توسعت
الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن تصوراتها لما سيكون الوضع عليه في مسيرات العودة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، والتحضيرات العسكرية الإسرائيلية لها.
فقد نقلت صحيفة
هآرتس عن جنرال إسرائيلي كبير في قيادة المنطقة الجنوبية قوله "إن المظاهرات المتوقعة بعد غد الاثنين ستكون أكثر عنفا مما تعودنا عليه في الأسابيع الماضية على حدود غزة، لاسيما وأن ذلك اليوم يشهد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإحياء الفلسطينيين ليوم النكبة، ما دفع الجيش لتعزيز قواته العسكرية في المناطق الفلسطينية، خشية أن تمتد هذه المظاهرات لمناطق أخرى مثل شرق القدس".
وأضاف في تقرير ترجمته "
عربي21" أن "الجيش يتأهب لوجود مسيرات في 17 نقطة على طول الحدود مع قطاع غزة، بجانب مسيرات أخرى في الضفة الغربية، وسيتم نقل 11 كتيبة على طول الحدود مع غزة، كما سيتم تعزيز قوات الضفة بأعداد إضافية".
وقالت الصحيفة إن "
حماس تأمل بتوافد أعداد كبيرة للمسيرات في ذلك اليوم كونه امتحانا لقوتها الجماهيرية على الأرض، ويخشى الجيش من عمليات اقتحام جماعية كبيرة للمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل يتخللها محاولات اختطاف جنود، وإلقاء قنابل ووضع عبوات ناسفة، وهو يتأهب لوصول مائة ألف متظاهر مشارك في المسيرات".
وختمت بالقول إن "حماس تنوي توجيه الغضب الشعبي الفلسطيني باتجاه إسرائيل، رغم محاولات الجيش في الأيام الأخيرة إبعاد المتظاهرين عن الخطوط المعدة لهم سلفا، حيث تبعد الخيام المنصوبة لهم مسافة ثلاثمائة متر عن السياج الفاصل".
يديعوت أحرونوت قالت إن "بعد غد الاثنين، يوم إحياء ذكرى النكبة، سيشهد وصول الآلاف إلى الجدار الحدودي، وإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة، ولذلك يستعد الجيش لمواجهة هذه الجموع الحاشدة أكثر من باقي الأسابيع، لأن المنظمات الفلسطينية من المتوقع أن تنفذ هجمات مسلحة من خلال هذه المسيرات".
وأضافت في تحليل ترجمته "
عربي21" أن "فرقة غزة وقيادة المنطقة الجنوبية مستعدون بقوات معززة لمواجهة تلك المسيرات التي ستنطلق على طول حدود قطاع غزة بدءا من معبر كرم أبو سالم جنوبا حتى الخط الساحلي لمستوطنة نتيف هعتسراه شمالا، وفي حين تركزت نقاط المظاهرات الرئيسة طيلة الأسابيع الماضية في خمس مناطق على طول حدود قطاع غزة، فإن يوم الاثنين سيشهد زيادتها لعشرين نقطة، يتخللها محاولات فلسطينية لاقتحام خط الهدنة، والدخول لمناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، وسيرسل الجيش تعزيزات إضافية من قواته تشمل: قوات راجلة، قناصة، دبابات، طائرات مسيرة".
وأوضحت أن "الجيش يقدر أن المظاهرات ستتوقف عند الجدار الفاصل، ولن تصل التجمعات الاستيطانية داخل الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع، وقد التقى قائد فرقة غزة يهودا فوكس مع رؤساء التجمعات الاستيطانية لغلاف غزة لإطلاعهم على آخر التطورات وحجم الاستعدادات".
وختمت بالقول: "بعد أن نجح الفلسطينيون في تصدير قضيتهم إلى اهتمام الرأي العام العالمي، فإنهم سيحافظون على هذه الوتيرة من المسيرات، لكنه في حال نجح السيناريو المعد من قبلهم لاقتحام جماعي للسياج الفاصل فإن عدد الإصابات البشرية سيرتفع كثيرا في صفوف المتظاهرين، وربما يؤدي لتصعيد أمني لا يبدو أن الجانبين يرغبان به حاليا".
تال ليف-رام الخبير العسكري بصحيفة
معاريف قال إن "الجبهة الجنوبية من المتوقع أن تتصدر الاهتمامات العالمية الأسبوع القادم، لاسيما أن كل السيناريوهات متوقعة أن تحصل على طول الحدود مع غزة، بحيث ستكون المسيرات أكثر سخونة وعنفا من الأسابيع الماضية، وسيكون أمام الجيش تحد أمني صعب ومعقد، لأن مآلاته الميدانية متوقفة على طبيعة سلوك القوات على الأرض".
وأضاف في التقرير الذي ترجمته "
عربي21" أن "أعداد القتلى الفلسطينيين تراجع في الأسابيع الأخيرة، لكن محاولة عشرات الآلاف اقتحام الحدود بعد غد الاثنين سيكون قصة أخرى مختلفة عن سابقاتها، ولو انتهى الأسبوع القادم فلا يعرف أحد ما هي خيارات الفلسطينيين، فهل يعودون لتنفيذ عمليات على طول الجدار، أم يضعون العبوات الناسفة؟ أو يقومون بإطلاق الصواريخ، بحيث يتم استبدالها بالمسيرات الشعبية؟ هذه احتمالية متوقعة".
وختم بالقول إن "المستوى السياسي الإسرائيلي مطالب بأن يحدد سياسة واضحة تجاه ما يحصل على طول الحدود مع غزة، كي يبعد أمد أي مواجهة قادمة في الجبهة الجنوبية، في الوقت الذي تبدو فيه الجبهة الشمالية آخذة بالاشتعال".
يوآف ليمور المحلل العسكري لصحيفة
إسرائيل اليوم قال إن "الفلسطينيين يتحضرون لمسيرة المليون التي ستحصل يومي الاثنين والثلاثاء في قطاع غزة، ما يعزز فرضية أن تندلع أكثر من مواجهة في عدة جبهات في وقت واحد، وقد تضطر إسرائيل لاستخدام سياسة العصا القوية في عدة أماكن".
وأضاف في مقال تحليلي ترجمته "
عربي21" أن "حماس لا تريد مواجهة عسكرية الآن مع إسرائيل، لكن الوضع في غزة قابل للتدهور نتيجة ما تشهده المسيرات في ذلك اليوم، ما سيدفع إسرائيل لإظهار مزيد من الردع القوي أمام الحركة".