صحافة إسرائيلية

مستشرق إسرائيلي: مسلسل النهاية لن يضر بالعلاقة مع مصر

أوضح أن "عهد السيسي شكل ذروة احتضان النظام الأمني والسياسي في تل أبيب للنظام المصري"- فيسبوك

قال مستشرق يهودي إن "كل مناسبة تشهدها مصر تذكير لإسرائيل بأنها كانت، ولا تزال، عدواً لهم، وآخرها مسلسل "النهاية" الذي يتنبأ بتدمير إسرائيل، وهو مثال صغير ورمزي لنمط العلاقة الملتوية بالقاهرة، حتى في أسوأ أزمة معها".


وأضاف جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية بمقاله في صحيفة معاريف، الذي ترجمته "عربي21" أن "أحداث المسلسل تناقش اندلاع "حرب التحرير في القدس"، وينتهي بتدمير إسرائيل الصهيونية قبل أن تبلغ الـ100 عام، وحينها يفر معظم اليهود، ويعودون لبلدانهم الأصلية في أوروبا والدول العربية، وعقبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على المسلسل بأنه مؤسف، وغير مقبول، لأننا أمام دولتين بينهما اتفاق سلام منذ 41 عامًا، وتلقى السفير المصري في تل أبيب مكالمة هاتفية من مسؤول إسرائيلي كبير، معربًا عن رفضه للمسلسل".


وأشار خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية والعربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن "هذا المسلسل خيالي، وهو مجرد دراما تلفزيونية، لكن عندما يتعلق الأمر بمصر، فيمكن العثور عليه في الخطاب السياسي المصري حتى اليوم، منذ عهد جمال عبد الناصر، لأن الجماهير المصرية تعلمت أن ترى إسرائيل العدو الأول، ولم تتغير الفكرة حتى بعد إقامة علاقات رسمية، وباتت الفكرة غالبا تظهر من وقت لآخر".


وأكد أن "السنوات الأخيرة شهدت خطابا إسرائيليا إيجابيًا تجاه مصر، ولم تأت أنباء سيئة من القاهرة، على العكس، بل في سلسلة من التصريحات في السنوات الأخيرة غالباً ما أشاد المسؤولون الإسرائيليون بالنظام المصري، وفي مناسبة احتفالية في منزل السفير المصري في هرتسيليا قبل تسعة أشهر وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبد الفتاح السيسي بأنه "زعيم ذكي" و "رجل شجاع".

 

اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في 3 مسلسلات عربية اثنين منها يدعوان للتطبيع


وأوضح أن "عهد السيسي شكل ذروة احتضان النظام الأمني والسياسي في تل أبيب للنظام المصري بعد واشنطن، وشكلت العلاقة جانبا مشرقا، لأن الاتصال الجغرافي القريب يقلل المسافات، وهذا السلام لا يوجد في مقر جهاز الأمن العام- الشاباك، ومقر القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، وأروقة جهاز الموساد ومكتب رئيس الوزراء، وليس فقط في اتفاق الغاز رغم أهميته".


وأكد أنه "بالنسبة للحكومة المصرية، فإن الإسرائيليين العاديين لا يزالون "ضفدعا يجب ابتلاعه"، وليس شرا يجب الاقتراب منه، مع أن محتوى الأعمال التلفزيونية مثل مسلسل "النهاية" يخضع للرقابة المصرية، ويمكن للمسؤولين المصريين الحكوميين قبل أن تتم الموافقة على عرض المسلسل استبعاد المشهد المقصود، لكنهم اختاروا الموافقة عليه".


واستدرك بالقول إنه "إذا كان هناك تغيير نحو الأفضل في العلاقات المصرية الإسرائيلية، فقد يوجد في المجال الأمني، رغم أن هذا التعاون الأمني وديعة قصيرة الأجل، ولكن بسبب سريته، فليس له علاقة تذكر بجوانب الحياة الأخرى، ومع ذلك فمن النادر أن نجد في الخطاب المصري الذي يتناول الإسرائيليين تعزيزا لثقافة السلام، لأن كل من يفعل ذلك سيعرض نفسه للخطر، لاسيما مصدر رزقه".


وأكد أنه "حين العودة إلى يوليو 2019، عندما وقف نتنياهو أمام الكاميرات، وأثنى على السيسي، لم تكن هناك أصداء في الصحافة المصرية، رغم أن علاقة تل أبيب مع القاهرة باتت أوثق في السنوات الأخيرة، لكن في اتجاه واحد، كانت تل أبيب تقترب من القاهرة، ولكن قبل ثلاث سنوات، أطلقت الحكومة المصرية مشروع إعادة بناء الكنس بمباركة النظام المصري".


ولفت إلى أن "الجالية اليهودية بدأت بمساعدة المؤسسة الخيرية الأمريكية بترميم مواقع يهودية، لأن الكنس اليهودية والمقابر القديمة في القاهرة والإسكندرية مهملة، حتى إن المصريين فوضوا رجال الأعمال بتوظيف مستشار إسرائيلي، وإسرائيل ترى ذلك مؤشرا للتحية، لأن القيادة المصرية لديها فرصة كل يوم لتغيير الخطاب تجاهها".