صحافة إسرائيلية

هآرتس: إيران تتمتع بصبر لا ينتهي.. هذه مراحل دخولها سوريا

تقسم الاستخبارات الإسرائيلية التدخل الإيراني في سوريا إلى أربع مراحل- أرشيفية

سلّطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على التواجد الإيراني في سوريا خلال السنوات الماضية، واستمراره رغم هجمات تل أبيب المتكررة من ناحية، وتشديد العقوبات الأمريكية ضد طهران من ناحية أخرى.


وقالت الصحيفة في مقال نشرته للخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان، وترجمته "عربي21"، إن "إيران بلد كبير يتمتع بصبر لا ينتهي"، مشيرة إلى أنه "ينتظر بشكل أساسي نتيجة الانتخابات الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لكنه لم يتخلّ أبدا عن تحدي إسرائيل".


وذكر ملمان أن إيران تنفذ خطط متعددة لإظهار تحديها ضد إسرائيل، مبينا أنها أطلقت الشهر الماضي أول قمر صناعي عسكري، وباستخدام الخوادم الأمريكية، وحاولت أيضا اختراق مواقع المياه الإسرائيلية المعدنية، لكن محاولتها باءت بالفشل.


ورأى ملمان أن "إيران لا تزال ملتزمة بإستراتيجيتها ورؤيتها وأهدافها العليا، المتمثلة بالحفاظ على النظام الإسلامي، وتحسين وضعها الاقتصادي، وتحقيق الهيمنة الإقليمية، ومحاولة الحصول على الأسلحة النووية كوثيقة تأمين"، على حد قوله.

 

أربع مراحل


وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تقسم التدخل الإيراني في سوريا إلى أربع مراحل، الأولى تتمثل في العلاقات القوية بين النظامين الإيراني والسوري قبل عام 2006، وما نتج عنه من المساعدة العسكرية لحزب الله، لكن على نطاق محدود.


وتابع: "أما المرحلة الثانية، فبدأت من حرب لبنان الثانية عام 2006 وحتى عام 2011، وزادت إيران فيها السيطرة على حزب الله عبر الحرس الثوري، وحولت سوريا إلى ممر لنقل الصواريخ بعيدة المدى"، منوها إلى أن المرحلة الثالثة بدأت مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى عام 2016.

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: إيران تتمرس بسوريا.. واصلوا "جز العشب"


وذكر أن هذه المرحلة تميزت بمساعدة عسكرية مباشرة وغير مباشرة لنظام بشار الأسد، عبر حزب الله والمجموعات الشيعية الموالية لها، لافتا إلى أن المرحلة الرابعة تمثلت بـ"رؤية قاسم سليماني"، الذي خطط لتعزيز النفوذ الإيراني بسوريا عقب الإعلان عن هزيمة تنظيم الدولة.


وأكد أن رؤية سليماني كانت هي "استغلال هزيمة داعش من أجل تحقيق الهيمنة الإقليمية لإيران"، لافتا إلى أن الحرس الثوري والمجموعات المسلحة الموالية له سعت إلى إقامة موطئ قدم كبير لطهران في اليمن والعراق وسوريا.


وادعى الخبير العسكري الإسرائيلي أن سليماني كان يهدف من خلال الانتشار في سوريا، لإيواء قواعد جوية وقواعد استخباراتية ومواقع صواريخ موجهة إلى إسرائيل، إلى جانب جلب الآلاف من المعلمين إلى سوريا، لتعزيز علاقاتها "الشيعية" بطهران.


وأوضح أنه "من أجل تحديث نظام الأسلحة الإيرانية في سوريا وأنظمة حزب الله في لبنان، خصص سليماني حوالي 100 مليون دولار لمراكز الدراسات العلمية والبحثية"، مشيرا إلى أنه عمل على تطوير أسلحة "بيولوجية وكيميائية".

 

الفرصة سانحة


واستدرك ملمان: "لكن سليماني واجه صعوبة في تنفيذ رؤيته، بفضل المعلومات الإسرائيلية الاستخباراتية الدقيقة، التي أحبطت خطط إيران في هذا الاتجاه أكثر من مرة"، مشددا على اغتيال سلماني في أوائل عام 2020، وجه ضربة قوية لهيبة طهران وسمعتها.


وقال إن "وزارة الجيش الإسرائيلي تعتقد أن الفرصة سانحة لإخراج إيران من سوريا في الوقت الحالي"، منوها إلى أنها "بدأت بنقل بعض قواعدها من دمشق إلى الشرق بالقرب من الحدود العراقية، وذلك لإبعادها عن الهجمات الإسرائيلية".

 

اقرأ أيضا: بينت: إيران تنسحب من سوريا.. علينا مواصلة الهجمات


وتطرق إلى مئات الهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية وحزب الله في سوريا، معتقدا أن النظام السوري لا يزال يستخدم مضادات "تقليدية"، ويتحفظ عن استخدام أنظمة "أس300" الروسية.


وبحسب الخبير العسكري، فإنه منذ أول هجوم إسرائيلي في أبريل 2013، أطلق النظام السوري ما لا يقل عن 700 صاروخ تجاه الطائرات الإسرائيلية، لم تنجح في إسقاط أي طائرة، سوى طائرة واحدة عام 2018، لكن كانت بفعل خطأ من الجيش الإسرائيلي.


وحول عدم استخدام النظام السوري للأنظمة الروسية، أرجع ملمان ذلك إلى ثلاثة أسباب، الأول هو أن آليات تشغيل أنظمة "أس300" تقع تحت السيطرة الكاملة للمستشارين والمشغلين الروس، والثاني أن المستشارين الروس لا يسمحون لجيش الأسد بإطلاق الصواريخ، ما يبرهن "اللعبة المزدوجة التي تلعبها موسكو في سوريا منذ 2015".


والسبب الثالث، بحسب الخبير العسكري الإسرائيلي، هو خوف روسيا من عدم نجاح هذه المنظومة في حال تم استخدامها، وهو ما سيشكل ضربة للرئيس فلاديمير بوتين الذي لطالما تباهى بمنظومته الدفاعية.