يثير وعيد رئيس النظام السوري بشار
الأسد لقوات
سوريا الديمقراطية (
قسد) بانتزاع السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرتها بالقوة، تساؤلات حول واقعية هذا التهديد في ظل المعطيات في شمال شرق سوريا.
وكان الأسد لوّح في مقابلة مع قناة "
روسيا اليوم"، باستخدام خيار القوة في حال فشل المفاوضات مع قوات "قسد"، مشيرا إلى أن نظامه بدأ بالمفاوضات كخيار أول لاستعادة المناطق تحت سيطرة القوات الكردية المدعومة أمريكيا.
"لا يمتلك القدرة"
وفي هذا الصدد، رأى نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في
الحسكة، محمود الماضي، أن نظام الأسد لم يعد قادرا على التهديد أو الوعيد لأي طرف في الأزمة السورية يحظى بدعم من أطراف دولية.
وقال في حديثه "
عربي21" إن "سوريا ترزح تحت احتلالات عدة، ودمشق ليس لها أي قرار حتى في التفاهمات التي تجريها روسيا وإيران باسمها".
ولكنه ذهب إلى أن "هناك توجها روسيا لإعادة سيطرة النظام على كامل التراب السوري، قبل انطلاق أي عملية سياسية حقيقية، ويبدو أن أمريكا لا تعارض هذا التوجه"، وفق رأيه.
ولكنه أوضح أن "الأمر يختلف بالنسبة لقسد والمناطق الشرقية، فالنظام وروسيا لا يقدران على الاقتراب من مناطق قسد بسبب وجود الولايات المتحدة"، مشيرا في هذا السياق إلى الضربات التي تلقاها جنود النظام والروس عندما حاولوا اجتياز نهر الفرات باتجاه الضفة الشرقية.
واللافت وفق الماضي، غياب رد فعل روسيا على تلك الضربات، لافتا إلى أن أمريكا اليوم بصدد إتمام عملية حرس الحدود التي أطلقتها في بداية هذا العام، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، رغم النفي الأمريكي.
"تصريحات جادة"
وفي تعليقه على واقعية تهديد الأسد، أعرب الصحفي الكردي آلان حسن، عن اعتقاده بأن الأسد "جاد بالفعل في كلامه، بخصوص دخول قوات النظام السوري لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن النظام بدأ بالفعل بالدعوة للدخول في عملية تفاوض بغرض تسليم المناطق للمؤسسات الحكومية السورية.
وأشار حسن إلى أن روسيا قد أخذت على عاتقها حل مشكلة الجنوب السوري وقضية الحدود مع إسرائيل، عبر أخذ الهواجس الإسرائيلية من إيران بعين الاعتبار.
وحول توقيت التهديدات، قال: "بعد العملية العسكرية التركية التي أفضت إلى السيطرة على مدينة عفرين، وأنهت فعليا مشروع فيدرالية شمال سوريا، يجد رئيس النظام السوري الآن مشكلة مناطق شرق الفرات هي الوحيدة المتبقية أمامه، لذا اختار هذا التوقيت لإرسال الرسالة القوية لقوات سوريا الديمقراطية".