روى قائد فرق الدفاع المدني في قطاع مدينة
خان شيخون، في حديث خاص لـ"عربي21"، تفاصيل ما جرى في صبيحة الثلاثاء الماضي من هجوم كيماوي على المدينة.
وقال مصطفى الحاج يوسف: "في منتصف الساعة السادسة صباحا، تلقينا نداء عبر الأجهزة اللاسلكية الخاصة بالدفاع المدني، بضرورة الاستجابة للقصف الذي قامت به طائرة تابعة للنظام السوري للمنطقة الشمالية الشرقية من مدينة خان شيخون".
وأضاف، "لدى سماعنا لصوت الطائرة التي نفذت، ظننا أنه قصف معتاد،أي بالذخائر المتفجرة، وفور ذلك وجهنا الفريق الأول لمكان الاستهداف، الذي باشر عمليات الإسعاف".
واستدرك: "لكن لم تمض دقائق حتى اتصل بنا أحد المسعفين وأخبرنا بأنه بدأ يشعر بالإعياء".
وتابع الحاج يوسف، "وقبل أن أرد عليه، انقطع الاتصال فيما بيننا، وحينها وصل الفريق الثاني لمكان الاستهداف أي إلى مكان
المجزرة، وأيضا تعرض الفريق الثاني لنفس الحالة، إلى أن أدركنا أن الهجوم هو هجوم غير عادي".
ومضى يقول: "هنا أخذ الفريق الثالث الاستعدادات المطلوبة، بارتداء القفزات والكمامات الواقية قبل أن يقتحم مكان المجزرة، الذي باشر بإسعاف المدنيين والمسعفين وعناصر الدفاع المدني الذين تحولوا أيضا إلى مصابين أيضا إلى النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني".
وطبقا لحاج يوسف، فإن العملية السابقة استغرقت ساعة كاملة، الذي أردف: "فور وصول المصابين إلى النقاط الطبية قمنا بخلع ملابسهم، ومن ثم رشهم بالماء"، مشيرا في هذا الخصوص إلى قلة أعداد الكوادر الطبية، ما أثر سلبا على وتيرة عمليات الإسعاف، على حد تقديره.
وما زاد من تعقيد المشهد، حسب مدير فرق الدفاع المدني، هو استهداف النقاط الطبية ومراكز الدفاع المدني بغارات متتالية بعد المجزرة، بالقنابل الفراغية من قبل الطائرات الروسية، ما أدى إلى خروج بعض آليات الدفاع المدني والنقاط الطبية عن الخدمة.
وعن أعداد المصابين في الدفعات الأولى، أكد الحاج يوسف، وصول حوالي350 مصاب في الساعات الأولى التي تلت المجزرة، لافتا إلى استقبال النقاط الطبية لبعض المصابين، بعد مضي ثلاثة أيام على المجزرة، بسبب تفاعل الغاز الذي لا لون له ولا رائحة، على حد تأكيده.
وعن أعداد الوفيات الذين تم توثيقهم حتى مساء الخميس، ذكر أن عدد الوفيات الموثقة بالاسم 84 شخص، من بينهم 27 طفل، بينما زاد عدد الإصابات عن 500 مصاب، بعضهم من رجال الدفاع المدني.
وردا على مزاعم روسيا والنظام، بأن القصف استهدف مخازن لمواد كيماوية تخص المعارضة، شدد الحاج يوسف قائلا: إن "القصف استهدف أحياء سكنية لا تحتوي على مقرات عسكرية"، متسائلا: "هم يتحدثون عن مخازن، فأين بقايا هذه المخازن التي استهدفوها كما يزعمون".
وفي هذا الصدد، استذكر مدير فرق الدفاع المدني في قطاع خان شيخون،بيت شعر عربي يقول: "وليس يصح في الأفهام شيء..إذا احتاج النهار إلى دليل"، وتابع: "لقد اعتدنا كذب هذا العالم، وبالمقابل نحن نطالب بوصول لجان تقصي لحقيقة ما جرى".
ومضى قائلا: "نعلم إلى حد اليقين بأن كل العالم يدرك كذب النظام وروسيا،لكن مع ذلك نحن على أهبة الاستعداد للتعامل مع فرق الكشف، لنكشف حقيقة ما جرى من استهداف للمدنيين بغازات محرمة دوليا".
واختتم الحاج يوسف حديثه لـ"
عربي21"، بتأكيده على عزم الدفاع المدني على تقديم العينات المادية التي جمعت من مكان المجزرة ومن بقايا الصاروخ الذي يحتوي المواد السامة، إلى الجهات الدولية المعنية.