كشفت الحكومة الإسبانية على لسان وزير الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، جوسيب بوريل، استعداد مدريد للاعتراف وجبر الضرر وتضميد الجراح وطي صفحة مآسي حرب
الريف ما بين 1920 و1928 التي لا زال الريفيون يعانون ويلاتها إلى حدود الساعة، بسبب انتشار وباء السرطان في المنطقة الناتج عن القصف بالغازات السامة التي تعرضت له المنطقة، كرد فعل على انتصار مقاومي الريف في معركة "أنوال المجيدة" (1921) بقيادة الأمير عبد الكريم الخطابي.
وبحسب صحيفة "أخبار اليوم"
المغربية التي أوردت الخبر في عددها، الجمعة، فإن الحكومة الإسبانية تبحث عن صيغة تحفظ بها دماء وجهها أمام تصاعد اليمين المتطرف، الذي يرفض الاعتراف بالأخطاء المرتكبة في الريف، لهذا يطرح وزير الخارجية الإسبانية، أن يكون "تضميد الجراح من هذا الطرف وذاك"، أي اعتراف الرباط بالأضرار التي مست الإسبان في
معركة أنوال.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الإسباني طرح، مساء أول أمس الأربعاء، أثناء مثوله أمام لجنة الخارجية في البرلمان الإسباني، إمكانية التنسيق مع المغرب من أجل بدء عملية "تضميد الجراح في هذا الجانب وذلك"، مع الأخذ بعين الاعتبار "الأضرار التي لحقت الطرفين"، فيما يخص حرب الريف ومعركة أنوال.
من جهته، أصر الناطق الرسمي باسم حزب اليسار الجمهوري الكتالوني، خوان تاردا، على ضرورة قيام إسبانيا بمبادرة جبر الضرر وتعويض الريفيين، ضحايا استعمال الأسلحة الكيماوية في حرب الريف التي وصفها بعض الإسبان بـ"غرنيكا"، في إشارة إلى قصف جوي خلال الحرب الأهلية الإسبانية على قرية غرينكا الواقعة في إقليم الباسك.
غير أن وزير الخارجية أكد أن عملية جبر الضرر والتعويض والمصالحة، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار "مأساة أنوال"، بلغة الإسبان، و"أنوال المجيدة"، بلغة المغاربة، التي شهدت، على حد قول الوزير، سقوط 10 آلاف قتيل إسباني، والتي اعتبرها معركة "مأساوية".