بعد قرار
الرئيس الغامبي المنتهية ولايته
يحيى جامع، صباح السبت، التنحي عن السلطة لصالح الرئيس المنتخب
أداما بارو، فقد بدأت التكهنات حول ما إذا كان سيغادر البلاد أو سيظل فيها في ظل عدم إقراره صراحة بذلك.
وكان مصدر غيني قال في تصريح، إنه "يجب إيجاد بلد بعيد بما يكفي عن
غامبيا لمنع يحيى جامع من التدخل في العملية الديمقراطية الحاصلة في بلاده".
ويطوي القرار صفحة حكم بدأ عام 1994، عندما استولى جامع على السلطة في انقلاب.
وقال جامع في التلفزيون الرسمي: "لقد قررت اليوم بضمير صاف التخلي عن زمام قيادة هذه الأمة العظيمة".
وأضاف: "إنني أناشد كل من أيدوني أو عارضوني خلال هذه الفترة أن يضعوا مصلحة أمتنا غامبيا العليا فوق كل اعتبارات حزبية وأن يسعوا للعمل معا كأمة واحدة".
ولم يذكر جامع، صراحة، ما إذا كان سيغادر البلاد، لكنه قال إنه سيترك السلطة من أجل المصلحة الوطنية، وإنه فخور بأنه خدم شعب غامبيا، وهو يحمد الله لتفادي سفك الدماء خلال الأزمة.
وطالبت زوجة جامع، ذات الأصول
المغربية، خلال المفاوضات، اللجوء رفقة زوجها وأسرتها إلى المغرب.
واستقرت المفاوضات، بحسب مصادر، عن أن يحيى جامع سيغادر بلده رفقة أفراد أسرته ومقربين منه دون أي ملاحقة قضائية، فيما أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، أن جامع حصل على ضمانات بعدم ملاحقته وسيستقر في بلد أفريقي.
وكانت قوات "إكواس" (7 آلاف جندي) دخلت غامبيا في ساعة متأخرة يوم الخميس، وانتشرت دبابات وطائرات حربية تأهبا لاجتياح العاصمة، لإرغام جامع على الرحيل، بسبب رفضه التخلي عن الرئاسة للرئيس الجديد أداما بارو الذي اضطر إلى حلف اليمين في سفارة غامبيا في دكار.
وعرضت الرباط على الرئيس الغامبي المتنحي يحيى جامع، اللجوء إلى المغرب توازيا مع المساعي التي تبذلها دول غرب أفريقيا لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وقالت وسائل إعلام مغربية، إن الرباط اقترحت على الرئيس الغامبي يحيى جامع، الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة واللجوء إلى المغرب.
وأضافت أن الرباط قدمت مخرجا لحالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس الخاسر في الانتخابات، تقضي بأن يعترف يحيى جامع بفشله في الانتخابات، على أن تضمن له الرباط اللجوء إليها.
وأوضحت أن الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية ناصر بوريطة، ورئيس الاستخبارات الخارجية ياسين المنصوري، قاموا بزيارة إلى غامبيا في الأيام القليلة الماضية، وحاولوا إقناع يحيى جامع بالعرض المغربي.
وكان أداما بارو قد فاز في الانتخابات الرئاسية التي نظمت يوم الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتلقى اتصالا من جامع اعترف فيه بالهزيمة وأقر بفوز بارو، وهو الاتصال الذي بثته وسائل إعلام رسمية غامبية، قبل أن يتراجع عنه بعد أسبوع مقدما طعنا في نتيجة الانتخابات.