قالت صحيفة "التايمز" إنه مع اقتراب موعد عيد الميلاد المجيد، كان عمال الإغاثة يخرجون الجثث من بين الحطام المتناثر؛ بسبب انفجار قنبلة في
كنيسة قبطية في القاهرة، مشيرة إلى أنه قتل في الحادث حوالي 25 شخصا من المصلين أثناء القداس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن "رد الفعل الأولي من الجماهير المسلمة التي راقبت ما بعد الانفجار كان مشجعا: فهو تضامن واسع مع الضحايا وعائلاتهم، تجاوز الانقسامات الدينية، لكن حقيقة الانفجار المروع هو تذكير بفشل النظام العسكري في حماية الأقليات الدينية، ومكافحة التمرد (الإسلامي) بأسلحة قديمة، ولا تؤدي إلى نتائج جيدة".
وتلفت الصحيفة إلى أنه لم يعلن أحد المسؤولية عن الحادث، مستدركة بأن مناصري
تنظيم الدولة عبروا عن فرحتهم بالهجوم، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويفيد التقرير بأن "الحملة ضد المسيحيين بدأت قبل فترة الرئيس محمد مرسي القصيرة، ففي عام 2011 قتل أقباط في عملية انتحارية استهدفت كنيسة في الاسكندرية، ودعم
الأقباط الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين قبل ثلاثة أعوام، وعوقبوا على هذا الأمر، فقد ارتكب ما يزيد على 130 هجوما على الكنائس والممتلكات القبطية بعد الانقلاب الذي أطاح بحكم مرسي، وفي العام الماضي أعدم تنظيم الدولة في ليبيا 21 قبطيا بعدما استعرضهم بالزي البرتقالي، وفي هجوم يوم أمس كان الضحايا من النساء والأطفال".
وتقول الصحيفة إن "التشدد الإسلامي يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان عبد الفتاح
السيسي ضابطا صغيرا في الجيش، وبعد جيل أصبح السيسي رئيسا، ويواجه التشدد في سيناء، وقامت بعض الجماعات التي تعمل في الشمال بأكثر من 400 هجوم على مراكز الجيش والأهداف الحكومية الأخرى، بالإضافة إلى الأهداف القبطية منذ عام 2012".
ويجد التقرير أن "أساليب السيسي لمكافحة التمرد هي عودة إلى أساليب النظام
المصري السابق لحسني مبارك، الذي قتل تحت ناظريه مئات من المتعاطفين مع الإخوان المسلمين في معارك مع الشرطة، وسجن عشرات الآلاف دون توجيه تهم، فيما ينتشر التعذيب في السجون المصرية".
وتختم "التايمز" تقريرها بالقول إن السيسي وعد بحماية الأقباط، إلا أن قواته منشغلة في حرب الجهاديين، مضيفة أن "الأقباط يعانون في مصر، وهم بحاجة لمعاملة أفضل".