بعد أيام من إعلانها انتهاء عمليات "درع الفرات" في شمال سوريا، تستعد القوات التركية لإطلاق حملة جديدة شمال
العراق تحت مسمى "
درع دجلة".
وكشفت صحيفة "يني شفق" نقلا عن مصادر عسكرية، أن القوات التركية بدأت استعداداتها اللوجستية لشن حملة عسكرية بهدف تطهير الحدود العراقية التركية من منظمة حزب العمال الكردستاني "
بي كا كا"، التي باتت تسيطر على مناطق واسعة تمتد من منطقة
سنجار العراقية وصولا إلى سيلوبي التركية، بالإضافة إلى مناطق أخرى حدودية بين
تركيا والعراق وسوريا.
ويتوقع أن تشارك في العملية الجديدة قوّات الحشد الوطني العراقي التي تلقّت تدريبات عسكرية في معسكر بعشيقة شمالي العراق، بهدف تأمين الحدود التركية العراقية.
اقرأ أيضا: ماذا تفعل تركيا في سوريا بعد "درع الفرات"؟
وتخشى أنقره من تمدد منظمة "بي كا كا" من سلسلة جبال منطقة قنديل شمال العراق، وصولا إلى الحدود مع سوريا بهدف توسيع عملياتها، وتسعى تركيا لتأمين هذا الخط، والذي بدوره سيصعّب بشكل كبير من عبور الميليشيات والمسلحين.
حشودات كبيرة
وتحتشد قوات كبيرة من الجيش التركي مدعومة بالمدرعات والمدافع على طول الشريط الحدودي مع العراق، ممّا شكل تمهيدا أوليًّا لعملية درع دجلة المرتقبة.
ويرى محللون أن تركيا دفعت لخوض العملية المرتقبة بعدما وجهت إنذارات عدة للسلطات في بغداد وأربيل تحذر فيها من خطر تواجد منظمة "بي كا كا" في سنجار غرب الموصل، مستغلة تردي الوضع الأمني وانشغال القوات العراقية في ملاحقة تنظيم الدولة في العراق. دون أن تلقى ردا أو تحركا تجاه هذا الخطر.
اقرأ أيضا: تركيا تعلن رسميا عن نهاية عملية "درع الفرات".. ماذا بعد؟
وقال المحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا إن تركيا لا تريد تجمعا جديدا لمنظمة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، على غرار معسكر
جبال قنديل الذي يعتبر معقلا رئيسيا لهم.
ولفت في حديث لـ"
عربي21" إلى أن الحزب يحاول منذ فترة، تحويل منطقة سنجار غرب الموصل لقواعد عسكرية تكون بمثابة المعقل الثاني بعد جبال قنديل، مشيرا إلى أن تركيا لا تريد للتنظيم أن يتمدد في هذه المنطقة الاستراتيجية القريبة من الحدود، لذلك تجهز لعملية "درع دجلة".
موقف العراق
وعن الموعد المحدد لانطلاق العملية، توقع ياشا أن تنطلق العملية الجديدة بعد الاستفتاء الشعبي على الدستور المزمع إجراؤه في السادس عشر من الشهر الجاري.
اقرأ أيضا: الوحدات الكردية تسلم قرى بمنبج للنظام خوفا من "درع الفرات"
واستبعد في ذات الوقت أن تؤدي العملية إلى توتر مع الحكومة المركزية في العراق، أو إقليم كردستان، مشيرا إلى أن تركيا على تواصل دائم، ويجري التنسيق مع كافة الأطراف العراقية للقضاء على التهديد المنطلق من المنطقة الحدودية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف عن التحضير لعميات عسكرية على غرار درع الفرات، تستهدف التنظيمات "الإرهابية" التي تشكل خطرا على تركيا، مشيرا إلى أنّ العمليات ليست محصورة في سوريا بل تشمل العراق أيضا، وحذّر أردوغان من تواجد "بي كا كا" بمنطقة سنجار ومحاولتهم جعلها قنديلا ثانية، مشيرا لوجود قرابة 2500 إرهابيّ من "بي كا كا" هناك، متوعّدا في ذات الوقت بالقضاء عليها من خلال عمليات عسكرية جديدة على غرار "درع الفرات".