نشرت صحيفة "إكسبراس" الفرنسية تقريرا تطرقت فيه إلى الحوار الذي أجراه المدير التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، مع صحفيين من محطة "ريكود" و"إم إس إن بي سي" الأمريكية، حيث تحدث عن فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي تورطت فيها شركة "فيسبوك".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تيم كوك أكد أنه كان بمقدور شركته كسب الكثير من الأموال من خلال بيع البيانات الشخصية لمستخدميها. ومع ذلك، اختارت شركة آبل عدم اتباع هذا المسار، على عكس عديد الشركات الأخرى على غرار "فيسبوك". كما انتقد كوك توظيف مارك زوكربيرغ للأفلام الإباحية وخطاب الكراهية في تطبيقاته، مؤكدا أن "آبل ستور" ترفض وجود مثل هذه التطبيقات على منصتها.
وأوردت الصحيفة تصريحا أدلى به تيم كوك، قال فيه "لن تسرب شركتنا أي معلومة عن حياتكم الخاصة، لأنها بالنسبة لنا تعتبر حقا من حقوق الإنسان". كما صرح كوك بأنه يقع فحص أي تطبيق يُعرض على آبل ستور بدقة، بهدف التحقق من نطاق استخدامه، وأضاف قائلا: "نحن نتحقق بالتفصيل من كل تطبيق".
اقرأ أيضا: هل باتت أيام فيسبوك وغوغل وشركات التكنولوجيا معدودة؟
وخلال اللقاء الصحفي، سأل مراسل "ريكود" المدير التنفيذي لشركة آبل عما كان سيفعله السيد كوك، إذا كان محل مدير شركة فيسبوك، مارك زوكربيرغ. فأجاب تيم كوك قائلا: "ماذا كنت سأفعل؟! لا أريد أن أقع أصلا في هذا المأزق. فنحن نرفض عرض المواد الإباحية على "آبل ستور"، كما نرفض الخطابات القائمة على الكراهية، ناهيك عن أننا لا نريد أن نجعل من منصتنا مركزا لاستقطاب الإرهابيين".
وذكرت الصحيفة أن شركة آبل تريد أن تنأى بنفسها عن باقي الشركات التكنولوجية الأخرى، فهذه ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها كوك تمييز أعمال شركة آبل، ومقارنتها بنماذج منصات الإنترنت الأخرى. وقد عبر تيم كوك عن ذلك خلال اجتماع مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية، الذي عقد في واشنطن سنة 2015 برعاية منظمة "تشامبيونز أوف فريدوم"، حيث صرح بأن منصات الإنترنت "ستسعى وراء كل معلوماتك وستحاول استثمارها".
وتجدر الإشارة إلى أن تيم كوك نشر بنفسه رسالة في قسم "الخصوصية" التابع لآبل خلال شهر أيلول/ سبتمبر سنة 2014، مفادها أنه "عندما تكون الخدمة عبر الإنترنت مجانية، فهذا يعني أنك لست عميلا، بل أنت المنتج".
وأشارت الصحيفة إلى أن ريتشارد ووترز كتب في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية تقريرا أكد فيه أن شركة آبل أصبحت أكثر شركة تحظى بتثمين العالم دون الحاجة إلى سحب البيانات الشخصية لعملائها. كما تقدم الشركة دروسا، وتدافع عن الخصوصية لكونها "حقا إنسانيا". ويأتي ذلك في وقت يمر فيه موقع "فيسبوك" بحالة اضطراب، نتيجة تسريب البيانات الشخصية لقرابة 50 مليون مستخدم".
اقرأ أيضا: أزمة "فيسبوك" تتفاقم.. مستخدمون يقيمون دعوى قضائية
وأضافت الصحيفة أن هذا النوع من الخطابات سوف يجعلنا نتغاضى عن حقيقة استفادة شركة آبل بدورها، ولو بشكل غير مباشر، من عائدات الإعلانات، التي تتأتى عبر استغلال بيانات مستخدميها. ففي الواقع، يعد محرك البحث الافتراضي لجهاز آي فون هو ذاته محرك بحث غوغل. وفي السنة الماضية، حققت شركة غوغل ثلاثة مليارات دولار، أي ما يعادل 2.4 مليار يورو، من عائدات الإعلانات.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنه وفقا لحسابات أجراها أحد المحللين، فإن ذلك يعني أن قرابة 50 مليار دولار من القيمة السوقية لشركة آبل، أي ما يعادل 40 مليار يورو، تأتي من غوغل وحدها. ومن ناحية أخرى، ثبت أن شركة آبل لا تلتزم بأي اتفاق مع شركة فيسبوك، مما يعني أن شبكة التواصل الاجتماعي غير ملزمة بأي مستحقات لشركة آبل.
فيسبوك ليس تطبيقا واحدا.. هذه أيضا تابعة له وتستخدم بياناتك
أزمة "فيسبوك" تتفاقم.. مستخدمون يقيمون دعوى قضائية
مفاجأة من "أبل".. هاتف "آيفون" بسعر منخفض (فيديو)