "نوع من التسوية حول مستقبل ليبيا". 

وأشار "بلومبيرغ" إلى أن تركيا تريد من الولايات المتحدة لعب دور مهم في الساحة الليبية، لإخافة روسيا ودفعها لقبول تسوية مع أنقرة.

وتحدث أردوغان مع فلاديمير بوتين وناقشا وقف إطلاق النار، ولا يوجد ما يشي بوجود طبخة تسوية بين الوفاق وحفتر كما فعلا في كانون الثاني/يناير. 

وفي ذلك الوقت كان حفتر هو الذي فر، حيث راهن على شروط أفضل تقربه نحو أبواب طرابلس. ولكن زعيم التمرد الذي حاصر العاصمة أصبح نفسه محاصرا، وربما كان يبحث عن انتصار قبل الموافقة على وقف إطلاق النار أو يريد منع تقدم قوات الوفاق في سرت.