ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن المرشح المحتمل لخلافة تيريزا ماي في رئاسة وزراء
بريطانيا بوريس
جونسون، زعم في مقال كتبه عام 2007، أن الإسلام هو سبب تخلف العالم الإسلامي، ولهذا السبب فلن ترى الديمقراطية فيه النور.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن جونسون تعرض للانتقاد بسبب مناقشته بخصوص أن الإسلام جعل العالم الإسلامي يتخلف عن الغرب بقرون عدة، في مقال اكتشفته "الغارديان" قالت إن جونسون أضافه لملحق إصدار من كتابه "حلم روما" الصادر في عام 2006 عن الإمبراطورية الرومانية.
وتنقل الصحيفة عن جونسون، قوله إن هناك شيئا في الإسلام أدى إلى عرقلة التطور في أماكن عدة من العالم، وجعل "المظلومية المسلمة" جزءا في كل نزاع على ظهر الأرض.
وينقل التقرير عن منظمة "تيل ماما"، التي ترصد جرائم الكراهية للدين، قولها إن المقال إشكالي وغير مريح، وأظهر قلة فهم للدين الإسلامي، فيما قال المجلس الإسلامي البريطاني إن الكثير من الناس الذين يرغبون في رؤية جونسون رئيس الوزراء المقبل يريدون معرفة ما إذا كان لا يزال على اعتقاده بأن "الإسلام في أصله يعرقل طريق الحرية والتقدم".
وتفيد الصحيفة بأن جونسون اتهم العام الماضي باستخدام التحريض السياسي، عندما كتب في صحيفة "ديلي تلغراف" مقالا، شبه فيه مرتديات النقاب بـ"صندوق البريد" و"سارقات البنوك".
ويلفت التقرير إلى أنه تمت إضافة مقال "ثم جاء
المسلمون" إلى طبعة عام 2007 من كتابه، وجاء فيه: "هناك شيء عن الإسلام يساعد في فهم السبب الذي لم تنشأ قيه طبقة البرجوازية ولا الرأسمالية الليبرالية، وبالتالي عدم انتشار الديمقراطية في العالم الإسلامي، ومن اللافت للنظر أن مدينة القسطنطينية أبقت في ظل الدولة الرومانية/ البيزنطية على مشاعل العلم لألف سنة، فيما لم تظهر الطباعة في إسطنبول في ظل الحكم العثماني إلا في منتصف القرن التاسع عشر، وهو ما جعلهم متخلفين قرونا عدة".
وتورد الصحيفة نقلا عن المرشح المحافظ لرئاسة الحكومة، قوله إن المانع للتقدم "هو المحافظة الدينية القاتلة"، وكلما "تخلف المسلمون" شعروا بالمرارة والارتباك، لدرجة أن أصبحت كل نقطة نزاع في العالم، من البوسنة إلى فلسطين والعراق إلى كشمير، يشترك المسلمون فيها.
وينقل التقرير عن المجلس الإسلامي البريطاني، قوله: "نحن بالطبع نؤمن بأن الإسلام أدى دورا في التقدم والازدهار، سواء في العالم الإسلامي أو هنا في وطننا في الغرب".
وتورد الصحيفة نقلا عن الرئيس السابق لمنبر المسلمين المحافظين محمد أمين، قوله إن تحليل جونسون يحمل مخاطر نشر الكراهية ضد المسلمين، مشيرة إلى أن أمين طرد من المنبر بعدما انتقد قيادة الحزب لعدم ردها بشكل قوي على تقارير انتشار كراهية الإسلام في الحزب، ومقارنة شعبية جونسون بتلك التي حظي بها هتلر في ألمانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي.
وينوه التقرير إلى أن جونسون شبه في كتابه، الذي صدر بعد سلسلة تلفازية، الإمبراطورية الرومانية بالاتحاد الأوروبي، التي حاولت بناء وحدة في عموم القارة، لافتا إلى أنه كتب المقال في الوقت الذي بدأت فيه تركيا بالتفاوض للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وناقش فيه جونسون ضرورة ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وخلق "مجتمع اقتصادي روماني" مرة أخرى، و"توحيد شطري الإمبراطورية الرومانية على البحر المتوسط".
وتنقل الصحيفة عن جونسون، قوله إن تركيا ليس لديها سجل تام في حقوق الإنسان، وأضاف: "أحد الأسباب لوضع تركيا على سكة الترام الأوروبية هو مساعدة القوى التقدمية في تركيا، ومنع البلد من التراجع للوراء".
ويورد التقرير نقلا عن المجلس الإسلامي البريطاني، قوله: "يريد الكثيرون منا معرفة ما إن كان جونسون لا يزال يعتقد بعرقلة الإسلام المتأصلة للتقدم والحرية، وإن كان لا يزال على دعمه لدخول تركيا الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد المزاعم الكاذبة التي قدمها عن الأتراك والمسلمين أثناء البريكسيت".
وتنقل الصحيفة عن جونسون، قوله أثناء الحملة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أن الخروج سيسمح لبريطانيا بالتحكم في الهجرة، وأصدر ملصقا، قال فيه إن تركيا تنضم للاتحاد الأوروبي، رغم التقارير التي أشارت للعكس، أي توقف المحادثات من وقت طويل.
وبحسب التقرير، فإن جونسون اعترف في مقالته بأن المسيحية لديها تاريخ من الوحشية مثير للاشمئزاز، وقال: "الوقت ليس بعيدا عندما كنا نحرق الكتب والهراطقة".
وتورد الصحيفة نقلا عن جونسون، قوله: "هؤلاء المسلمون ليسوا كائنات غريبة"، وانتقد مديري الصحف الذي يلعبون على فكرة التخويف من الإسلام، لأنها جيدة لمبيعات صحفهم، وقال إن جده الأكبر علي الكمال كان سياسيا تركيا، ولهذا عبر عن أمله في ألا يتهم بالإسلاموفوبيا بسبب مقالته، التي استشهد فيها بكلام وينستون تشرتشل، الذي قال: "لا توجد قوة رجعية" في العالم أكثر من الإسلام.
وقال جونسون: "حان الوقت للتعمق والفحص في الاتهامات التي وجهها الجميع، من تشرتشل إلى البابا، وهي أن المشكلة الحقيقية للعالم الإسلامي هي الإسلام".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد أن وصف جونسون كنيسة سيتسين في الفاتيكان، فإنه قال إنه "لا يوجد مثلها في الفن الإسلامي لهذا العصر أو في أي عصر؛ ليس فقط لأن هذا الفن يتجاوز الإنجاز الفني الإسلامي، بل لأنه مسيء للإسلام".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)