ملفات وتقارير

بعد اتفاقية مع اليونان.. هل يستطيع حفتر فعلا مواجهة تركيا بحرا؟

محسوبون على حفتر قالوا إنه وقع اتفاقا مع اليونان ضد تركيا- جيتي

أثارت الأنباء التي تحدثت عن توقيع اللواء الليبي، خليفة حفتر اتفاقية مع دولة "اليونان" من أجل اعتراض أي سفينة تركية في مياه ليبيا، تكهنات وتساؤلات عن مدى جدية هذه الخطوة، وما إذا كان الطرفان لديهما القدرة فعلا على مواجهة تركيا بحرا، وجدوى الاتفاقية غير المعلن عن تفاصيلها.

وقال ما يسمى برئيس أركان البحرية في قوات حفتر، فرج المهدوي، إن "قواتهم عقدت اتفاقية جديدة مع السلطات اليونانية تقضي بإغلاق الممر البحري الرابط بين جزيرة كريت اليونانية والحدود البحرية الشرقية لليبيا في وجه السفن التركية المتوجهة إلى ليبيا".

"مواجهة بحرية"

وأشار المهدوي إلى أنه "في حال رصد أي سفن تركية تحاول اختراق المياه الإقليمية الليبية والوصول إلى موانئ المنطقة الغربية خاصة مدينة مصراتة، فإن قواتهم لن تتأخر في استهدافها وإغراقها، خاصة أن قواته البحرية تحصّلت على الدعم اللازم من القيادة العامة (حفتر)، من آليات ومعدّات وذخائر"، وفق زعمه.

ولم تذكر قوات الجنرال الليبي المتقاعد أي تفاصيل عن الاتفاقية ومحاورها وتوقيت عقدها.

 

اقرأ أيضا: ما مدى نجاح اليونان في عرقلة الاتفاق التركي الليبي؟

"قرصنة"


من جانبه، أكد الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل أن" "الاتفاق بين الحكومة التركية والحكومة الليبية المعترف بها دولياً هي الاتفاقية المعتمدة والتي يجب احترامها والالتزام بها من البلدين والبلدان الأخرى وماعدا ذلك كله يعد قرصنة وقطعا للطرق، يجب أن يواجه سواء من البلدين الذين تجمعهما الاتفاقية أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "اتفاق حفتر مع اليونان أو مع مصر أو غيرها من الدول لا يعدو عن كونه مجرد تطمينات لأتباع الجنرال الليبي وفقط وكلها مجرد فرقعات إعلامية، فلا حفتر لديه القوة الكافية للتصدي لدولة مثل تركيا ولا اليونان أيضا"، وفق توقعاته.

"مغامرة وتبعات"

وبدوره، استبعد الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "تغامر دولة اليونان بالاعتداء على السفن التركية، خاصة وأن تركيا عضو في حلف الناتو، إضافة إلى أن هذا الاعتداء سيكون له تبعات قد تشعل شرق المتوسط"، بحسب رأيه.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "ومن الواضح أن اليونان تحرص على عدم التصعيد مع تركيا، حيث أنها لم تتجرأ حتى استدعاء السفير التركي في أثينا وإبلاغه احتجاجها على الاتفاقية الأخيرة مع الحكومة الليبية، لذلك لا أعتقد أن تركيا و الوفاق ستولي هذا التصريح اهتماما"، وفق قوله.

"غير قانونية"

الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي رأت من جانبها أن "الاتفاقية بين القوات البحرية التابعة للجيش (قوات حفتر) وبين اليونان غير قانونية كونها تمت بعيدا عن حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، لذا لن يتم الاعتراف بمثل هذه الاتفاقات، وأي تصرف ينتج عنها يعد تصرفا غير قانونيا".

وحول قدرة حفتر على مواجهة تركيا قالت: "لو أقدم حفتر على ذلك فهي مغامرة غير محسوبة، وخطوة غير مبررة كون وزير خارجيه تركيا أكد أن بلاده لاتريد باتفاقها مع الوفاق شن حرب في المتوسط لكنها ستحمي سفنها وجرفها القاري وستتخذ التدابير اللازمة"، وفق تصريحها لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: ما مدى نجاح اليونان في عرقلة الاتفاق التركي الليبي؟

أين الاتحاد الأوربي؟

وأشارت الصحفية الليبية، وداد الدويني لـ"عربي21" إلى أن "اليونان دولة ضعيفة عسكريا واقتصاديا ولا تستطيع تدمير أو حتى اعتراض أي سفينة تركية إلا بموافقة الاتحاد الأوروبي ودعمه لذلك".

 

وأضافت: "أما ما فعله حفتر بالاتفاق مع هذه الدولة، فهو مجرد استعراض فقط، ليدعي أنه لازال قويا ويملك توقيع اتفاقيات، لكن الاتفاقية عبارة عن حبر على ورق"، بحسب تعبيرها.