تتزايد المخاوف في الجزائر بشأن مصير معتقلي الرأي لا سيما في ظل انتشار فيروس "كورونا" وتزايد عدد الوفيات في الجزائر.
وأعرب القيادي في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت في حديث مع "عربي21"، عن خشيته من أن يكون مصير كل من رشيد نكاز وكريم طابو وإبراهيم دراجي وسليمان حاميتوش، وكلهم معتقلون على خلفية مشاركتهم في الحراك الشعبي المطالب بالحرية في الجزائر، هو ذات المصير الذي انتهى إليه الراحلان محمد تامالت وكمال الدين فخار.
وكشف زيتوت النقاب عن وجود اتجاهين داخل أطراف الحكم في الجزائر، وقال: "هناك طرف داخل العصابة الحاكمة يقودها المدير العام للمخابرات بوعزة واسيني ترى بضرورة الاستمرار في تخويف الناس عبر الاعتقال والتمديد في السجن، وهناك جهة أخرى يقودها رئيسهم عبد المجيد تبون وفريقه، وترى بتخفيف القبضة الأمنية، ولكن القرار هو للطرف الأمني حتى الآن".
وأشار زيتوت، إلى أن "عصابة الحكم تسعى إلى استغلال انتشار فيروس كورونا للفتك بالحراك الشعبي ورموزه".
وقال: "لقد حاولوا استفزاز الحراك والقبائل من خلال تمديد اعتقال كريم طابو، ورفض التعامل مع شكايات رشيد نكاز والضغط على محاميه للعمل ضد موكله، والتنكيل ببقية معتقلي الحراك، في محاولة لاستدراجهم إلى الشارع، لكن هذا لم يحصل، فقد كنا سباقين لتعليق التحرك الجماهيري، وكان قادة الحراك أيضا أذكى من أن ينزلقوا إلى هذا الرد على هذا الاستفزاز، في ظل انتشار جائحة كورونا"، على حد تعبيره.
من جهته اتهم الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام كريم مولاي في حديث مع "عربي21"، الجهات الأمنية الجزائرية بالاستمرار في تصفية معارضيها في السجون.
وقال مولاي: "للأسف الشديد لا يبدو أن قادة العصابة الحاكمة في الجزائر تعلموا من دروس الماضي، ولا حتى من دروس الأنظمة العربية المجاورة شيئا في التعامل مع معارضيها، إنهم يريدون تكرار نموذج محمد تامالت وكمال الدين فخار لإسكات الرأي المعارض تماما"، وفق تعبيره.
وكريم طابو هو معارض سياسي جزائري وهو من أهم وجوه المعارضة السياسية التي ساهمت في صناعة واستمرارية حراك الشعب الجزائري، تم اعتقاله يوم 11 أيلول (سبتمبر) 2019 وهو موجود بسجن القليعة، ويواجهتهمة التأثير على معنويات الجيش الوطني الشعبي.
وأدانت محكمة سيدي امحمد بالعاصمة، الأربعاء 11 آذار (مارس) الناشط السياسي، كريم طابو، بعام حبس منه 6 أشهر نافذة بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية"، فيما تمت تبرئته من تهمة التحريض على العنف.
أما رشيد نكاز، الذي أمرت محكمة الدار البيضاء، أواخر كانون أول (ديسمبر) الماضي بإيداعه الحبس المؤقت، بعد اعتقاله في مطار الجزائر الدولي قادما من إسبانيا، فيواجه تهم المساس بالوحدة الوطنية وتحريض المواطنين على حمل السلاح.
وكان المدون والصحفي الجزائري ـ البريطاني محمد تامالت قد توفي نهاية العام 2016 في مستشفى باب الواد بعد إضرابه عن الطعام لأكثر من ثلاثة أشهر ثم دخوله في غيبوبة دامت ثلاثة أشهر".
وجاء في بيان للمديرية العامة لإدارة السجون أن "تامالت توفي جراء التهاب في الرئتين كان يُعالج منه منذ اكتشاف إصابته به كانون الأول / ديسمبر 2016".
وكان تامالت (42 عاما) مدوناً وصحفياً يدير موقعاً الكترونياً من العاصمة البريطانية، مقر إقامته، وقد أدين بـ "الإساءة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و"إهانة هيئة نظامية" في قصيدة نشرها على الفايسبوك.
ولم يكن محمد تامالت آخر من توفي في السجن فقد لحقه إلى ذات المصير يوم 28 أيار (مايو) 2019 الناشط السياسي الجزائري كمال الدين فخار (53 سنة) الذي توفي بمستشفى فرانز فانون بالبليدة، بعد تدهور وضعه الصحي في سجن غرداية، إثر دخوله في إضراب عن الطعام منذ ما يقارب شهرين.
وتأتي مخاوف النشطاء الجزائريين على المعتقلين في ظل تفشي فيروس كورونا في الجزائر، فقد أصدر الوزير الأول الجزائري عبد العزيز جراد اليوم الجمعة مرسوما جديدا يتضمن توسيع إجراءات الحجر الجزئي إلى 9 ولايات.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمر، الثلاثاء الماضي، بحظر الاحتجاجات بمختلف أشكالها وغلق المساجد وتعليق صلاة الجمعة والجماعة ضمن خطة للتصدي لفيروس كورونا.
ومنذ ظهور "كورونا" في الجزائر في 24 شباط (فبراير) الماضي، تضاءلت الحركة في عدد من مدن البلاد على رأسها العاصمة الجزائر وبلدياتها وأسواقها وأماكنها العامة.
إقرأ أيضا: الجزائر.. الحراك يعلق مسيراته مؤقتا بسبب "كورونا"