انتقد رئيس الحكومة
التونسية الأسبق حمادي الجبالي بشدة
سياسة الرئيس التونسي ضد حركة "النهضة"، ووصفها بأنها "عبث" قال بأنه لا طائل من ورائه.
وأوضح الجبالي في حديث خاص لـ "
عربي21"، أن "إقحام الرئيس الباجي قايد السبسي للمؤسسة العسكرية في خلافه السياسي مع النهضة فيه خطورة كبيرة على مصير الانتقال الديمقراطي".
وأشار إلى أن "نتائج اجتماع المجلس القومي للأمن يوم أمس كانت إيجابية لجهة تحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية"، لكنه حذّر من أن سياسة الرئيس الجارية حالية تسعى لتدمير كل شيء، خدمة لمصالح شخصية وعائلية في إطار صراعه مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد".
وأضاف: "يبدو أن هنالك من تصدى للباجي يوم أمس في مجلس الأمن القومي، وأيضا من بعض القوى الدولية ضد إزاحة النهضة والإطاحة بحكومة الشاهد".
ورأى الجبالي أن "السبسي يلعب دورا سلبيا ويستعمل الجبهة الشعبية كما استعمل سليم الرياحي كما يستعمل اتحاد الشغل من أجل الانتقام من النهضة، التي يرى أنها خذلته في مناسبتين عام 2011 لأنها لم تعطه الرئاسة، وكذلك تمسكها بالاستقرار الحكومي وعدم تغيير سوسف الشاهد".
وأشار الجبالي إلى أن "النهضة أخطأت من حيث أنها أعطت الرئيس الباجي قايد السبسي شيكا على بياض، وأنه لذلك الآن يلعب دورا سلبيا جدا من شأنه أن يشوش على الانتقال الديمقراطي لكنه لن يستطيع وقفه".
وأضاف: "على الرغم من الدور السيء الذي تلعبه الجبهة والتوظيف السياسي للاتحاد وسعي الباجي للانتقام، فإنه لن يستطيع أن يوقف عجلة الانتقال الديمقراطي، ولا أن يحول دون الانتخابات، ولن يستطيع الوقوف ضد عقارب الساعة".
وأعرب الجبالي عن خشيته من أن "الباجي قايد السبسي بهذه السياسة بدأ ينخرط في سياسة المحاور الإقليمية المعادية للثورات العربية"، في إشارة إلى أن هذه الاتهامات تأتي عقب استقباله لولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل يومين، وفق تعبيره.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، قد اعتبر في تصريحات له أمس الخميس، أن بيان حركة النهضة، الصادر الثلاثاء الماضي، عقب لقائه الإثنين، بهيئة الدفاع عن القياديين اليساريين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، اللذين اغتيلا في 2013، "يحمل تهديدا لرئاسة الجمهورية"، في أول تصعيد من نوعه للرئيس ضد النهضة.
وقال السبسي، في كلمة له لدى إشرافه على مجلس الأمن القومي، المنعقد الخميس بقصر الرئاسة بقرطاج، إن هذا اللقاء أثار حفيظة حركة النهضة وأنه لن يسمح بهذا التّهديد وسنلجأ للقضاء.
ويعتقد متابعون للشأن التونسي، أن جوهر الخلاف بين الرئيس التونسي، وحركة النهضة، هو رفض الأخيرة طلب السبسي، إقالة رئيس الحكومة يوسف الشاهد، خلال حوارات قرطاج 2، التي أعلن السبسي، في نهاية مايو/ أيار الماضي، توقفها.