نشرت صحيفة "
كيدونا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية اكتشاف
الإصابة بفيروس
كورونا في حال لم تظهر
أعراضه.
قالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأبحاث
حول كيفية مكافحة هذا الفيروس القاتل تستمر بلا هوادة، بينما تنتاب بعض الأشخاص الشكوك
حول الإصابة به خاصة نظرا لتشابه أعراضه مع أعراض الأنفلونزا العادية وسماعهم عن الإصابة
دون أعراض.
فيروس كورونا والمرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض
أشارت الصحيفة إلى أن هناك حديث كثير عن فيروس كورونا، ويقع بث العديد
من البرامج بشكل حصري تقريبًا حول هذا الموضوع على شاشة التلفزيون. وتنشر الكثير من
المعلومات من مصادر مختلفة، وهناك حديث عن دراسات علمية يتم سحبها بعد ذلك أو أنباء
تبين أنها مزيفة ولا يؤدي هذا إلا إلى مزيد من الارتباك. وتبدو الأعراض الآن واضحة
للجميع لكن علامات الإصابة بالفيروس تشبه إلى حد كبير علامات الأنفلونزا، ولهذا السبب
يطرح العديد من الأشخاص المصابين بالأنفلونزا أو الذين سبق وأصيبوا بها السؤال المصيري
حول احتمال إصابتهم بالفيروس.
جائحة عالمية مفاجئة
أفادت الصحيفة بأن هذا الفيروس مذهل بالمعنى الحقيقي للكلمة، بعد أن انتشر
بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم، لدرجة أنه بعد انتشاره، وقع استبدال الوباء بالجائحة.
وينذر معدل انتشاره بالخطر بعد أن تجاوز عدد الإصابات مليون حالة في جميع أنحاء العالم،
مخلفا أكثر من 50 ألف قتيل. ووصلت الولايات المتحدة بسرعة إلى 245 ألف حالة، لتصبح
أول دولة في العالم على مستوى عدد الإصابات، متجاوزة إيطاليا التي اجتازت الصين بدورها.
وفي الوقت الحالي، هناك العديد من المستشفيات المنهارة بعد إن امتلأت تمامًا بأعداد
المرضى.
وحذرت الصحيفة من أنه في حين كان يُعتقد في البداية أن كبار السن فقط
أو الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة معرضون للعدوى، اكتشفنا في الأيام التالية أن
"نصف الأشخاص في العناية المركزة يبلغون من العمر أقل من 65 سنة وأن هناك أعداد
متزايدة من المصابين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 سنة، ومن بينهم أشخاص لا يعانون من أمراض أخرى"، كما
صرح جيروم سالومون، المدير العام للصحة الفرنسية.
واعتبرت الصحيفة ذلك بالاكتشاف المزعج، خاصة وأن الفيروسات التاجية غالبًا
ما تتم مقارنتها بالإنفلونزا، وهو أمر خطير بشكل خاص على كبار السن. لذلك يمكن أن تظهر
عدوى الجهاز التنفسي الحادة التي يسببها كوفيد-19 بشكل مختلف عند الجميع. لدى بعض الناس،
يسبب المرض نزلة برد بسيطة تختفي بعد بضعة أيام، بينما يمكن أن تتطور لتأخذ أشكالا
أكثر حدة في حالات أخرى، ويكفي فقط أن يجد الفيروس الظروف المثالية لتطوره في جسم المصاب.
كيف نعلم ما إذا كنا مصابين بالإنفلونزا أو بكوفيد-19؟
أوضحت الصحيفة أنه من الصعب تحديد
هذا المرض الجديد لأن أعراضه تشبه أعراض البرد أو الأنفلونزا. ووفقا للأطباء، فإن أعراض
فيروس كورونا هي السعال الجاف والحمى. ويمكن أن يسبب المرض أيضًا التهاب الحلق والصداع
والإسهال وآلام العضلات واحتقان الأنف. ويفسر أرنو فونتانيت، مدير قسم
الصحة العالمية
في معهد باستور ورئيس وحدة علم الأوبئة للأمراض الناشئة بأنه "حسب أول المرضى الذين تم إدخالهم إلى
المستشفى، تتجلى العدوى في البداية من خلال
الحمى وآلام المفاصل والشعور بالتعب، والسعال، وبعد بضعة أيام، وليس في جميع الحالات،
يحدث ضيق في التنفس".
بالإضافة إلى الأعراض الموضحة أعلاه، ظهرت أعراض أخرى مرتبطة بعدوى الفيروس
في الأيام الأخيرة، وهي فقدان مفاجئ لحاسة الشم، يقترن أحيانا بفقدان حاسة الذوق.علاوة
على ذلك، نظرًا لعدم القدرة على فحص عدد كبير من الأشخاص، لا يمكن للأطباء إلا اعتبار
الأعراض الأكثر شيوعًا لكوفيد-19.
وبيّنت الصحيفة أن كل شخص يتفاعل بشكل مختلف مع هذه العدوى وقد لا يكون
لدى المرضى الأعراض السريرية ذاتها وقد يكون البعض دون أعراض. ووفقًا للدكتور ماتيو
كالافيوري مدير قسم الطب العام بجامعة ليل، من الصعب الكشف بدقة عن كوفيد-19 بسبب عدم
وجود أعراض محددة. وأوضح الطبيب أن بعض الأشخاص مصابون بالفيروس دون علمهم وقد يصيبون
الآخرين، أي أنهم يعانون من أعراض معتدلة ولكن ينتجون الفيروس بكثافة في أجسامهم.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه بناء على ذلك، نتفهم كيف يمكن للمرضى الذين
لا تظهر عليهم الأعراض أن ينقلوا المرض إلى عدد كبير من الناس وكيف يبدو الحجر الصحي
التي تفرضه الحكومات في الوقت الحالي الطريقة الوحيدة للقضاء على تفشي الفيروس ووقف
الوباء.
اقرأ أيضا: هكذا ساعد نمط الحياة بالسويد في مكافحة كورونا