نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، أعده مراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يشير فيه إلى وجود تصدع داخل العائلة الحاكمة السورية، بسبب خلاف بين رئيس النظام بشار الأسد وابن خاله الملياردير رامي مخلوف.
ويشير التقرير، الذي حاء تحت عنوان "الأسد يحتجز ابن عمه الثري حتى يدفع ديون الحرب للرئيس بوتين"، إلى أن عائلة الأسد الحاكمة قد تمزقت بين بشار وابن خاله وأثرى أثرياء البلد مخلوف، بسبب رفض الأخير المساعدة في دفع ديون الحرب وثرائه الفاحش.
ويلفت سبنسر إلى أن الخلاف بدأ بمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي المعادية للنظام، وبمنشورات كتبها ابن رامي مخلوف محمد، البالغ من العمر 22 عاما، الذي يملك العديد من كبريات الشركات السورية، مشيرا إلى أن مخلوف الابن بات معروفا بحسابه على "إنستغرام"، الذي نشر عليه صورا وهو يقف أمام سيارات رياضية وفيلا ضخمة يعيش فيها في إمارة دبي، وزعم في منشور أخير أنه استثمر 300 مليون دولار في مجال العقارات في سوريا، قائلا إن الأموال جاءت من "التجارة".
وتفيد الصحيفة بأن منشورات محمد مخلوف تسببت في خلاف دولي، وجاء في تقرير أن الرئيس الأسد اضطر لاتخاذ إجراءات عقب مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له بدفع فاتورة مشاركة بلاده في الحرب، التي تقدر بـ3 مليارات دولار، موضحا أنه إذا كانت سوريا لا تملك هذا المبلغ فإن عائلة مخلوف تملكه بكل تأكيد.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن آخرين، قولهم إن محاولات الأسد استعادة السيطرة على المدن والبلدات السورية، دفعته لاستخدام أموال مخلوف لتمويل مليشيات للقتال معهـ لكنها خارج جانب الجيش السوري.
وينوه الكاتب إلى أن رامي مخلوف (50 عاما) رفض أن يسلم الأصول المالية لعائلته، ما دفع النظام للاستيلاء عليها بذريعة مكافحة الفساد، لافتا إلى أن هناك تقارير تشير إلى أنه محتجز تحت الإقامة الجبرية مع اثنين من إخوانه ووالده، وهو أخ أم الأسد، أنيسة.
وتقول الصحيفة إنه لا توجد أخبار تؤكد صحة ما جاء في هذه التقارير، إلا أن حسابا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يزعم أنه يعود لابنة عم أخرى للرئيس الأسد وتدعى نسرين، نشر رسالة مشفرة، قالت فيها إن "من يعتقد أن هذا الأمر سيتوقف عند عمي وأبنائه فيجب عليه أن يعرض نفسه على طبيب بيطري.... #الإقامة الجبرية".
وبحسب التقرير، فإن رامي مخلوف كان لسنوات حجر الأساس لنظام الأسد، وعين الأسد الأب والد مخلوف مسؤولا عن مالية العائلة، عندما قام حافظ الأسد بخصخصة بعض أصول الاقتصاد في سوريا، مشيرا إلى أنه بعد وصول الرئيس الحالي إلى السلطة واصل مخلوف بناء إمبراطوريته المالية، فهو يملك فنادق وشركات وشركة الهواتف الرئيسية في البلد، وقيل قبل الثورة إنه كان يملك 60% من اقتصاد سوريا.
ويشير سبنسر إلى أن الصدع في العائلة بدأ في الظهور بعد وفاة أنيسة مخلوف، والدة بشار عام 2016، بعدما ثبت أن الأسد لم يكن قادرا على بناء اقتصاد البلد، رغم "انتصاره" الظاهري، "ويبدو أن مخلوف لا يحظى بعلاقة جيدة مع الروس بسبب قربه من النظام الإيراني، بالإضافة إلى أن له علاقة بوصول القوات الروسية الخاصة لمساعدة النظام السوري في استعادة إدلب، شمال غرب سوريا".
وتورد الصحيفة نقلا عن البعض، قولهم بأن سبب الخلاف الحقيقي هو أن مخلوف نقل جزءا كبيرا من ثروته خارج البلاد، إلى جانب خفض استثماراته المالية في الداخل السوري.
وينقل التقرير عن الخبير الأمريكي في شؤون سوريا جوشوا لانديز، قوله إنه فهم أن الخلاف يتعلق بالمال، لكنه لا يعتقد أن مخلوف تحت الإقامة الجبرية، وأضاف: "ما قاله أشخاص اتصلت معهم ومقربون من النظام، إن رامي والآخرين غير مهتمين بالاستثمار في سوريا، وحملة مكافحة الفساد مصممة لمعاقبته لنقله أمواله إلى الخارج".
ويلفت الكاتب إلى أنه من غير المعلوم كم أخرج مخلوف أموالا إلى الخارج، ففي مقالين ترويجيين عنه في "إنترناشونال بزنس تايمز" صور على أنه ثري مستقل ومحسن ورجل أعمال، و"لاعب غولف متحمس، ويملك عددا من السيارات التي تدهش العين، ولديه طائرة خاصة".
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول إن "الشاب السوري النجم يستخدم سلطته للوصول ومعالجة عدد من القضايا، مثل التعليم والصحة، فمع القوة الاقتصادية تأتي المسؤولية الاجتماعية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
"NYT" عقب رحلة بالبلد المدمرة: هكذا يبدو الانتصار بسوريا
لوبلوغ: ماذا يفعل مرتزقة بوتين في سوريا؟
هل يؤدي الهجوم السوري على رتل تركيا بإدلب لصراع عسكري؟