مع تزايد الحديث عن اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، حذر محللون من خطورة هذا القرار الذي من شأنه التأثير على مستقبل القضية الفلسطينية ومستقبل العملية السياسية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن ترامب في صدد إصدار قرار بنقل السفارة الأمريكية للقدس قبيل زيارته المرتقبة للمنطقة المقررة يوم الأربعاء القادم.
ضغوط أمريكية
بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن "منظمة التحرير ترفض سياسة الابتزاز التي تنتهجها إدارة الرئيس ترامب للضغط على السلطة الفلسطينية لإجبارها على تغيير مواقفها السياسية، فبدءا من مسلسل التهديد بإغلاق مكتب المنظمة في واشنطن إلى موضوع نقل السفارة الأمريكية للقدس، كل هذه الضغوط تظهر أن إدارة الرئيس ترامب لم تعد طرفا نزيها لقيادة المفاوضات السياسية بين منظمة التحرير وإسرائيل".
وأضاف أن "مكتب منظمة التحرير في واشنطن أرسل برقية احتجاج لوزارة الخارجية الأمريكية يحذر فيها من التسرع في موضوع نقل السفارة، لما لها من تداعيات خطيرة على مستقبل العملية السياسية في المنطقة".
وعن خيارات الرد على الخطوة الأمريكية، أوضح أبو يوسف في حديث لـ"عربي21" أن "منظمة التحرير ستقطع اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية، ولن تعترف بها بعد الآن كوسيط محايد في مفاوضات الحل النهائي".
انتصار إسرائيل
إلى ذلك شبه أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية، المختص في الشؤون الأمريكية، وليد المدلل، نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس بمنزلة "رصاصة الرحمة في استمرار العلاقات بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تشهد توترا منذ توقف المفاوضات السياسية بين الجانبين منذ العام 2014".
وأوضح المدلل في حديث لـ"عربي21"، أن الظروف التي تشهدها المنطقة تدعم التوجهات الأمريكية في موضوع نقل السفارة لمدينة القدس أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد أزمة الخليج العربي، وقيادة المملكة العربية السعودية للتوجهات الإسرائيلية لتوطيد العلاقات بين دولة الاحتلال والدول العربية" على حد قوله.
وعن تداعيات هذا القرار بين أستاذ العلوم السياسية أن "هذا القرار سيربك الحسابات السياسية في المنطقة لصالح دولة الاحتلال، وسيظهر إسرائيل كقوة سياسية تحظى بتأييد الإدارة الأمريكية، كما سيظهر قدرة اللوبيات الصهيونية في التأثير على القرار الأمريكي بما يخدم مصالح دولة الاحتلال".
تهويد القدس
وفي السياق ذاته أشار أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، نشأت الأقطش، أن "إسرائيل لم تتوقف في يوم من الأيام عن التلويح بأن القدس هي العاصمة الأبدية لدولتهم، وقامت خلال سنوات عمر السلطة الفلسطينية وفي أثناء لقاءات المفاوضات مع منظمة التحرير، بفرض سياساتها التهويدية في المدينة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في المدينة بما يخدم مصالحها.
وبين الأقطش في حديث لـ"عربي21" أن موضوع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو أمر شكلي؛ لأن إسرائيل تٌصدر قراراتها من القدس وليس من تل أبيب".
وعن تداعيات هذا القرار، أوضح الأقطش أن "هذا القرار لن يكون له أي تأثير على العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ لأن الدول العربية باتت تصطف بجانب دولة إسرائيل، وهذا ما سيضعف موقف الجانب الفلسطيني الذي سيرى نفسه يحارب وحيدا توجهات المجتمع الدولي".
المقدسات الإسلامية
أما الباحث الفلسطيني المقيم في تركيا والمتخصص في العلاقات الدولية، عماد أبو الروس، فقال إنه "في حال قررت الإدارة الأمريكية نقل السفارة لمدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل، فإن لهذا القرار تداعيات خطيرة على البيئة الداخلية لمدينة القدس، خصوصا ما يتعلق بوضع المقدسات الإسلامية التي تتولى إدارتها السلطات الأردنية، وهو ما يعني عمليا أن لإسرائيل الحق في الوصاية والسيطرة على معالم مدينة القدس كافة، ويعطيها غطاء قانونيا لتدمير تلك المعالم دون رقيب".
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في حديث لـ"عربي21"، كما أن "التهديدات والضغوط الأمريكية المتتالية على السلطة الفلسطينية بإغلاق مكتب منظمة التحرير والتلويح بقطع المساعدات وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، سيدفع الجانب الفلسطيني إلى الخضوع للإملاءات الأمريكية للعودة للمفاوضات السياسية مع إسرائيل، للوصول لصيغة نهائية للدولة الفلسطينية وفق الشروط الإسرائيلية".
مسؤول: ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل الأربعاء القادم
السلطة الفلسطينية تحذر: القدس مفتاح الحرب والسلام
الأمم المتحدة تعارض بأغلبية ساحقة تبعية القدس لإسرائيل