أوصى مختصون في الشأن المقدسي باستثمار القرار الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، في العمل على "ردع وتحجيم"
الاحتلال الإسرائيلي، منبهين في الوقت ذاته على ضرورة "عدم تضخيم" القرار؛ كونه لم يغير من الواقع الاحتلالي شيئا.
وتبنت
اليونسكو بشكل نهائي، الثلاثاء، قرارا ينفي أي علاقة لليهود بالمسجد الأقصى وساحة البراق، قدمته دول عربية باسم "حماية التراث الثقافي الفلسطيني"، وأكد المتحدث باسم المنظمة أن القرار -الذي دفع "إسرائيل" إلى تعليق تعاونها مع المنظمة- اعتُمد دون تصويت جديد، بعدما تمت الموافقة عليه على مستوى اللجان الأسبوع الماضي.
نقطة انطلاق
وشدد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، على ضرورة أن يستثمر العرب والمسلمون القرار الصادر عن "يونسكو"؛ من أجل "تحجيم الاحتلال الإسرائيلي، وحماية
المسجد الأقصى المبارك"، قائلا: "من المهم جدا أن نفعّل نحن هذا القرار، لا أن نجمده كما حصل في القرارات السابقة".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الكرة الآن في ساحة السياسيين العرب والمسلمين؛ من أجل أن يتحركوا سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا؛ لردع الاحتلال، ومنعه من تدنيس الأقصى، ووقف وإلغاء كافة مشاريعه التهويدية"، مثمنا "موقف يونسكو الجيد؛ لأنها وقفت إلى جانب الحق".
وتوقع رئيس الهيئة الإسلامية أن "تسود حالة من الغضب" الكيان الصهيوني نتيجة هذا القرار، لافتا إلى أن "إسرائيل كعادتها لم ولن تلتزم بأي قرارات تصدر عن مختلف المؤسسات الدولية".
وحول دعوة أحد المسؤولين الإسرائيليين المتطرفين اليهود، للتواجد بكثافة اليوم في ساحة
حائط البراق (يطلق عليه اليهود حائط المبكى)، والتظاهر تنديدا بقرار المنظمة الدولية، قال صبري إن "هذه الدعوة تعكس التعنت الإسرائيلي، وتؤكد أن إسرائيل لا تريد أن تستجيب للقرارات الدولية".
وقررت "إسرائيل"، السبت الماضي، وقف تعاونها مع "يونسكو"، بسبب القرار الذي تبنته الجمعة الماضي، وأكدت عليه الثلاثاء بشكل نهائي.
وقوبل القرار بردود فعل غاضبة في "إسرائيل"، حيث اتهم بعض قادة الاحتلال "يونسكو" بـ"معاداة السامية"، معتبرين أن القرار "يتجاهل الصلات التاريخية والدينية التي تربط الشعب اليهودي بجبل الهيكل (التسمية اليهودية للمسجد الأقصى)"، وفق ما نقلته إذاعة "صوت إسرائيل".
واعتبر رئيس حزب "شاس" الإسرائيلي، الوزير اريه درعي، أن "بركة الكهنة، التي ستقام اليوم في باحة حائط المبكى، تعبر عن رد الشعب اليهودي على القرار"، مؤكدا أن "المجتمع الدولي موبوء باللاسامية"، وفق تعبيره.
بدورها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، بـ"القرار النهائي الصادر عن اليونسكو، بأن المسجد الأقصى تراث إسلامي خالص".
وقال أبو زهري، في تصريح له وصل "عربي21" نسخة منه، إن القرار "انتصار للقضية الفلسطينية، ونسفا للرواية الإسرائيلية بشأن الأقصى، وإحباط لكل ممارسات الاحتلال على المنظمة؛ للعدول عن قرارها".
ترحيب حذر
من جانبه، رأى المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، أن أهمية القرار "تكمن في أنه يدعم الرواية العربية الإسلامية الخاصة بالمسجد الأقصى"، مشيرا إلى ضرورة "وضع القرار في حجمه الحقيقي دون تضخيم".
وقال لـ"عربي21" إننا "نرحب بهذا القرار بحذر، ولا نعول عليه كثيرا؛ لأننا نستمد حقنا في المسجد الأقصى من الله سبحانه وتعالى"، لافتا إلى أن "إسرائيل وضعت خططها التي تستهدف القدس والأقصى منذ سنوات، وشرعت بتنفيذها من خلال سيطرتها العسكرية في الميدان".
وأكد زبارقة أن "ما ينقص الاحتلال لإتمام تنفيذ مخططاته هو الغطاء الشرعي الدولي، فهو يريد قرارا دوليا يمنحه الشرعية"، موضحا أن "قرار يونسكو عرقل مساعي الاحتلال في الاعتراف الدولي بشرعيته في السيطرة على المسجد الأقصى".