انتقدت كتلة
تيار المستقبل ما اعتبرته "تهجم أمين عام
حزب الله، حسن نصرالله، على المملكة العربية
السعودية والدول العربية"، محذرة من خطورة استمراره وتماديه.
واستنكرت الكتلة في اجتماعها الأسبوعي تكرار نصر الله إطلاق "حملات التجريح والافتراء التي يكيلها ويوجهها تجاه المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها، وتجاه الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي".
ورأت الكتلة أن مواقف نصر الله "لا تأخذ بالاعتبار مصالح
لبنان العليا ومصالح اللبنانيين الذين يتعرضون لمشكلات ومخاطر كبرى، بسبب استمرار انعكاسات تورط حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا، وكذلك في أكثر من ساحة وبلد عربي".
واعتبرت كتلة المستقبل "أن استمرار حزب الله والسيد حسن نصر الله في ممارساتهما، هو استهتار بمصالح اللبنانيين واستقرارهم ولقمة عيشهم".
وحول التداعيات والآثار الناجمة عن عدم انتخاب رئيس الجمهورية، كررت الكتلة "موقفها الثابت بأن استمرار تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية الذي يقوده حزب الله ودعم من التيار الوطني الحر، يتسبب بتداعيات خطيرة على لبنان الوطن وعلى المواطنين اللبنانيين".
وتابعت: "تتمثل هذه المخاطر بما يعاني منه المواطن اللبناني من انحلال متزايد للدولة اللبنانية، والأزمات المتوالدة والمتتالية عن ذلك، والتي تظهر وتكشف عن ضعف الدولة، وتفكك وتلاشي إداراتها ومؤسساتها، وتراجع هيبتها، وتفاقم استتباعها، واستباحتها من قبل المليشيات والقوى السياسية على اختلافها".
وأشارت الكتلة إلى أن "من نتائج هذا التداعي ما شهد وعانى منه اللبنانيون مؤخرا، مثل أزمة النفايات التي نالت من كرامة وصحة وسمعة اللبنانيين على مدى ثمانية أشهر. وهي اتخذت مظهرا آخر تمثل في خلافات الوزراء حول قضية القمح المسرطن".
وحملت الكتلة وزراء حزب الله وقوى 8 آذار المسؤولية عن "فضيحة الإنترنت"، التي تفجرت مؤخرا بعدما تم اكتشاف محطات تقدم خدمة الإنترنت بعيدا عن سلطة الدولة، وأشارت إلى أنها جزء من التداعيات التي أصابت هيبة الدولة، وأنها تبين "مدى الضرر الذي ألحقه التفلت والاستخفاف وصولا إلى الإطاحة بمصالح اللبنانيين".
ولفتت إلى "تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية كما تبينه المؤشرات المالية والاقتصادية والنقدية، وإلى مزيد من البطالة الجاثمة على صدور اللبنانيين، ما يؤدي في المحصلة إلى التلاعب بمصالح اللبنانيين ومستوى ونوعية عيشهم".
وكان نصر الله قد جدد، الاثنين، خلال لقاء تلفزيوني على قناة الميادين، هجومه العنيف على السعودية وأنظمة عربية، وجدد اتهامه لهم بالعمالة لإسرائيل.
وحمل نصر الله السعودية مسؤولية وتداعيات تصنيف حزبه كمنظمة إرهابية في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، متهما القيادة السعودية بأنها "تمتلك سطوة خاصة ومكانة في جامعة الدول العربية، وفي مجلس التعاون الخليجي؛ لأن الدول القوية الكبيرة المؤثرة في العالم العربي استهدفت، وهي مشغولة بنفسها وشؤونها الداخلية ومصائبها وحروبها الأهلية"، على حد قول نصر الله.
ما هي أهداف نصر الله؟
وحول أهداف ومضامين كلام نصر الله، قال الكاتب والمحلل السياسي جورج علم، لـ"عربي21": "كان كلامه واتجاهه واضحين، بتهديد قصف المفاعلات النووية في إسرائيل، كما أنه استبعد حدوث عدوان على لبنان لاعتبارات عدة، منها اقتراب انتهاء فترة الرئاسة الأمريكية، وهو ما يتطابق مع توقعات الكثيرين"، وفق قوله.
وعن حديث نصر الله عن توقيت وطبيعة الوجود الروسي، قال: "التنسيق يبدو واضحا بين روسيا وإيران وحزب الله وفقا لكلامه، ومن وجهة نظري لم يحدث انسحاب روسي، وما يقوم به الرئيس الروسي بوتين هو مناورة، والدليل على ذلك أنه سحب فقط بعض القوات، في الوقت الذي ما زالت قوات كبيرة روسية موجودة فعلا".
وتابع علم: "ما أراده الرئيس الروسي تحديدا هو تنفيس الاحتقان الخليجي، وأعطى بذلك دفعة لمفاوضات جنيف، ولكنه عاد وأمسك زمام المبادرة بالحديث عن أنه إذا لم تشاركه الولايات المتحدة قصف الجهات التي تخترق الهدنة، ستقوم القوات الروسية بذلك بمفردها وهو ما يعني بالتأكيد جهوزية روسيا العسكرية في سوريا، وبأنها على قدرة عالية من التدخل الميداني السريع".
وعن موقف نصر الله الداخلي، قال علم: "لم يبدل نصرالله شيئا من مواقفه، خصوصا لجهة تأكيده بأن المفاصل الأساسية في البلاد ما زالت معقدة، وعاد وذكر بقانون النسبية على اعتباره مدخلا للحل، في الوقت الذي ترفضه أطراف في لبنان، ومن بينها تيار المستقبل".
وعن حديث نصر الله بشان اللقاء مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، قال: "أشار الأمين العام لحزب الله في خطابه إلى أن اللقاء مع الرئيس الحريري إن كان سيحصل يجب أن يفضي إلى نتائج، وكأنه بذلك يصوب نحو ضرورة أن يتبنى الحريري ترشيح العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية للمضي في تفاهم مشترك بين الطرفين".
وعن حديث نصر الله حول إمكانية حدوث اضطرابات أمنية في لبنان، قال علم: "أعتقد أنه يقصد بذلك الوزير أشرف ريفي عندما أعلن الأخير بأن أهل السنة سوف يواجهون حزب الله في الداخل، وكأنه بذلك يقول إنه إذا كان للوزير ريفي نوايا بتسليح أهل السنة فإن احتمالية حدوث اضطرابات أمنية أمر وارد".
واستدرك قائلا: "أعتقد أن الضمانات الأمنية ما زالت ناجحة، سواء في الجيش أو في قوى الأمن الداخلي أو فرع المعلومات، وذلك مع وجود غطاءات سياسية للقوى الأمنية من مختلف الأطراف بممارسة دورها والحفاظ على الأمن الداخلي وتحصين البلاد من خطر الانفجار الأمني، الذي إن وقع فإنه سيطال الجميع من دون استثناء، وستكون عواقبه وخيمة على البلاد".