نشرت صحيفة
"نيزافيسمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تسبب استعداد تركيا لإرسال
قواتها إلى ليبيا بناءً على طلب من حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز سراج، في
إثارة قلق دول الخليج التي تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ردود فعل العواصم العربية على هذه
المسألة تعتمد على نتائج المفاوضات بين رئيسي روسيا وتركيا، المتوقع إجراؤها في
كانون الثاني/ يناير 2020.
وذكرت الصحيفة أن الأزمة الليبية كانت من بين الملفات التي مُنحت أولوية
خلال مؤتمر الدوحة، حيث أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الذي شارك
في المؤتمر، أن أنقرة مستعدة لإرسال مجموعة من وحداتها إلى ليبيا إذا تلقت طلبا من
حكومة فايز السراج.
وخلال لقاء صحفي، أجاب
وزير الخارجية التركي ردا على سؤال وُجه له حول الأسباب التي تدفع تركيا لشن حرب
أخرى، بأن "روسيا موجودة بالفعل في ليبيا، ويقف موظفو الشركة العسكرية الخاصة
الروسية إلى جانب الجيش الوطني الليبي". وذكر تشاووش أوغلو أن الاستعداد لغزو
شمال أفريقيا يخلق وضعا تنافسيا مع روسيا التي تدعم حفتر، مشيرا إلى أنه قد تكون
هناك بعض الاختلافات مع روسيا في بعض المجالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن
ما يزيد الأزمة الليبية تعقيدا هو دعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية
المتحدة للمشير حفتر، في الوقت الذي تدين فيه قطر الجيش الوطني الليبي بالتوازي مع
تركيا، شريكها التكتيكي. وأوضحت بعض المصادر في قطر أن استعداد تركيا لإرسال
قواتها إلى شمال إفريقيا يثير قلق معارضي أنقرة في الخليج العربي، غير أنهم لن
يتخذوا تدابير عملية إلا بعد المحادثات التي ستجمع الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب
طيب أردوغان، التي ستنعقد في إسطنبول في الثامن من كانون الثاني/ يناير القادم. في
المقابل، تأمل السعودية والإمارات في أن يتمكن الزعيم الروسي من منع التدخل التركي.
اقرأ أيضا: الإمارات باعت سفينة حربية لحفتر بسعر خيالي.. وحديث عن فساد
وأوردت الصحيفة أن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو، صرح بأن
الحوار السياسي بين موسكو وأنقرة يحدث بشكل يومي، وحيال هذا الشأن، قال جروشكو:
"نحن نناقش جميع القضايا ذات الصلة بالأمن الإقليمي. وليبيا، مثلها مثل
العديد من الشركاء الآخرين، في مركز الاتصالات السياسية هذه الفترة. كما ندعم مهمة
الوساطة التي يقوم بها المبعوث الأممي الخاص لليبيا، غسان سلامة، ونسعى إلى اضطلاع
جميع الدول، التي يمكن أن تلعب دورًا بناءً في حل المشكلة الليبية، بدور الوسيط".
وأفادت الصحيفة بأن المحللة البارزة المتخصصة في الشأن الليبي بـ
"مجموعة الأزمات الدولية" التي يقع مقرها في بروكسل، كلوديا جازيني،
صرحت خلال تواجدها بالدوحة في حلقة نقاش حول قضية الحروب بوساطة في شمال إفريقيا،
أنها مقتنعة بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير قادر على اتخاذ قرار فيما
يتعلق بالأزمة الليبية، وذلك بسبب موقف بعض أعضائه، ما يؤدي إلى تعميق الأزمة.
وبينت الصحيفة أنه من خلال خطاب جازيني، يمكن استنتاج أن وقف إطلاق النار
في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا يعتمد في كثير من النواحي على اللاعبين
الدوليين الذين يقدمون الدعم للمشير حفتر، بما في ذلك روسيا. وعلى صعيد آخر، أعلن
قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، عن بدء معركة حاسمة من أجل طرابلس، مؤكدا:
"نحن نعلن بدء معركة حاسمة وشن هجوم في قلب العاصمة طرابلس، التي لطالما كانت
عبر التاريخ وستصبح مرة أخرى مدينة السلام ومنارة وعاصمة الحضارة".
وخلال
تصريحه، طالب حفتر جنوده باحترام حرمة المنشآت العمومية، فضلا عن التقيد بقواعد
الحرب ومبادئ القانون الإنساني الدولي.
وفي الختام، نوهت
الصحيفة من خلال التصريح بالاستعداد للقيام بعملية محتملة في ليبيا، يهدف
الجانب التركي إلى مساومة العواصم العربية على ملفات دولية أخرى غير ليبيا، وذلك
حسب مستشارة مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الروسي التابع للرئاسة الروسية،
إيلينا سوبونينا.
الغارديان: خطر الاشتباك العسكري بـ"المتوسط" بات وشيكا
هكذا قرأت صحيفة روسية تهديد تركيا بالتدخل عسكريا في ليبيا
فورين بوليسي: ما حقيقة انتصارات روسيا في الشرق الأوسط؟