قالت صحيفة واشنطن بوست إن هزيمة
مارين لوبان في
الانتخابات الفرنسية؛ تمثل اختبارا حقيقيا لقوة اليمين المتطرف، الذي يسعى للإطاحة بوحدة أوروبا على غرار انفصال بريطانيا.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "
عربي21" إن موجة "الشعبوية المهاجرة" (اليمين) تبدو متعثرة في أوروبا، وإن موجها بدأ يتكسر، خاصة بعد خسارة مرشحيها في انتخابات كل من النمسا وهولندا وأخيرا في
فرنسا.
وكانت لوبان قد صرحت بأن النتيجة كانت مهمة وتاريخية بالنسبة لها، رغم خسارتها، وأنه يتعين عليها إعادة إطلاق حزبها الجبهة الوطنية.
اقرأ ايضا: نتائج أولية: ماكرون رئيسا لفرنسا بـ 66% من الأصوات
وأضافت في خطاب مقتضب لأنصارها: "الجبهة الوطنية يجب أن تجدد نفسها بصورة جذرية، لكي ترتقى لمستوى الفرصة التاريخية وتلبي توقعات الشعب الفرنسي".
وتقول الصحيفة إن هناك اختبارا لمستقبل أوروبا موحدة، وما إذا كان إيمانويل ماكرون يمكن أن ينعش علاقات فرنسا بألمانيا، خاصة مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعد أن تراجعت خلال فترة خمس سنوات من حكم الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند، الذي وصلت شعبيته إلى مستويات قياسية منخفضة.
وحذرت الصحيفة من أنه إذا استمرت فرنسا في الركود الاقتصادي، فإن انتصار اليوم في الانتخابات قد يتراجع لصالح اليمين المتطرف، وقد يعيد قبوله مجددا في البلاد، بدلا من الرفض الحاسم له.
وأشارت الصحيفة إلى أن فشل اليمين المتطرف في أوروبا؛ يأتي في تناقض صارخ مع التوقعات التي ربطت صعود ترامب في الولايات المتحدة، بإطلاق العنان لموجة عالمية من السياسيين الشعبويين، حيث كانت كانت لوبان من أول القادة السياسيين في جميع أنحاء العالم، التي بادرت لتهنئة ترامب ليلة فوزه.
اقرأ أيضا: ماكرون يعد بالدفاع عن مصالح فرنسا ويتعهد بمكافحة الإرهاب
وأضافت أن الانتخابات الفرنسية وما سبقها في بعض دول أوروبا، أظهرت اتجاها واضحا في أوروبا الغربية التي بدت غير مستعدة لتسليم السلطة إلى اليمين المتطرف، وعللت الصحيفة ذلك بأن تولي ترامب للحكم في أمريكا ربما أضر بالشعبويين في أوروبا بدلا من مساعدتهم.
وقالت الصحيفة: "لقد هرع القادة الأوروبيون لاحتضان انتصار ماكرون كخطوة أولى في تجديد التحالف ضد تمزيق الاتحاد، وهو الأمر الذي كانت أوروبا متخوفة منه حال فوز اليمينية لوبان".
وقالت الصحيفة تعليقا على صدى فوز ماكرون: "كان بالإمكان سماع الهتافات في الشوارع عند الإعلان عن فوز ماكرون، كما لو أن فريق كرة القدم المفضل كان قد حقق انتصارا في مباراة".
ونقلت عن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورز قوله في تغريدة له على موقع "تويتر": "إن الفرنسيين يبدون بوضوح أن الاحتجاج والرغبة في التغيير لا يجب أن تؤدي دائما إلى انتخاب شعبويين يمينيين".
لكن الصحيفة حذرت أنه في حال فشل ماكرون في إحداث اختراق في الركود الحاصل في فرنسا، والوفاء بوعوده الانتخابية، فإن لوبان أو زعيما آخر مناهضا للاتحاد الأوروبي قد يعود مجددا وبقوة أكبر في انتخابات عام 2022، خاصة مع وجود قوى يمينية ما زالت قوية في فرنسا.
اقرأ أيضا: مارين لوبان ترقص بعد خسارتها في الانتخابات (شاهد)
وبحسب الصحيفة فإن ماكرون "يأمل في تخفيف الإصرار الألماني على التقشف المالي، مع مساعيه لفرض إصلاحات اقتصادية شاملة في بلاده، وإذا نجح، فإنه قد يساعد في نزع سلاح الأصوات المناهضة للاتحاد الأوروبي في جميع أنحاء القارة، ولكن إذا فشل في تحريك اقتصاد فرنسا وأوروبا، فإنه سيثير أسئلة حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يساعد أو يضر بحياة مواطنيه".