دعا القيادي بحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم بموريتانيا، الخليل ولد الطيب، حكومة بلاده إلى إعادة العلاقة مع قطر والقيام بوساطة لحلحلة الأزمة الخليجية.
وهذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها قيادي بالحزب الحاكم، إلى إعادة العلاقة الدبلوماسية مع قطر، منذ أقدمت نواكشوط بقطع علاقاتها مع الدوحة في بداية الأزمة الخليجية.
ورأى ولد الطيب في مقال صحفي نشرته وسائل إعلام محلية واطلعت عليه "عربي21" أن إعادة العلاقة مع قطر "تقتضيها المصلحة الوطنية والقومية ويمليها كذلك الوازع الوطني والقومي".
ولفت ولد الطيب إلى أن بلاده تمر حاليا بمرحلة حاسمة ومصيرية من تاريخها السياسي تتسم بسباق رئاسي غير مسبوق، يطبعه تنافس شديد بين المتسابقين للفوز بالمقعد الرئاسي.
ولفت إلى وجوب إلغاء "مذكرتي التوقيف الدوليتين بحق رجل الأعمال الموريتاني المقيم في أوروبا محمد ولد بوعماتو، ورجل الأعمال المصطفى ولد الإمام الشافعي، بالإضافة إلى إعادة فتح مركز العلماء وجمعية المستقبل من جهة أخرى بما يسمح للعلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو بمزاولة نشاطه العلمي والدعوي".
السياق والدلالات
واستبعد المحلل السياسي الموريتاني محمد فال ولد الشيخ أن يكون تصريح القيادي في الحزب الحاكم "تعبيرا، عن جناح معين في الأغلبية الحاكمة يضغط لتنفيذ سياسات معينة، لكنه يعبر عن جرأة في نقد سياسات النظام".
وأضاف ولد الشيخ في حديث لـ"عربي21" أن موريتانيا "تمر الآن بمرحلة انتقالية وأصبح لدى الكثير من أعضاء الأغلبية الجرأة على نقد النظام والحديث عن بعض أخطائه، وفي هذا السياق يأتي تصريح القيادي في الحزب الحاكم الخليل ولد الطيب، لأن مسألة العلاقات مع قطر واضح فيها أنها قرار غير سياسي ولا يخدم مصلحة موريتانيا".
اقرأ أيضا : ابن سلمان يزور موريتانيا.. هل بدأت الرياض تدفع فاتورة الدعم؟
ونبه ولد الشيخ إلى أن كثيرين في موريتانيا يدركون أن مصلحة البلد ليست في أن يدخل صراعا بين دول الخليج، وإنما كان على موريتانيا أن تقف موقف الحياد الإيجابي كما فعلت بعض الدول ومنها المغرب.
وتابع بالقول: "لم يكن لوقوف موريتانيا إلى جانب طرف معين في الأزمة الخليجية أي معنى، وبالتالي أنا أعتقد أنه في هذا السياق جاء هذا التصريح الصادر عن قيادي في الأغلبية كتعبير عن جرأة جيدة في ظرف كهذا".
ولفت ولد الشيخ إلى أن دعوة ولد الطيب لفتح "مركز تكوين العلماء" الذي يرأسه عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن ولد الددو، تأتي في نفس السياق، لافتا إلى أن إغلاق هذا المركز وعدد من الجمعيات المحسوبة على الإسلاميين بموريتانيا لم يكن مبررا.
وأضاف المحلل السياسي ولد الشيخ: "إغلاق مركز تكوين العلماء وبعض الجمعيات المقربة من الإسلاميين من الواضح أنه كان اتساقا مع مواقف أطراف خارجية، وليس لأسباب داخلية، وبالتالي فإن هذا يحيلنا إلى أن كل هذه القرارات الخاطئة كانت بضغط أو لمسايرة دول خارجية ولم تكن انطلاقا من مصلحة".
ولم يصدر بعد أي تعليق من حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم على التصريحات التي أدلى بها القيادي بالحزب الخليل ولد الطيب.
استمرار الاحتجاجات على إغلاق "تكوين العلماء" بموريتانيا (صور)