تساءل موقع "جنوبية" اللبناني، الذي يديره شيعة معارضون لحزب الله، عن السبب الذي يجعل
إيران تحول معركة تحرير
الفلوجة من تنظيم الدولة إلى معركة طائفية، خصوصا في ظل وصول قائد فيلق قدس الإيراني
قاسم سليماني أرض المعركة، بعد إعلان رئيس الوزراء
العراقي حيدر العبادي عن بدء المعركة.
وعزا الموقع سبب سعي إيران تحويل المعركة إلى طائفية لثلاثة أسباب، أولها أن "طائفية المعركة تمنع نمو العصب الوطني العراقي من جديد".
وأوضح أن "إيران تؤجج الصراع المذهبي، وتحاول زج فصائل الحشد الشعبي الشيعية التي تشرف عليها في المناطق السنية، والإيحاء بأن الشيعة هم من ينتصر في المعارك على السنة، من أجل تقوية التطرف السني، وجعل الشيعة العراقيين أكثر التصاقا بها وابتعادا عن الدولة".
ويرى "جنوبية" أن ثاني الأسباب هو أن إيران "لا تريد تكرار نموذج تحرير مدينتي الرمادي والرطبة الذي عُدّ نجاحا للجيش العراقي الذي التأم وطنيا، وأعادت تدريبه وتسليحه الولايات المتحدة، بعيدا عن رعاية إيران".
وأشار إلى أن قوة الجيش العراقي الوطني المكوّن من جميع الطوائف هو بمثابة "إضعاف لنفوذها، وإشارة إلى احتمال الاستغناء في المستقبل عن خدماتها العسكرية، وهو ما تخشى منه إيران بشدة".
أما السبب الثالث والأخير، بحسب مراقبين، "فيكمن في عدم استعجال إيران الحسم ضدّ داعش في العراق؛ لأنه سوف ينعكس انهيارا سريعا لها في سوريا مقابل فصائل الجيش السوري الحرّ التي ستتفرغ لمقاتلة نظام الأسد، والذي سوف يرى نفسه فاقدا لكل مقومات استمراره بعد تقديم نفسه للعالم على أنه المحارب الأول للإرهاب".
يشار إلى أن الفلوجة التي تعد معقلا قديما للمتشددين، تقع على بعد 50 كيلومترا من بغداد، وكانت المدينة الأولى التي تقع في يد تنظيم الدولة في الشهر الأول من عام 2014، أي قبل سقوط الموصل بستة أشهر في عهد حكومة نوري المالكي، وسط تساؤلات وتهم بالتواطؤ.